مصــارحـة حــرة .. سحابة وزير

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> يتساءل الناس، وأنا أولهم عن سر الدخان الأبيض المتصاعد من فوهة بركان وزارة الشباب والرياضة وعن الأسرار - غير المعلنة - التي أطاحت بالأخ عادل وادي من منصب المدير التنفيذي لصندوق رعاية النشء والشباب.

كما أن الناس فقيرهم وغنيهم غير مصدقين بأن عادل الوادي سيرفع ملف قضية التجاوزات التي تنخر في عظام صندوقنا إلى لجنة مكافحة الفساد وهو الذي حلف اليمين أمام الجامع الكبير بأن يحول القضية من الذاتية إلى الموضوعية، وحتى الآن لم تترجم تهديداته إلى أفعال، وهنا أتساءل وبراءة الأطفال في عيني هل كان عادل وادي يعي ما يقول وهل بالفعل يحمل ملف تجاوزات ضد الوزير أم أن الموضوع لا يخلو من كونه لحظة انفعال أعقبها إطلاق شحنات من نيران الغضب المكتومة في صدره، كما كان يفعل التنين جريسو الذي يعشق عمل رجال الأطفاء على عكس تطلعات والده الذي يغتسل بالنار.

وبالعودة إلى أصل وفصل الحكاية فإن عادل وادي يشكو للرأي العام المحلي الظلم الذي وقع عليه من قرار الوزير الذي خضع في الغالب لضغوطات من يريدون اقتحام جدار الصندوق العازل، وبدلاً من أن يلجأ الوزير إلى الضوابط واللوائح وينظر في شكاوى وبلاوي أوراق الصندوق، وجدناه يناصب عادل العداء حتى أن بعضا من الذين رصدوا ثورة (الشد والجذب) بين عادل الحريص على استقلالية الصندوق ووكلاء لا تعجبهم القوانين أكدوا أن الوزير ظل يمدد رجليه على طريقة (أبي حنيفة) غير مبالٍ بما يدور أمامه وخلفه وهذا يدل دلالة قاطعة على أن الواشين تدخلوا من الخلف لإنهاء حالة الحب والتقدير والصداقة بين عادل والوزير تماماً، كما حدث للمتنبي مع سيف الدولة عندما غادر إلى حلب متبرما من سيف الدولة وهو يردد في كل جبل ووادٍ: (واحر قلباه ممن قلبه شبم..ومن بجسمي وحالي عنده سقم).

وطالما أن للصندوق الذي يلعب بحمران العيون، مجلس إدارة ولوائح لايجوز المساس بها مهما كانت الأسباب فإن الوزير وقع في أسر الملوحة الزائدة مع أنني أعرف تماماً أن قلب الوزير شبسم وأنه من النادر والنادر لا حكم له أن يثور ويترك خلفه عاصفة غبار كفيلة بتصدير الخلافات والتجاوزات إلى الوزارة التي تعاني من (تخمة) وكلاء ومساعدين ومستشارين يتكاثرون كالجراد الصحراوي.

إذا كان الوزير ينظر لسحابة الخلاف بين المدير التنفيذي المظلوم والدينامو الذي يقود الحملة للإطاحة به لامتلاك (بيضة) الديك..على طريقة هارون الرشيد الذي قال للسحابة: «أمطري حيث شئت فإن خراجك عائد لي».. فإن السحابة أمطرت تجاوزات للقانون في لحظة لم يكبح فيها الوزير فرامل أعصابه، وكان الأجدى به أن يطلب عصير الليمون لضبط بوصلة أعصابه قبل أن يصدر قراره الخالي تماماً من «يود» الحكمة و«سليكون» الوقار.

يعلم حمود عباد بأهمية أن يتبين ويتحرى الأمر قبل الوقوع في فخ املاءات آخرين يعرف توجهاتهم بحكم أنه يمتلك فراسة سبق وأن صقلها على لسانه عندما كان وزيرا لوزارة تضبط حدود المقابر وخطوط المنابر، وقد كان في وسعه أن يطبق القانون..والقانون واضح وصريح، فإقالة عادل من اختصاص مجلس إدارة الصندوق، إلا إذا كان لدى الوزير من الأدلة ما يثبت تورط عادل في قضايا تتعلق بفساد الذمة واضطهاد الأمة تماماً مثلما أن عادل يلقي الكلام على عواهنه فاحتجاجاته وتأكيداته أن لديه ملفا حافلا بالتجاوزات الخطيرة تحيل رؤوسا كبيرة في الوزارة إلى أعلى لجنة مكافحة فساد لم تتحرك قيد أنملة، لأنه حتى الآن يفضل ضبط النفس قبل طرق باب يصعب إغلاقه..والأسئلة التي تضرب دولاب العقل تتلخص في الآتي:

هل تهديدات عادل جادة أم أنها تكتيك يراعي العيش والملح مع أطراف في الوزارة؟

إذا كان عادل يمتلك ملفاً لللتجاوزات ضد الوزير وبعض الوكلاء فأين سلامة موقفه من هذه المخالفات، ولماذا سكت عليها طوال هذه المدة التراكمية؟ولماذا احتج وارتج بعد إقالته؟ ولماذا يخشى الوزير مواجهة الرؤوس النووية في الوزارة ويصب جام غضبه على صغار القوم؟ هل فعلاً اخترق الوزير قانون مجلس إدارة الصندوق بتعاقده مع موظفين بحسب توجيهات من أقطاب العزم والعزائم وفرسان الكرم والمكارم؟

أسئلة ملتهبة يحتاج الوسط الرياضي والشبابي إلى سماع إجاباتها، فحتى إن نجح أهل الخير في تلطيف الأجواء بين الوزير وعادل وذاب جليد الخلاف بينهما فإن الوزارة ستبقى محل شك ما لم يجب فرسانها على أسئلة الدهشة المشنوقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى