يا عادلاً ملأ الدنيا بهاء نبكيك يا أخي صباحاً ومساءً

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري :

>
لم أعرف من أين أبدأ ؟.. ومن أين أرثي أخي العزيز عادل الأعسم ؟.. توقفت برهة .. ماذا عساني أن أقول .. فجعت بخبر دخوله في غيبوبة على إثر عملية الجيوب الأنفية في القاهرة.

ثم كنت على تواصل مع الزميلين العزيزين عبد الله مهيم وأحمد الشبارة للإطمئنان على حالته .. كنا جميعاً نبتهل إلى الله تعالى أن يمن عليه بالشفاء العاجل ، ثم جاء الخبر بعد مغرب أمس .. لقد رحل عادل الأعسم .. غادرنا إلى الدار الآخرة .. غادرنا والعيون تدمعه والفؤاد مكلوم بفراقه .. لا إله إلا الله .. لا معبود بحق في الوجود إلا الله..ولا يحمد على مكروه سواه .. ما أصعبها من مصيبة أن تفارق من تحب .. أن يبتعد عنك إلى أبد الدنيا من أجبرك على ترك مساحة من قلبك لتحبه .. لم يكن (أبا محمد) مجرد صحفي وإعلامي وكاتب من الدرجة الأولى .. لم يكن مجرد ناقد صحفي جريء في السياسة والرياضة .. كان أخاً عزيزاً .. رجلا شهماً تجده أمامك في أحلك الظروف.. هكذا عرفته .. وهكذا عايشته في بعض المشاركات في صنعاء وخارج الوطن .. كان يحترم الآخرين .. يعشق حضرموت بصفة خاصة .. ولشبوة في قلبه مكاناً لا يتزحزح .. أما عدن فهي ذكرياته الجميلة .. ولصنعاء ذكريات عنده لها مكانة خاصة.

قابلتة آخر مرة في شهر مارس الماضي في صنعاء وتحديداً في قاعة (أبوللو) في المؤتمر الرابع للصحفيين .. كان كالعادة يشد من أزرنا .. دعونا له بالتوفيق في مهمته القادمة .. وهي قرار تعيينه من رئيس الوزراء مديراً للمركز الإعلامي اليمني في القاهرة .. كنا نبارك له المنصب الجديد من منطلق حبنا واحترامنا له .. وكان بكل تواضع يقول «ربنا يوفق الجميع» .. لم نكن نعلم أن (أبو محمد) ليس هذا موقعه لم نكن نعلم أنه ذهب ليذهب لكي لا يعود.. سبحان الله لم يكن مكتوبا له في السماء هذا المنصب و«عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم».

قبل فترة حدثني مطالبا بصور ومعلومات عن الزملاء الإعلاميين الرياضيين في حضرموت لكي يستقدم لهم بطاقات إعلام رياضي عربي من الأردن..لم يكن ينسى أصحابه كان يحبهم ويقف إلى جانبهم في أحلك الظروف..يا الله يا لهذه الدنيا لا تكاد تعطيك شيئا حتى تأخذ منك كل شيء.

نرثيك بماذا يا عادل أبالبكاء أم النحيب أم الحزن العميق؟..يا من أسلت دموع الحزن في العين.. يا من وجدناك أخا في كل المواقف يا من لم تتزحزح عن الطريق..وقلت كلمتك بشجاعة وسط الحريق..يا من أحببت الخير لغيرك ورحبت بالصغير والكبير برحابة صدرك.

يا من تركت في الحلق غصة .. وستظل لك في أفئدتنا عبرة وقصة .. وكنت لنا المعلم والزميل في مقعد الدرس والحصة .. نرثيك يا أخي .. والدموع تبكيك .. والقلب يحزن لفراقك.

نسأل الله تعالى أن يتغمد بالرحمة والمغفرة أخانا العزيز عادل محمد الأعسم .. ويسكنه فسيح جناته ويلهم إخوانه وأهله وزملائه الصبر والسلوان .

ولأخينا العزيز الغالي عبد الله مهيم الحبيب الحميم لأبي محمد خالص التعازي .. وهي كذلك للأعزاء : أحمد الشبارة ومختار محمد وسعيد الرديني وعوض بامدهف وخالد هيثم .. وكل من ارتبط بالعزيز الراحل، ولايسعني إلا أن أرثيه بهذه الكلمات في ختام هذا الحديث على استعجال فأقول :

ياعادلاً ملأ الدنيا بهاء..خلط العدل والشهامة سواء..نبكيك يا أخي صباحاً ومساءً.. كنت الطبيب معاً وكنت الدواء.

ماذا عساني أن أقول ؟ .. آه تركت في القلب غصة .. وفي العين بكاء..رحماك ربي بأخي..رحماك يا ملك السماء..ألف رحمة لك وألف دعاء .. إلى جنات الخلد يا أبا محمد .. مع الأنبياء .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى