مهرجان أبين: يجب أن تكون الحوارات والاختلافات تحت مظلة الوحدة وعدا ذلك قبض للريح وحصاد للهشيم

> زنجبار «الأيام» شكري حسين

>
محافظ أبين أثناء إلقاء كلمته
محافظ أبين أثناء إلقاء كلمته
أقيم صباح أمس بقاعة الاحتفالات الكبرى بديوان محافظة أبين المهرجان الجماهيري الكبير الذي دعت إليه قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لمشايخ وأعيان ومناضلي الثورة اليمنية والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية تحت شعار (الانتصار للنهج الديمقراطي والدفاع عن الوحدة اليمنية).

وفي المهرجان الذي حضره محافظ المحافظة م. أحمد الميسري ونائبه أمين عام المجلس المحلي ناصر عبدالله عثمان، وناصر منصور هادي رئيس جهاز الأمن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين والوكلاء والوكلاء المساعدون ومشايخ وأعيان المحافظة وعدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية، ألقى م. أحمد الميسري كلمة جدد فيها العهد باسم أبناء أبين الشرفاء لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الانتصار لقيم الوحدة والثورة والديمقراطية والدفاع عنها بكل غال ونفيس.

وأشار إلى أن «المهرجان الحاشد لأبناء أبين وفي مقدمتهم المشايخ والأعيان أصحاب الحل والعقد إنما هو تأكيد حقيقي لا يقبل الشك ولا الريب من أن أبناء المحافظة سيظلون خير مدافعين عن الوحدة وقيمها النبيلة».

وقال: «كانت أبين وستظل الجدار الذي تتحطم عليه كل المؤامرات والدسائس».. مشيرا إلى أن «كل الحوارات والاختلافات يجب أن تكون تحت مظلة الوحدة وغير ذلك إنما هو قبض للريح وحصاد للهشيم، وأي تطاول على الأنظمة والقوانين أو المساس بالسلم الاجتماعي مرفوض».

وأضاف: «ليس للأصوات النشاز الحق في الحديث باسم أبين، لأننا شركاء في هذه المحافظة».. مجددا الرفض الكامل أن تكون أبين وقودا للصراعات والمكايدات السياسية.

جانب من الحضور
جانب من الحضور
وناشد فخامة رئيس الجمهورية إعطاء المزيد من العناية والاهتمام بأوضاع المشايخ والأعيان في المحافظة وأيضا العسكريين من الذين أفنوا جل أعمارهم في القوات المسلحة وخدمة الوطن.

من جانبه دعا الأخ محمد حسين الدهبلي، وكيل محافظة أبين أبناء المحافظة إلى «عدم الانجرار خلف الدعوات الفارغة مع ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية ونبذ كل أشكال التطرف والفتن والوقوف بحزم أمام من يسيء لوحدة الوطن والمساس بوطن 22 مايو».

كما أكد الشيخ فضل علي حيدرة شيخ آل بالليل في كلمة المشايخ والأعيان أن «المنجز الوحدوي العظيم الذي تحقق في 22مايو عام 1990م ليس ملكا لفرد أو حزب أو قبيلة، وإنما هو ملك للشعب اليمني العظيم»، مجددا العهد والوفاء باسم المشايخ والأعيان في محافظة أبين في الدفاع عن الوحدة والجمهورية والوقوف في وجه من يحاولون العودة بالوطن إلى ما قبل 22مايو.

وأعلن الوفاء للشهداء والأبطال الذين دافعوا عن الوطن ووحدته، وقال: «ليس من حق أحد اليوم الحديث باسم أبناء المحافظة أو يملك الوصاية عليها أو الحديث باسم مشايخها لغرض المتاجرة والمكايدة والابتزاز».

ودعا في ختام كلمته إلى «ضرورة الاهتمام بالعسكريين والمشايخ والأعيان ممن أهملت ملفاتهم سابقا ولاحقا».

وفي ختام المهرجان تلا الشيخ فضل محمد عيدروس البيان الصادر عن المشايخ والأعيان وممثلي الأحزاب السياسية، وفيما يلي نصه:

«إن الوحدة اليمنية ليست لفظة طوباوية حالمة، ولا هي شعار أجوف، الوحدة هي الحكم القادم من أعماق التاريخ والمستقبل الذي يمتد بامتداد الحياة في هذا الكون.. وبذلك فهي ليست ملكا لفرد أو حزب أو جيل، هي ملك كل الأجداد الذين توارثوا الحلم إلى اليوم في مراقدهم، وهي أيضا ملك كل الأجيال القادمة إلى أن يرث الله الأرض.

جانب آخر من الحضور
جانب آخر من الحضور
وبين أزلية الحلم وسرمدية البقاء نقف نحن جيل الحاضر، من نلنا شرف معايشة لحظات إشراقة نهار الثاني والعشرين من مايو 1990م يوم ميلاد وحدة الوطن المباركة، وعلى عاتقنا تقع مهمة الذود عن هذا المنجز العظيم وفاء منا للآباء والأجداد، وأمانة علينا تقع مهمة أدائها تجاه الأبناء والأحفاد.. وحين رفعنا شعار (الوحدة أو الموت) كان من إدراكنا لعظمة هذه المسؤولية وانطلاقا من المبدأ القائل: إن المنعطفات التاريخية الحاسمة لا تتحقق إلا مرة واحدة وبالتالي فهي لا تتكرر لأن الظروف الملائمة التي أنتجتها لا يمكن هي الأخرى أن تتكرر.

لذلك فإن أية دعوة تتجه إلى طرح بدائل اخرى عن وحدة الوطن أرضا وإنسانا تعني فيما تعنيه أنها إما ترتد إلى الخلف أو تتعجل الخطى طبقا لمنهج مأزوم يقوم على حرق المراحل دون تبصر ولا روية.

وفي كلا الحالتين فلا الارتداد، ولا التسارع يعبر أي منهما عن اللحظة التاريخية الحاسمة المعنية (وحدة الوطن أرضا وإنسانا) فتصبح الدعوتان بالتالي مأزومتين لأنهما خروج عن المنعطف التاريخي الحاسم وتجاوز للظروف الملائمة التي أنتجته».

وأضاف البيان: «المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية ومناضلو الثورة اليمنية بالمحافظة المجتمعون في هذا المهرجان يطالبون القيادة السياسية بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية- حفظه الله- بسرعة التدخل لمعالجة قضايا العسكريين ومعالجة قضية المشايخ والشخصيات الاجتماعية بتسوية الأوضاع لما يقدمونه في الجانب الاجتماعي من دور فاعل.

نعم نقر أن هناك عيوبا وأخطاء وسلبيات برزت في سياق الممارسة والجهد الوحدوي، لكنها تظل أخطاء وممارسات فردية قد تحدث في كل زمان ومكان، نحن نرفعها ونرى لزوم إصلاحها ومحاسبة مرتكبيها لأنهم وحدهم من يتحملون مسؤولية ما ترتب عليها من أضرار لحقت بالوطن، كما نرفض تلك الأخطاء فإننا نرفض أيضا محاولات تلك القلة القليلة الشاذة التي تتخذ من تلك الأخطاء الفردية ذريعة للمساس بقداسة ثوابت الوطن ووحدته، ويقينا أن المتسببين لتلك الأخطاء الفردية هم الاستثناء، بينما القاعدة العريضة من نسيجنا الاجتماعي هم الأوفياء لثوابتنا الوطنية وفي مقدمتها وحدة الوطن أرضا وشعبا.. إن الأوفياء منا لا يرون أن هناك مستحيلا قد يحد من قدرتنا للتغلب على كل تلك المشكلات مهما عظمت وتعددت، فبالحكمة والإصرار والإرادة التي صنعنا بها المنجز التاريخي العظيم المتمثل في إعادة وحدة الوطن بالقدر نفسه قادرين على حل كل المشكلات وتجاوز كل الصعوبات على اختلاف أشكالها وأحجامها».

ومضى البيان بالقول:«إن الديمقراطية والحريات السياسية والمدنية هي ثمرة من ثمرات الوحدة المباركة، واستغلال هذه الأجواء للفضاء الديمقراطي الرحب من خلال الممارسات الشاذة التي يقوم بها البعض من أصحاب الدعوات المريضة والنزعات العنصرية الممقوتة.. يجب أن نقف له بالمرصاد والتعامل معه بحزم وفق ما تقره التشريعات والقوانين النافذة في البلد، ولقد كشفت تلك الأعمال الفوضوية وتطاول أصحابها على ثوابت الوطن أننا اليوم بحاجة إلى إرساء دعائم لثقافة مجتمعية تحرم المساس بثوابتنا الوطنية تجريما يصل إلى مصاف التجريم المجتمعي للسلوكيات المشينة المخلة بالشرف والعفة.

ثقافة مجتمعية نعزز بها تحصين المجتمع من كل الظواهر الشاذة ومن بروز أي نبتة شيطانية من ظهرانينا، كتلك الأفعال الشاذة التي يحاول بها أصحابها إقلاق السكينة العامة والسلم الاجتماعي.

إن الحرية هي أعظم ما كرم الله به الإنسان على الأرض، وحريتنا اقترنت وارتبطت بميلاد وحدة الوطن، وكذا صيانة واحترام حقوقنا الشخصية والسياسية، لذا فالدفاع عن الوحدة والذود عن الوحدة إنما هو دفاع عن حريتنا وحقوقنا الشرعية والسياسية.

ونجزم أن كل إنسان سوي لا يمكن قط أن يرتضي التنازل عن حريته وعن حقوقه وكرامته أو يتخاذل أمام من يحاول سلبها منه ظلما وبهتانا.

لذلك تقع على المجتمع عامة مسؤولية الوقوف بحزم أمام أصحاب هذه النزعات الشيطانية والبحث عن آليات وأشكال اجتماعية نعمل من خلالها للتصدي لأصحاب المشاريع الهدامة ومروجي الفتن».

واختتم البيان: «إن الخيار الديمقراطي الذي ارتضيناه الطريق الأوحد وارتضينا أن يكون صندوق الاقتراع هو الحكم والفيصل على خياراتنا ورؤانا ومشاريعنا السياسية، يفرض علينا احترام الإرادة الشعبية والقبول بما نقره، وأصبحت ورقة الاقتراع هي الوسيلة المثلى للتنافس على الوصول لكل السلطات بدلا من اتباع لغة البارود وجنازير الدبابات.

وما عدا هذا الطريق يعد سلوكا شاذا وخروجا عن الإجماع الوطني والشعبي، وأي فعل يصدر عن أي جماعة أو جماعات خارج ذلك السياق لا يتعدى في كونه شكلا من أشكال الحرابة السياسية يستحق عليها أصحابه عقوبة الحرابة، وألا تأخذنا بهم رأفة أو رحمة.

واليوم وبعد مرور ما يقرب من نصف قرن على قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر اكتشفنا أن هناك من هم بحاجة إلى أن نذكرهم بقيام ثوري سبتمبر وأكتوبر، وأن هناك دماء زكية وأرواحا طاهرة بذلت في سبيل الانعتاق والتحرر من الاستعمار ونظام الإمامة وأعوانهما.

ومازال لنا من الاستعداد ببذل المزيد منها في سبيل الدفاع عن مكتسبات الثورتين وعلى رأسها وحدة الوطن والنهج الديمقراطي وكل ما تحقق على أرض الواقع من منجزات على مختلف الأصعدة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى