إلى جنة الخلد أيها العادل

> «الأيام الرياضي» علي سالم بن يحيى:

> ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة الأخ العزيز والصديق الصدوق والأستاذ الفاضل عادل الأعسم رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأحبابه الصبر والسلوان.

كم كان الخبر مؤلما وكم كانت الصدمة موجعة ولكن قضاء الله وقدره وعلينا الامتثال لأوامره والحمدلله على كل حال.

بدأت علاقتي بالأعسم مع البدايات الأولى لفجرالوحدة وكنت حينها لا أزال في مقاعد الدرس الإعدادي وبدأت في خوض تجربة الكتابة الصحفية واحتضنني وشجعني كثيرا وعند انضمامه لأسرة تحرير «الأيام» فتح المجال رحبا واسعا ولقيت تشجيعا حارا منه ومن أساتذتي هشام وتمام ومن بعدهم العزيز مشتاق عبدالرزاق حتى إنه ذات مرة كان مفتخرا بي ومزهوا في حضرة الفاضل د. عبدالعزيز بن حبتور نائب رئيس جامعة عدن آنذاك، وقال: ظهر من سيكون أفضل من عادل الأعسم رحماك ربي أيها العادل..

للأعسم تقاسيم مهمة في حياتي فقد دخلت قسم الصحافة والإعلام بجامعة عدن عن طريقه لأنني التحقت متأخرا بعد بدء الدراسة بفترة وناضل معي كثيرا حتى تم قبولي ورهانه أمام أساتذتي بأنني سأكون من الأوائل..وعندما فكر في إصدار صحيفة «الفرسان» كنت أول من جال في خاطره للعمل معه ولظروف الدراسة لم أستطع الالتحاق بهيئة التحرير وعند إجراء أول انتخابات لفرع الإعلام الرياضي بالمحافظة والتي فزت بها كان أول المهنئين وتم اختياره كمستشار للفرع..أما النقطة الأهم التي تندرج ضمن الأوائل ومن العلامات التاريخية بالنسبة لي كان اختياره لشخصي المتواضع للسفر والتحليق عاليا وركوب الطائرة لأول مرة خارج الحدود وتحديدا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة ضمن الوفد الإعلامي اليمني المشارك في بطولة خليجي 18 وهي المرة الأولى لصحفي رياضي من المحافظة يسافر للتغطية الإعلامية مع المنتخب، ورغم أنني كنت بعيدا عن دهاليز البرزات والوساطات وكنت أعتقد أنني خارج التغطية من نصيب السفريات إلا أنه فاجأني باتصال طالبا جواز السفر وتمت السفرية وحملت له ذلك الجميل الموزع عطاياه على الجميع دون منٍّ أو تفاضل أو تفاخر.

كنت وزميلي العزيز شفيع العبد كلما نزلنا إلى العاصمة صنعاء فلا بد من زيارة (أبو محمد) في محرابه وكم نكون سعداء عندما نسمع صوته يزلزل المكان وهدير (عنتر) تحس فعلا أنك أمام رجل بمعنى الكلمة شكلا وصوتا وموقفا..وكم تكون سعادتنا أكثر عندما نصطحب المشاكس التلالي الشبواني عبدالعزيز مسعد ويدخل معه في عراك حقيقي بين الصد والرد هجوما ودفاعا.

واختلف مع كثيرين ولكن كان في خلافه عادلا لا يحمل الحقد لأحد ويحب الخير للجميع..إلى جنة الخلد أيها العادل النبيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى