العراق يصف غارة أمريكية بأنها جريمة وتنتهك الاتفاق الأمني

> البصرة «الأيام» عارف محمد :

>
قال مسؤول عراقي إن بلاده تعتبر هجوما شنه الجيش الأمريكي وقتل خلاله شخصان جريمة تنتهك اتفاقا أمنيا ثنائيا وطالب القوات الأمريكية أمس الأحد بتسليم المسؤولين عنه للمحاكم.

وجاءت إدانة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي للهجوم بعد أن شارك مئات العراقيين في احتجاج مناهض للقوات الأمريكية بمدينة الكوت في جنوب البلاد وفي أعقاب تنديد محافظ المنطقة بالعملية العسكرية.

وقال الجيش الامريكي إنه استهدف مقاتلين من "الجماعات الخاصة" وهو تعبير تعني به الولايات المتحدة ميليشيات شيعية تقول إن إيران تمولها وتسلحها في مداهمة لمنزلهم في وقت مبكر أمس الأحد بمدينة الكوت على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي بغداد.

وقال مسؤول بمكتب اللواء قاسم الموسوي الناطق باسم خطة أمن بغداد في إشارة إلى المالكي "القائد العام يؤكد بأن قتل اثنين من المواطنين واعتقال آخرين في الكوت يعد مخالفة لأحكام الاتفاقية الأمنية".

وأضاف المسؤول قائلا "ويطلب القائد العام من قائد القوات المتعددة الجنسية إطلاق سراح المعتقلين وإحالة مرتكبي هذه الجريمة إلى القضاء."

وبموجب الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق التي دخلت حيز التنفيذ هذا العام لم يعد مسموحا للقوات الأمريكية في العراق التي يبلغ قوامها 137 ألف فرد بتنفيذ عمليات عسكرية بدون موافقة العراق والتنسيق معه.

وتنص الاتفاقية على أن الجنود الأمريكيين يتمتعون بحصانة من المثول أمام المحاكم العراقية ما لم يشتبه في ارتكابهم جرائم خطيرة خارج أوقات العمل وخارج قواعدهم.

وذكر اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية أن قائدين عراقيين وافقا على الهجوم اعتقلا بأمر وزير الدفاع. وقال إن لجنة أرسلت إلى الكوت للتحقيق.

وأضاف قائلا "تمكنت اللجنة من إطلاق سراح المعتقلين الستة الذين تم اعتقالهم من قبل القوات الأمريكية في الحادثة."

وذكر الجيش الأمريكي في بيان سابق لتنديد الحكومة العراقية أن الجنود قتلوا رميا بالرصاص رجلا يشتبه في مسؤوليته عن تزويد مقاتلين شيعة بالسلاح وأن امرأة قتلت نتيجة وقوعها في مرمى النيران المتبادلة كما اعتقل ستة اشخاص مشتبه بهم.

وأثناء مرور موكب جنازة القتيلين اللذين لف نعشاهما بالقماش في شوارع الكوت ردد المحتجون شعارات غاضبة وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين ووصفوا الأمريكيين بانهم "محتلون مجرمون".

وقال لطيف الطرفة محافظ واسط إنه يدين هذا الحادث المروع الذي وصفه بأنه ينتهك الاتفاق بين القوات الأمريكية والحكومة العراقية.

وقال ان القتيلين من الابرياء وان المدينة الآن في غاية التوتر.

وقال الضابط الأمريكي اللفتنانت جون برايملي إن المرأة القتيلة "كانت في المنطقة أثناء الاشتباك مع شخص مشتبه به ودخلت في مرمى النيران... وقام مسعف بعلاجها في الموقع لكنها توفيت متأثرة بجراحها قبل ان يتسنى إجلاؤها."

وجاء في بيان آخر للجيش الأمريكي أن الحكومة العراقية وافقت على العملية.

لكن الرائد عزيز لطيف الأمارة آمر قوة الرد السريع بالكوت قال إن كل من استهدفوا في المداهمة أبرياء. واحد المعتقلين ضابط شرطة برتبة نقيب.

وقال إنهم أشخاص فقراء ولا يسببون أي مشاكل سياسية أو أمنية.

وجاءت المداهمة قبل شهور قليلة من الموعد المقرر لانسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من المدن العراقية.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بوقف كل العمليات العسكرية الأمريكية في العراق في أغسطس آب عام 2010 تمهيدا للانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011.

وكانت مدينة الكوت ومحافظة واسط آخر منطقة جنوبي بغداد يتم تسليمها إلى القوات العراقية في أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وشهدت واسط قتالا خلال انتفاضة لأتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مارس آذار وابريل نيسان العام الماضي لكنها الهدوء يسودها إلى حد بعيد منذ ذلك الحين مثلها في ذلك مثل أنحاء أخرى بالجنوب بعد أن أمر الصدر أتباعه بوقف إطلاق النار.

(شارك في التغطية تيم كوكس ووليد ابراهيم واسيل كامي) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى