مصـارحـة حـرة .. أنكر الأصوات

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> المفروض على كل مدرب (خائب) يفشل في جر الذئب من ذيله أن ينصت لردود أفعال المدرب جوزيه مورينيو الرجل المثير للجدل وللحموضة معا ، الذي يخلق من (حبة) انتكاسات فريقه انترميلان قبة يستظل تحتها ويرسل من داخلها (نفايات) إشعاعية من لسان طويل يلوك نجاحات الآخرين ويأكل لحمهم، وكأنه ملك الغابة الذي أصر على الزواج من بنت الحطاب ، كما تقول إحدى قصص كليلة ودمنة.

مورينيو يحرك رصيده الميداني كثيرا المليء بصولات وجولات ظل فيها حصانا يكر ويفر وأحيانا يقبل ويدبر كجلمود صخر حطه السيل من عل دون أن يستبدل راية الغرور براية التواضع، حتى إن حملت الصورة مشاهدا قاتمة لفريق يضم قطيعا من (حمير) زادت واحدا بفضل متاهة (موراتي) رئيس النادي الذي اعتقد أن (مورينيو) دواء لانفلونزا الخنازير..لمورينيو الذي يفاخر ببلدياته كروستوفر كولمبوس الملاح البرتغالي الذي خانه حدسه فلم يدرك أنه اكتشف أمريكا..لسان متبري منه لا يقذف إلا جمرات قدح تفقد المنتصر لذة انتصاره..وكلما حاقت به الهزائم وعصفت بغروره الانتكاسات يخرج من معمعة الصحافة مثل الشعرة من العجين..خرج فريقه (الانتر) من بطولة كأس إيطاليا غير مأسوف عليه، على يد (سامبدوريا) وقبل ذلك سقاه السير فيرجسون سما ناقعا وأخرجه مع فريقه من دوري أبطال أوروبا بدون حتى خفي حنين.

وعندما سن الصحافيون أقلامهم في بلد خارطته على شكل حذاء تقذف الكرة في اتجاه الغرب بعد أن تراءى للفرقاء أن (الثور) جاهز لاستقبال سكاكين الشماتة - واللهم لاشماتة - فاجأهم مورينيو بحقيقة أنه ارتدى جلباب (الأهطل) كاشفا عن روشتة سعرية فيها من الدلالات والمعطيات ما يمكن فريقه السابق (تشلسي) من التخلص والتغلب على (برشلونة) في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا..فيلسوف عصره وأوانه فشل مرات ومرات مع تشلسي في نيل اللقب الأوروبي، وكان يراهن مع (الإنتر) على الكثير..لكن عشمه اصطدم بتطلعات (إبليس) في الجنة..وعندما شاهد أن (تشلسي) اليوم يلعب بعقلية الداهية (جوس هيدنيك) دخل على الخط الأزرق في محاولة لتوزيع وصاياه وسرقة كحل التألق من عيني (هيدنيك) مع العلم أن (مورينيو) من ذوي العيون الزرقاء التي في طرفها حور..وهو بهذه الخدمات المجانية يعيد للأذهان حكاية الغراب الذي يسرق من أسطح المنازل الصابون دون أن يستحم ولو لمرة واحدة في حياته، والعهدة في ذلك على الحكيم (بيدبا).

كثير من (الطليان) يرون أن (مورينيو) يبصم بلسانه الطويل على قاموس رفده بمصطلحات جديدة لم تكن متداولة من قبل تمجده وكأنه «سيف الدولة» ، وتنعت خصومه بما لم يصل إلى ولي عهد النمسا الذي كان اغتياله السبب المباشر في إشعال فتيل الحرب العالمية الأولى..أما على مستوى الأداء فإن (الإنتر) لم يتحرر بعد من عقلية مدربه السابق (مانشيني) بدليل أن مورينيو أبان عن حذق متواضع في مواجهة (فيرجسون) الذي علمه من أين تؤكل الكتف..وكيف يذر الرماد في عيون من يلعبون بألسنتهم أكثر من اللعب بأقدامهم.

أتذكر- متعكم الله ومتعني بالذاكرة القوية - أن مورينيو انتشى الموسم الماضي عندما تحدث للصحافة الإنجليزية، وقد كان يومها مدربا برتبة (عاطل) عن قدرات الإسرائيلي ذي الأنف المعقوف افرايم جرانت المتواضعة، وأن عقله هو الذي يدفع بانتصارات تشلسي من أسفل إلى أعلى كما هو الحال بقاعدة (ارشميدس) الذي وجد الحل في حمام السباحة..استحلى مورينيو لعبة أنه من يحرك خيوط تشلسي من (منفاه) فقدم لجرانت الذي يشبه (وحيد القرن) وصفة سحرية في النهائي لهزيمة (مانشستر يونايتد)..ولأن الجرعة كانت زائدة عن الحد فانقلبت إلى الضد فإن مورينيو نال جزاء (سنمار) فقلنا يومها هذا الإسرائيلي (حمار) بلا ذيل لأنه لم يسمع كلام مورينيو ولم يقرأ تفاصيل خلطة فوزية..!اليوم عادت حليمة لممارسة العادة القديمة..فتح الثرثار حقيبة الثرثرة وكتب روشتة لمن؟ للمدرب هيدنيك أحد عظماء الحذق التدريبي، وهو في قرارة نفسه الأمارة بالسوء يتلو التعاويذ كي لا يتخطى تشلسي عقبة برشلونة الذي له عيوب لا يحتاج هيدنيك رصدها بالعدسات المحدبة والمقعرة..منها بطء الدفاع وتأخر ردة فعله..والكرات العالية التي تسبب للفريق صداعا مزمنا. لكن للفريق الكاتلوني رؤوسا نووية في الوسط والهجوم محرمة دوليا، حتى أنني أتساءل لماذا لم يضم (بوش) خلال ولاية حكمه فريق برشلونة كأحد أقطاب محور الشر..فميسي الأعجوبة وعصابته البيضاء والسوداء يفعلون بفرق أوروبا نفس مافعلته القنبلة الذرية بمدينتي هيروشيما وناجازاكي.. وفي تصوري أن على هيدنيك اليوم والأربعاء القادم أن يبحث عن طريقة مضادة لإبطال مفعول هذه الرؤوس وتفكيكها والعودة إلى لندن ببيضة الديك تماما مثلما أن على جوارديولا مدرب البرشا منع الجواهر السوداء في تشلسي من اللمعان حتى وإن اضطر إلى الاستعانة بتجارب الجنرال فرانكو المكروه في كاتالونيا كلها..وتبقى الإشارة إلى أن مباراة برشلونة وتشلسي مباراة مدربين بين أستاذ في فن الخداع والدهاء وتلميذ كان حتى وقت قريب يوزع مكافآت على عمال النادي الأهلي القطري..والمطلوب الإنصات إلى محاضرات الإثنين، بعيدا عن روشتة قادمة من فريق يدربه أنكر الأصوات!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى