في ندوة التغيير نت وملتقى المرأة عن يهود اليمن .. إجماع على إدانة المضايقات التي يتعرض لها اليمنيون اليهود وكل مظاهر التمييز والكراهية التي تمارس ضدهم

> «الأيام» عن «التغييرنت»:

>
أجمع المشاركون في الندوة التي نظمها موقع التغيير نت الإخباري وملتقى المرأة للدراسات والتدريب أمس الأول بصنعاء على إدانة المضايقات التي يتعرض لها اليمنيون اليهود وتهجيرهم من مساكنهم وكل مظاهر التمييز والكراهية التي تمارس ضدهم .

ودعا المشاركون في الندوة التي أقيمت تحت عنوان «يهود اليمن» إلى مراجعة التشريعات في الدستور والقوانين التي تتضمن تمييزاً على أساس ديني وإسقاط اشتراط ممارسة الشرائع الإسلامية عند الإشارة لتولي المناصب في القوانين.

ودعوا وزارة الأوقاف إلى توجيه الدعاة والمرشدين لحث الناس على نبذ الكراهية والتمييز والدعوة للتسامح.. مؤكدين على أهمية دور المساجد سواء في نشر الكراهية أو في نشر التسامح الديني. كما دعوا منظمات المجتمع المدني إلى الاهتمام بقضية اليهود اليمنيين ومناصرة حقوقهم الدستورية والقانونية و إدانة ما يلحق بهم من مضايقات إلى جانب مراجعة وتنقية المناهج الدراسية من كل ما من شأنه تكريس ثقافة الكراهية والتمييز ضد أتباع الديانات الأخرى.

وأوصى المشاركون بإشراك اليمنيين اليهود في النشاط العام ودعوة الأحزاب إلى ضمهم في صفوفها و إلغاء ما يقيد أو يمنع ذلك في أدبياتها ، والعمل على نشر ثقافة التسامح ونبذ الكراهية من خلال نشاط المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام وتعزيز قيم المواطنة لكل أبناء البلاد بغض النظر عن ديانتهم، وإلى عدم تسييس القضايا المدنية والجنائية التي يكون أحد أطرافها من اليهود اليمنيين.

الحاخام حاييم:نطالب بحماية لنا فنحن مهددون ولا نعيش باستقرار ولا نتعايش مع بعض القبائل في بعض المناطق

كما أوصوا الحكومة بمطالبة اليمنيين اليهود في الخارج بالعودة إلى الوطن وتقديم التسهيلات لعودتهم، وأن تعمل الحكومة اليمنية على ضمان حق البقاء والعيش باطمئنان لليمنيين اليهود وضمان انخراطهم في العمل السياسي والإداري، وضرورة دعوة السلطات ووزارة المغتربين لعدم تجاهل اليمنيين اليهود الذين يحملون الجنسية اليمنية في الخارج .

وفي افتتاح الندوة قال الزميل عرفات مدابش ، رئيس تحرير موقع التغيير نت إن تنظيم هذه الندوة يأتي بهدف تسليط الضوء على الأقلية اليهودية في اليمن والحقوق التي تمتعوا بها لفترة من الزمن، مؤكدا على أن أبناء الطائفة اليهودية هم يمنيون «إخوة لنا».

وقال عبد الرحمن أحمد عبده في كلمته التي ألقاها باسم ملتقى المرأة للدراسات والتدريب إن طرح قضية اليهود للنقاش في هذه الندوة يأتي من منظور إنساني لأن ما تعرض له أفراد الطائفة اليهودية في اليمن يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.

مضيفاً :«ليس من حق أحد أن ينتزع المواطن من موطنه أو تعريض حياته للخطر والعبث والانتهاكات الجسيمة». و طرح عبده جملة من التساؤلات من بينها «لماذا الآن هذا التعايش أو صورة هذا التعايش السلمي تنهار؟! لماذا برزت المضايقات والتهديدات وأعمال العنف ضد اليمنيين اليهود – وهنا أسميهم اليمنيين اليهود وليس اليهود اليمنيين– ومن يقف وراءها أو دوافعها.. ولماذا لا يستطع 22 مليون يمني أن يحتمل قرابة 200 – 300 يمني يهودي؟، معلقاً «هل ضقنا ذرعاً بهم ؟! » .

وفي الندوة التي شارك فيها سبعة من أبناء الطائفة اليهودية في مديريتي ريدة وخارف بمحافظة عمران، ومن يهود منطقة آل سالم في صعدة الذين يعيشون في صنعاء منذ أكثر من عامين بعد أن هجرهم الحوثيون ، طالب الحاخام حاييم يعيش بتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية فيما يخص أفراد الطائفة اليهودية ، وقال :«نطالب بحماية لنا فنحن مهددون ولا نعيش باستقرار ولا نتعايش مع بعض القبائل في بعض المناطق».

من جانبه اتهم الحاخام يحيى يوسف الحوثيين بمضايقتهم ونهبهم وطردهم من منطقة آل سالم في صعدة .

و أشاد بجهود وتوجيهات الرئيس فيما يتعلق بمعالجة ما تعرضوا له مؤخراً. وقال :«لن نتخلى عن الوطن ، رغم ما يعرض علينا من إغراءات للسفر ، فمسقط الرأس غال مهما كانت الأمور».

و أكد الشيخ جبري إبراهيم ، مدير دائرة الإرشاد بأمانة العاصمة على أن أفراد الطائفة اليهودية هم جزء من المواطنين اليمنيين وأرض اليمن لن تتخلى عنهم مهما حدث. ودلل في مداخلته على قيم السلام والتسامح التي يتضمنها الدين الإسلامي والتي يدعو إليها القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .

أما حسن زيد ، أمين عام حزب الحق فقد عبر عن أسفه الشديد لما «حدث للإخوة اليهود في صعدة وإجبارهم على مغادرتها فهم من أقدم المواطنين في هذا البلد».

وأضاف:«اليهود في اليمن أقدم طائفة، عاشوا واختلفت ظروفهم حسب الجوار والمناطق وكانت هناك حالات تمايز وتمييز موجودة لكنهم كانوا يعيشون في أمان».

و قال زيد : «لا أدين طرفا ولا أبرئ طرفا فاليهود ضحية صراع أراد استخدامهم ، فقد اتهم حسين الحوثي بأن اليهود يقاتلون معه في البداية عام 2004م، ثم هددوا في أمنهم وحياتهم».

و حمل أمين حزب الحق مسؤولية ما حدث لليهود المسئولين عن الحرب في صعدة .

من جهته أكد المقدم محمد الماوري ، نائب مدير العلاقات العامة بمكتب وزارة الداخلية على كون حماية أفراد الطائفة اليهودية واجبا ليس فقط من منظور إنساني وإنما من واجب حماية المواطن.

وأكد أن وزارة الداخلية تتواصل مع أفراد الطائفة والمعنيين بقضاياهم ، مشيرا إلى عدم تدخل الوزارة في قرارات وأحكام القضاء التي تتخذ إجراءاتها دون تمييز في القضايا الجنائية .

وفي مداخلة له تحدث الدكتور عبدالباقي شمسان ، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء ، قائلا : «مسألة تناول قضية تهجير اليهود ومضايقتهم لا تتناول في إطار قضية اليهود فقط وإنما في إطار مفهوم المواطنة الشامل ومفهوم الدولة الحديثة التي يجب أن تحتكر العنف الشرعي» .

وانتقد د. شمسان الأعراف القائمة في التعامل مع قضايا الناس التي تجعل الإنسان – حسب تعبيره – يساوى مجموعة من الثيران، مؤكدا على أهمية اضطلاع الدولة بمهامها في حماية مواطنيها «وبالتالي من يوفر الحماية لليهود هي الدولة».

أما زميله الدكتور عادل الشرجبي ، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء فقد دعا إلى عدم تحويل قضية اليهود اليمنيين إلى قضية للمزايدات السياسية والاجتماعية، وقال: «يجب أن نسقط الجزية ، فالجزية تفرض عندما لا توجد دولة ، أي عندما يكون الدفاع مناطا بالجماعة وليس بالدولة». مضيفاً أن بقاء الجزية والذمة في المصطلحات السياسية المعاصرة أمر معيب .

وكانت الندوة استعرضت ورقة رئيسة للزميل الصحفي محمود طه ، المتخصص في شئون الطائفة اليهودية في اليمن بعنوان «يهود اليمن .. التمسك بالوطن ودوافع الهجرة والتهجير» تطرق فيها إلى عدة محاور منها مقدمة عن تاريخ اليهود في اليمن وأصولهم وأنسابهم في ضوء دراسات عديدة وكذا محطات ومراحل هجرتهم من اليمن وأسباب وظروف هجرة وتهجير يهود اليمن ، إضافة إلى الاعتداءات التي تعرضوا لها مؤخرا وإحصائيات عن من تبقى منهم حاليا في اليمن .

يذكر أن هذه الندوة التي تعد الأولى من نوعها في اليمن بتطرقها إلى قضية أقلية دينية هم يهود اليمن ، شهدت حضورا مكثفا من المشاركين واهتماما إعلاميا موسعا انعكس في حجم وسائل الإعلام التي حضرتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى