شعب لا يريد الحياة

> «الأيام» شيماء صالح باسيد /الحوطة - لحج

> لا توجد في حياة الأفراد ولا الشعوب أخطاء لا يمكن إصلاحها، فالرجوع إلى الصواب كفيل ليمحو جميع الأخطاء. فلم لا يريد البعض أن يرجع للصواب؟ ولم لا نواجه أنفسنا بكل الأخطاء التي نقترفها في حق الآخرين.

وفي حق أنفسنا لا بل في حق الوطن الذي لايستحق كل ما يدور على أرضه فهو ينزف دما ولا يجد من يضمد جراحه؟. لا ينكر عاقل أن أوضاعنا قد فاض بها الاحتمال فالكل يشتكي ويتذمر ويستنكر ولكن أين الحلول، للخروج من المأزق؟وهل هناك أمل أن نعيش الحياة الطيبة ونتمتع فيها بحقوقنا البسيطة كأفراد أم أن ذلك حلم بعيد المنال؟وهل شعبنا مستعد يتنفس الصعداء من جديد ويكسر كل قيود القهر والظلم والذل أم أننا قد اعتدنا أن نشرب كؤوس السم وتتلذذ بها لا بل قد نجدها عذبة.وصدق الشاعر حين قال:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلابد أن يستجيب القدر

وللأسف شعبنا لا يريد الحياة ولو كان يريدها لعاشها منذ زمن.متى سيريد شعبي الحياة؟ متى سنعيش تلك الحياة التي تشعرنا بالانتماء لتراب الوطن والفخر، كلما نسمع النشيد الوطني أو كلما قرأنا في كتب التاريخ عن أجدادنا الأبطال الذين أرادوا الحياة فعاشوها أما نحن ندون لأبناء المستقبل تاريخ مخزي سيبقى دليل على عجزنا وضعفنا ومشاركتنا جميعا في انهيار الوطن، وذلك لسبب بسيط جدا هو أننا لا نريد الحياة.. ولا أعتقد أن هناك دولة ظالمة أو دولة مظلومة، بل هناك فقط أولئك الذين يسمحون لأنفسهم أن يتحملوا الظلم ونحن الظلم قد غير ملامحنا وغير ملامح الوطن مما جعلنا نشعر بالغربة عنه ونحن أبنائه.. كم أتمنى أن أنهض ذات صباح وداخلي شعور يملئني بالفخر والانتماء فأنا قد فقدت هذا الشعور.

ولا أدري فكلما أسمع النشيد الوطني تمتلئ نفسي بالألم والحزن فتلك الكلمات تنبض بالحياة وكل ما يجري حولنا ينبض بالموت، تدعونا لنعيش بحرية وكرامة وعدل ومساواة ونحن للأسف شعب لا يريد الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى