عفوا.. إنها مسألة كرامة ومسئولية!

> «الأيام» جهاد جميل محسن:

> دائما ما أقف حائرا كشاب في مقتبل تجربته الصحفية أمام إجابات وانطباعات بعض الإخوة المثقفين في الشأن الفني في مواضيع وآراء تتعلق ببعض الأصوات والمواهب التي ظهرت مؤخرا في الساحة الفنية.

ومنبع حيرتي حين لايوافونني بنقد بناء أو بآراء ناضجة، بقدر ما يذهلني ويؤسفني موقفهم وتطرقهم للحديث عن تلكم الأصوات الصاعدة بألفاظ نابية، وبجمل غير لائقة، تخدش كرامة ومشاعر من يتحدثون عنهم، وكثيرا ماكنت أغض النظر عن ما تظهره قناعتهم القاسية بحق هذه الموهبة أو تلك متسائلا: إذا كان مثل هذا الكلام الجارح يصدر من شخص مثقف، فما بالك بشخص جاهل!! ولكن أن يتمادى البعض في التطاول على قامات فنية كبيرة فإن الأمر يستدعي من هم أكبر مني تجربة وخبرة في هذا المجال بالرد على مثل هؤلاء النفر.

لاشك أننا في اليمن نفتقر إلى الكثير من الأصوات والمواهب الحقيقية، والإمكانيات التي لاتساعدنا على العناية والاهتمام بها، ولكننا نجد أن وسائل الإعلام ومن بينها صحيفة «الأيام» مازالت تؤدي دورها وتقدم دعمها المعنوي لتلكم الأصوات والمواهب، والتطرق ولو بالتعريف عن نشاطها وطموحاتها كأقل دعم وتقدير ممكن تقدمه لفتح فرص المنافسة أمامهم حتى يشقوا طريقهم بمعنويات عالية نحو مشارف الحياة وتحقيق غايات المستقبل. وأنا حين بدأت المساهمة والكتابة الفنية عملت في إطار ما مهده الكبار من الصحفيين الفنيين، وكنت أتريث وأستشير الكثير منهم قبل التحضير في إجراء لقاء أو تعريف صحفي لأية موهبة فنية مستجدة وجدتها مهتمة ومجتهدة للظهور، دون أن أخول لنفسي الحق في تحديد ما إذا كان ذلك الصوت الناشئ يستحق أو لايستحق الكتابة والتعريف به، ودون التدخل أيضا في طرح آرائي وانطباعاتي الخاصة، حتى وإن لم يرق لي صوته وأداؤه، لأن هذه المسألة برمتها أضعها أمام اختصاصات الأساتذة المعنيين في جوانب وأصول النقد البناء والتقويم السليم، أو من من لديهم تجربة فنية كافية تؤهلهم لتقييم كفاءات ومؤهلات كل فنان أو فنانة مايزالون في بداية تجربتهم الفنية، والنجاح بالطبع يعود إلى اجتهاد وحجم مهارات وقدرات تلكم المواهب ومدى تجاوب وتفاعل النقاد والجمهور معها، فأنا بقناعتي أرفض مصادرة جهود ومثابرة أية موهبة تحرص على إيجاد فرص المستقبل لطموحاتها.

لهذا فإنني لا أعرف سبب تحامل بعض الإخوة حول ما أكتبه وأقدمه في عدد من الصحف من لقاءات مع مواهب فنية صاعدة ومتواضعة تحاول إبراز نفسها، بالرغم من إهمال وتقاعس الجهات الرسمية عن تبنيها، لأن المحاولة بحد ذاتها في تقديري تجربة تستحق منا الإشادة والرعاية والدعم والتشجيع، لا إطلاق الأحكام المسبقة ونعتها بأسلوب وأوصاف لاتعبر عن أدبيات النقد الإيجابي الخلاق، ولاتليق بمثقفين يفترض بهم النأي عن هذا الإسفاف في شتم وذم الآخرين بكلمات مسيئة قد تفقدهم احترامهم ومكانتهم في قلوبنا.

أتمنى على كل من يتهكم بإهانة وتجريح كرامة ومشاعر أي من الأصوات أو المواهب الشابة مهما تكن قاصرة ومبتدئة أن يأخذ على عاتقه مسئولية دعمها وترشيدها، وأن يوجه لها النصائح والتوجيه، وأن يؤهل بداخلها حب الفن والحماس، حتى نصنع منها في المستقبل جيلا فنيا مؤهلا، يكن لكم ولنا كل مشاعر الحب والتقدير والاحترام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى