سلام الغرفة..إمتاع وإقناع

> «الأيام الرياضي» عبدالله بن حميدان:

> أخيراً تحقق حلم جماهير وادي حضرموت وأصبح واقعاً بعد أن ضمن سلام الغرفة تأهله إلى دوري النخبة، حيث الأضواء والشهرة.

فالسلام لم يتركها هذه المرة للصدفة ولم يدخل نفسه في خانة الحسابات المعقدة فقد حسم أمره قبل جولتين من نهاية دوري الثانية وأثبت للجميع أنه الأجدر بالتواجد بين الكبار..نعم فعلها السلام بصمت وهدوء وعلى حين غرة من الجميع أعلنها بصراحة لقد طفح الكيل وحان الوقت ليكون زعيم الوادي ، حيث يجب أن تكون الزعامة ليثبت ببساطة أن الكرة تعطي من أعطاها وأن بنك النقاط هو الفيصل لما يدور على المستطيل الأخضر.

تأهل السلام جاء بتوقيت مثالي لعدة عوامل أولاً إعادة الاعتبار لرياضة حضرموت وزيادة نسبة التمثيل في دوري الأضواء بعد أن اقتصر التمثيل منذ سنوات على نادي شعب حضرموت كممثل وحيد، وثانياً لاكتمال فصول متعة المشاهدة عند جماهير الوادي لمشاهدة جميع دوريات النخبة من قدم وطائرة وسلة، وثالثا إعطاء درس مجاني للأندية الحضرمية مفاده أن الإرادة تبقى جوهر النجاح وأن الارتماء في أحضان العراقة والتاريخ لا يكفيان لتحقيق الأحلام، فالتاريخ يبقى مساحة فاخرة من الزمن ، والشاطر من يصنع من ماضيه حاضراً يفاخر به بين الأمم ، فالسلام حقق ما عجزت عن تحقيقه أندية عريقة ، و(الغرفة) المنطقة الصغيرة فعلت ما لم تفعله مدن ذات كثافة سكانية كبيرة.

بالتأكيد أن وراء كل إنجاز إدارة ناجحة تصنع بصمة النصر وتداوي جراح الهزيمة فالإدارة السلامية ذللت الصعاب ومهدت العراقيل ووضعت لنفسها هدفاً واضحاً في دور الإياب وكرست كل جهودها لتحقيقه ، لتؤكد أن الحصاد لا بد أن يسبقه زرع ورعاية واهتمام ، وطالما هناك من يكد ويكدح فمن الطبيعي أن يحصد ثمرة أتعابه.. نعم رجالات السلام أمتعونا وأقنعونا وأثبتوا أنهم قدها وقدود، وبلا شك يوم أن يكون معظم لاعبي الفريق من أبناء النادي فهنا تتجلى روح عظمة الانتماء ويكمن السر في قوة الإرادة وإثبات الذات.

في تصوري أن وادي حضرموت يستحق أن يكون له ممثل في دوري الأضواء ومن حق جماهير الوادي أن تعيش هذه الأيام على واقع الأفراح والليالي الملاح للاحتفاء بالسلام الذي غير قواعد اللعبة وأعاد صياغة الحكاية، ورسم معطيات رياضة الوادي من جديد ، لكن الأهم باعتقادي أن النجاح يكتمل بالعمل من الآن لوضع خطة محكمة تهدف للمحافظة على البقاء ، فالسلام مر في الأيام الماضية بضائقة مالية كادت أن تقضي على أحلامه ، والكل يدرك مدى الانفاق المالي المهول الذي سيكون في المرحلة القادمة، فمن الضروري وقوف الجميع في صف السلام من سلطة محلية ورجال مال وبيوت تجارية في كل أنحاء المحافظة ، لأن السلام وشعب حضرموت باتا اليوم عينا حضرموت اللتان تبصران بهما النور، وبالتأكيد أن الجميع مطالب بالمحافظة على هاتين العينين الغاليتين حتى لا تحتجب عن حضرموت الرؤيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى