جموع كبيرة من أبناء عدن والضالع ولحج وشبوة تلتقي الشيخ طارق الفضلي.. قاسم داود: لن نسمح بأن تكون الاختلافات إزاء الماضي سببا لأن نفقد ما يهمنا في مواجهة تحديات الحاضر وانتصار المستقبل

> زنجبار «الأيام» خاص

>
استقبل الشيخ طارق بن ناصر الفضلي في منزله بمدينة زنجبار محافظة أبين أمس، جموعا كبيرة من أبناء عدن والضالع ولحج وشبوة، قدمت إليه للتعزية بوفاة ولده، وللتهنئة بانضمامه إلى قافلة الحراك السلمي الجنوبي.

وضم مجلس الشيخ طارق في هذه الزيارة الأطياف السياسية كافة من أحزاب وهيئات وشخصيات اجتماعية ومشايخ وأعيان، وكان في مقدمتهم الأخوة حسن عوض عبدالقوي، ناصر حويدر، صالح البابكري، حسين الجابري، د.محسن وهيب، ومحمد مساعد سيف، وعدد كبير من قيادات ونشطاء الحراك.

وفي الجلسة التي جمعت الشيخ طارق الفضلي بضيوفه تحدث الأخوان قاسم داود، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني سكرتير ثاني منظمة الحزب في عدن والناشط السياسي أمين صالح من المجلس الوطني، معبرين عن امتنانهم للشيخ، مؤكدين أن انضمامه للحراك قد أعطاه دفعة قوية وهو موقف ينبغي لمشايخ الجنوب أن يفعلوه.

وجاء في الكلمة التي ألقاها الأخ قاسم داود، عضو اللجنة المركزية للاشتراكي.. ما يلي:

«نجدها مناسبة طيبة أن نلتقي مع الأخ الشيخ طارق الفضلي الذي فتح للناس عقله وقلبه قبل منزله الذي نلتقي فيه هذا اليوم بوجود هذا الحضور الكريم، لنعبر عن ارتياحنا وتقديرنا العاليين إزاء المواقف والمبادرات والآراء التي أطلقها وعبر عنها الشيخ طارق الفضلي في الأيام الماضية وكان لها فعلها ووقعها وتأثيرها في الأوساط السياسية والاجتماعية عامة، بما فيها مجاهرته بالانخراط في النضال السلمي تحت راية القضية الجنوبية العادلة والأهداف والتطلعات المشروعة لشعبنا وانخراطه في عملية التصالح بما مثله من قيم وسلوك ومواقف وقناعات وثقافة يحث عليها ويدعو لها ديننا الإسلامي الحنيف ورسالته السمحاء والقيم الإنسانية وتقاليد وأخلاق شعبنا، وفي هذه المسألة بالذات نتفق معه ومع ما قال في رده على السؤال الخاص بنظرته للعلاقة مع الحزب الاشتراكي اليمني.

وبشأن هذه المسألة بالذات وهذه الجزئية في الوضع الراهن وبالنظر إلى أن عددا من السياسيين والإعلاميين قد تطوعوا خلال الأيام الماضية وأطلقوا حملة سياسية إعلامية نفسية تتحدث أو أنها تهيئ الأجواء وتمهد الأرض لما سموها بالحرب بين الاشتراكي والمشايخ والسلاطين وهو ما نعتبره تسويقا جديدا لبضاعة بائرة يعملون أنه لم يعد يوجد لها زبائن على أرض الجنوب وبين أهله، وغدت فاقدة الصلاحية كنا نتمنى على هؤلاء وغيرهم لو أنهم أخذوا من تجربة التصالح والتسامح ما يفيد لإنقاذ مناطقهم ومجتمعاتهم من الحروب والتمزق بدلا من التنظير لصراعات وانقسامات جديدة على أرض الجنوب ووسط مجتمعه.

إنهم من خلال سعيهم إلى تشتيت وحدة الصف الجنوبي وإجهاض حركة التصالح والنضال السلمي يروجون لما أسموه وحتى الأمس بـ(خطر عودة الحكم الشمولي الاشتراكي) وها هم اليوم قد انقلبوا إلى الموقف الآخر يتباكون على ثورة 14 أكتوبر ودولة الاستقلال والتاريخ الوطني مما يسمونه بـ(الخطر المحدق) الذي يمثله المشايخ والسلاطين. وبما أن الهدف قد بات مكشوفا وواضحا للجميع وهو تمزيق الجنوبيين حتى يسهل ابتلاعهم بشكل نهائي، والقضاء على حركتهم النضالية، فلنا أيضا أن نسأل هؤلاء أين كانوا منذ عام 1994م حتى اليوم عندما تم استباحة أرض الجنوب وتدمير دولته وكل مقومات كيانه البشرية والمادية والثقافية وتشويه ومصادرة تاريخه بما فيه ثورة 14 أكتوبر حيث جرى الحط من مكانتها ومسخها وكذلك عيد الاستقلال المجيد واستكثروا على الشهداء الميامين أن تطلق أسماؤهم على بعض الشوارع والمؤسسات العامة، أين هم والمنطقة التي كانت مهدا لانطلاقة الثورة ردفان تتعرض لهذه الهجمات العسكرية والحصار الظالم ويمنع الناس من الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية؟ وهل يعرف هؤلاء أن المتحف الخاص بتاريخ الثورة في ردفان قد تحول بعد 1994م إلى مطبخ تابع للقطاع العسكري هناك؟.

يريدون اليوم وبعد أن باءت محاولاتهم السابقة بالفشل ودعواتهم المكشوفة لإعادة إنتاج الصراعات والانقسامات في الصف الجنوبي واللعب على ورقة الماضي.

وأنا إذ أؤكد على ما قاله أخي الشيخ طارق الفضلي من أن عملية التصالح والتسامج تجب ما قبلها أود الإشارة إلى الأمور التالية:

- إن الماضي سلسلة من المراحل والتطورات والأحداث اجتهد خلالها وفيها كل الوطنيين، وكل مرحلة كانت محكومة بظروفها وبالتأثيرات المختلفة المحلية والإقليمية والدولية ولاينبغي أن يدعي أحد أن ما عمله كان وحده الصواب أو أنه خال من الأخطاء والخطايا.

ولا ينبغي أن يدعي أحد أن الماضي شيء مقدس ولا ينبغي أن يسعى أحد إلى إعادة الماضي بما له وما عليه وبخاصة في مجال السياسات والمؤسسات وطبيعة الحكم ما قبل 1967م ولا ما بعده.

- إلا أن الثابت والمؤكد هو أننا جميعا لن نسمح وتحت أي ظرف من الظروف بأن تكون الاختلافات المشروعة في وجهات النظر إزاء الماضي وأحداثه وفي مختلف مراحله سببا لأن نفقد جميعا ما يهمنا ويعنينا اليوم في مواجهة تحديات الحاضر وانتصار المستقبل الذي يليق بشعبنا ويتطلع إليه الجميع وعلى قواعد وأسس يشكلها الجميع وتعبر عن قناعات ومصالح سائر مكونات المجتمع وقواه السياسية والمدنية.

- إن المسئولية والحكمة بل والضرورة يحتمان على الجميع أن نجعل من مراجعة الماضي والنظرة الموضوعية إلى وقائعه ما يخدم تعزيز وحدة المجتمع وتماسكه ومد نضاله بعوامل قوة جديدة أساسها الاستفادة من عبر ودروس الماضي، وأن نقبل بالتعدد والتنوع السياسي والفكري والاجتماعي ونؤمن بالحوار وحده سبيلا لحل التعارضات والاختلافات وأن نرفض ونقطع الصلة مع نزعات ودعوات الإقصاء والإلغاء أو التهميش للآخرين ولأي مكون من مكونات المجتمع من جهة وأي نزعة للسيطرة الأحادية والتسلط والاستحواذ من أي طرف سياسي أو اجتماعي او مناطقي او فردي من جهة أخرى.

نلتقي اليوم وأخوان لنا من نشطاء التصالح والتسامح والنضال السلمي يرزحون في زنازين السلطة ومنهم السفير قاسم عسكر جبران والبرلماني السابق أحمد محمد بامعلم وفادي حسن باعوم وغيرهم الذين لا يسعنا ألا أن نعبر عن التضامن معهم وإدانتنا لاعتقالهم ونحمل السلطة كامل المسئولية عن سلامتهم وحياتهم.

ونكرر تضامننا مع أسر الشهداء ومع الجرحى ومع صحيفة «الأيام» وناشريها الأستاذين هشام وتمام باشراحيل وأسرة «الأيام» كافة.

كما نكرر تضامننا مع أخواننا المشايخ والواجهات الاجتماعية الذين يتعرضون هذه الأيام بالذات لحملة استهداف متعددة ونخص بالذكر الشيخ طارق الفضلي والشيخ عبدالرب النقيب والشيخ صالح بن فريد العولقي وغيرهم من المشايخ بمن فيهم الأخ الشيخ د.مندعي غالب العفيفي، الذي طاله تعسف السلطة في وقت سابق، ونقدر لهؤلاء المشايخ وغيرهم أدوارهم ومواقفهم مع الناس وقضاياهم ونضالهم وفي مجال الصلح وحل الحروب والمنازعات القبلية.

ختاما.. لا يسعنا إلا أن ندعو المولى عز وجل أن يثبت أقدام الجميع على خط وخطى التصالح والتسامح وأن ينصر نضالهم السلمي المشروع.. والسلام عليكم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى