مباريات للبيع بالمزاد العلني

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

> لا توجد أدنى صلة قرابة في كل دول العالم بين الرياضة وتحديدا كرة القدم وأسواق (الحراج) و(المواشي) و(القات) والأسواق التجارية المختلفة.

لكن على العكس من ذلك تماما في بلادنا فلا يوجد هناك اختلاف بين كرة القدم والأسواق التجارية، ومنها أسواق(الخضرة) و(الأسماك) وغيرها، فالكرة والسوق وجهان لعملة واحدة وعينان في وجه واحد في اليمن السعيد.

ما أقوله ليس من باب الاستهتار أو نكتة مضحكة..ما أقوله واقع ملموس نعيشه ونلمسه كل يوم..فلا أجد أجمل من تشبيه بين الكرة في بلادنا والسوق..ذلك أن مباريات كرة القدم في بلادنا تباع وتشترى كما تباع الأغنام وتشترى، وكما تباع الخضرة والأسماك، أما الفارق الوحيد فهو ربما أن بعض المباريات تباع في الدوري اليمني (مجانا) فقط مقابل رد جميل أوعلاقات ودية أوقوة نفوذ.

ما يحدث في الدوري اليمني وتحديدا في الدرجة (الأولى) هو أجمل هدية نقدماها للألفية الثالثة، وأفضل استهلال نبدأ به رغبتنا في استضافة خليجي 20، وأروع سيناريو لمسلسل ننشده وعنوانه (التطور وسلطة القانون واللوئح).. لقد باتت عملية (البيع والشراء) في الدوري اليمني مسألة مكشوفة ومعروفة، ولم تعد مجرد ادعاءات كما كان يطلق عليها في السابق، ولم يعد الجمهور الرياضي بمنأى عن هذا الموضوع، فالجماهير باتت اليوم تعرف كل ما يجري، بل إن كثيرا من الجمهور بات يتوقع نتيجة اللقاء قبل بدايته بأسبوع، وقد أفسحت المواقع الرياضية على شبكات الإنترنت وتحديدا (كوورة) حيزا للجماهير التي تقول رأيها بشفافية ومن دون رتوش أوتدخلات من أحد..وعندما أعلن الاتحاد العام للكرة غربلة برنامج مباريات الإياب لهذا الموسم معللا ذلك بمنع التلاعب في شراء المباريات وبيع المباريات لم نستوعب الفكرة، بل لم تتغلغل إلى أذهاننا لا من قريب ولا من بعيد كانت مجرد (قرحة قات) سيتم تلافيها بالتأكيد خلال الموسم القادم، وقد تأكد لنا ذلك عندما لمسنا خلال بيع وشراء للمباريات في وقت مبكر من دور الإياب بمباركات مسؤولة ومنظمة.

إن ما تشهده اليوم رياضتنا أمر يندى له الجبين وتسقط أمامه المبادئ ويذهب حياله التنافس الشريف مع أدراج الرياح وتتلطخ القيم في وحل المحسوبية وعلاقات الولاء والمال وبيع وشراء الذمم، ولعل الأسواق قد ظلمت في تشبيهها بكرة بلادنا لأن البيع فيها والشراء لا يخص (الذمم)، ولأن البيع فيها حلال لقوله تعالى (وأحل الله البيع وحرم الربا).

فضلا بلغوا تحياتي لرياضة محترمة مضت وانقضت، ولا عزاء على رياضة تباع وتشترى في وضح النهار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى