مطالبة عراقية بالعدالة بعد مقتل شخصين في غارة أمريكية

> البصرة «الأيام» عارف محمد :

> طالب أقارب عراقيين قتلا على أيدي جنود أمريكيين في مداهمة بتقديم المسؤولين عن الحادث إلى ساحة العدالة وقالوا أمس الإثنين إنهم سيقدمون اتهامات.

وندد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالغارة أمس الأول واصفا إياها بأنها انتهاك للاتفاق الأمني بين العراق والولايات المتحدة في أول أزمة تطرأ على التنفيذ السلس للاتفاق الذي ينص على الانسحاب الامريكي الكامل من العراق بحلول نهاية عام 2011.

وقال ضابط الشرطة العراقية النقيب معمر عبد المنعم الذي اعتقل خلال العملية الأمريكية مع ستة أشخاص آخرين وأفرج عنه بعد احتجاجات حكومية إنه ينتمي إلى أسرة مسالمة ولا يزال يعاني من الذهول بسبب الاغارة المفاجئة على المنزل وتخريب كل شيء وقتل شقيقه وزوجته.

واضاف أنهم بدأوا العمل من أجل توجيه اتهامات ضد القوات الأمريكية وإنهم يريدون تقديم مرتكبي الحادث إلى العدالة.

وقال الجيش الامريكي إن الغارة في مدينة الكوت بمحافظة واسط على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي بغداد نفذت بعد موافقة القوات العراقية بموجب الاتفاق الامني.

ويسمح الاتفاق بمحاكمة الجنود الامريكيين امام المحاكم العراقية في حالة ارتكابهم جرائم خطيرة عمدا خارج قواعدهم وهم بغير الزي الرسمي.

ويخضع الجنود الامريكيون في غير هذه الحالات للقضاء العسكري الأمريكي.

ونفى محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية أن الجيش العراقي وافق على شن الغارة.

وقال إنه لم يعلم بها أحد ولم يوافق عليها اي مسؤول بالجيش أو الشرطة.

وقالت مجموعة احصاء القتلى في العراق وهي جماعة مستقلة تراقب اعداد القتلى في العراق منذ الحرب إن نحو 100 ألف شخص لاقوا حتفهم هناك منذ الغزو الامريكي في عام 2003 من بينهم عدد من المدنيين قتلتهم القوات الأمريكية في مداهمات وحوادث إطلاق للنار عند نقاط تفتيش وحوادث أخرى.

وقال مرصد الحقوق والحريات الدستورية وهو منظمة عراقية غير حكومية إن القوات الأمريكية قتلت ما لا يقل عن 45 شخصا أغلبهم مدنيون منذ بدء سريان الاتفاقية الأمنية هذا العام.

لكن غارة الكوت صاحبها أول احتجاج شديد من قبل الحكومة العراقية منذ دخول الاتفاقية الامنية حيز التنفيذ في الاول من يناير كانون الثاني.

ويقول محللون إن المالكي ربما يكون مضطرا للرد بقوة لتعزيز صورته كمدافع عن سيادة العراق.

وتقع المنطقة التي شهدت الغارة في الجنوب الشيعي الذي حقق فيه حلفاء المالكي نتائج قوية في انتخابات المحافظات في يناير كانون الثاني الامر الذي منح المالكي مكاسب سياسية في مواجهة منافسيه من الشيعة.

وقال أحمد المسعودي وهو متحدث باسم الكتلة الصدرية في البرلمان إن "الحادثة تعبر عن همجية ووحشية وإجرام القوات الأمريكية."

وأضاف "هذا خرق واضح وسافر للاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق وأمريكا.. وهذا يحتم تطبيق بنود الاتفاقية بإحالة مرتكبي هذه الجريمة إلى القانون العراقي لمحاكمتهم.. نحن الان امام اختبار لمدى مصداقية الجانب الامريكي وحقيقة ما يسمى السيادة العراقية التي نصت عليها الاتفاقية."

وقال الجيش الامريكي إن الغارة كانت تستهدف ميليشيات شيعية مدعومة من إيران.

وقتلت القوات الامريكية رجلا كانت تشتبه في أنه يزود المقاتلين بالسلاح. وقتلت امراة رميا بالرصاص نتيجة وقوعها في مرمى النيران.

وقال عبد المنعم إنه وخمسة آخرين اعتقلوا معه نقلوا في طائرة هليكوبتر ورؤوسهم مغطاة إلى مكان غير معلوم حيث استجوبتهم ضابطة أمريكية بشأن صلتهم بإيران وميليشيا مدعومة من إيران.

واضاف أنه قال إنه لم يذهب قط إلى إيران من قبل. ونقل عن الضابطة تعبيرها عن الاسف عندما عاد الأمريكيون بعد فترة قصيرة قائلة إنهم تصرفوا بناء على معلومات خاطئة.

ونفى عبد المنعم الاراء التي ترى أن الاتفاقية الأمنية تحمي الجنود الأمريكيين من المحاكمة على ما يبدو إذا تمت العملية بموافقة مسؤولون عراقيين.

وقالت وزارة إنه جرى اعتقال قائدين عسكريين عراقيين لإجازتهما تنفيذ المداهمة.

وقال عبد المنعم إنه ينبغي أن يدفع الجنود "القتلة" ثمن أفعالهم.

وشهدت واسط قتالا عنيفا خلال انتفاضة لأتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في العام الماضي لكن الهدوء يسودها إلى حد بعيد منذ ذلك الحين كغيرها من أجزاء الجنوب مع التزام اتباع الصدر بهدنة.

وقال الكولونيل ريتشارد فرانسي وهو ضابط امريكي كبير في واسط إن وحدته تشعر بالأسى بسبب النتيجة التي تمخضت عنها العملية مقدما تعازيه الحارة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى