الكثير من الأحلام والأرقام في عيد العمال

> برهان عبدالله مانع:

> على يد العمال وجهودهم الجسدية والفكرية بنيت الحضارة الإنسانية على الرغم من تعرض العمال لشتى صنوف القهر والتعذيب والعمل في الظروف الشاقة في المناجم وتعبيد الطرق.

وبناء القصور دون تأمين مستلزمات راحتهم الحياتية، لكن في عصر النهضة الصناعية في أوروبا تنبه عدد من المتابعين لما يتعرض له العمال فرفعوا لواء الدفاع و طالبوا بتحسين ظروف العمل وتأمين متطلبات عيش كريم لهؤلاء العمال ونتج عن تلك التحركات ظهور عدد من الجمعيات والهيئات والنقابات العمالية، فكانت الانطلاقة من منظمة (فرسان العمل) التي تأسست في أمريكا عام 1869م و سعت إلى تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل وبعدها تكونت هيئة العمال عام 1886م و تبنت الدعوى لاعتبار الأول من مايو يوما للإضراب العام وكانت النتيجة مصادمات بين العمال والشرطة أدت إلى سقوط عدد من القتلى وإعدام أربعة من العمال ومن ذلك اليوم صار الأول من مايو ذكرى تحولت إلى يوم عالمي للعمال بهدف لفت الأنظار إلى دور العمال ومعاناتهم وتأمين متطلباتهم، وبهذا تحققت الكثير من الأحلام للعمال، أما نحن فقد تحققت لعمالنا الكثير من الكوابيس الموحشة، بل حقائق يعيشونها حتى الآن بصرف شهادات تقديرية خليك في البيت أو ميداليات خصخصة ذهبية لنتذكر العمال الذين أفنوا حياتهم وسال عرقهم ونفدت قوتهم وأبدع فكرهم عطاء لهذا المصنع أو ذاك المرفق لنتذكر أبطال الإنتاج في عيد العمال في مصانع شتى منها عمال مصنع الغازالأكسجين ومصنع المخبز الشعبي وعمال مصنع الأدوات الزراعية و المعدنية ومصنع الزيوت النباتية ومصنع الدباغة الوطنية وعمال تعاونية الصناعة الجلدية ومصنع العطور وعمال شركة الملاحة وأحواض السفن الوطنية وعمال المؤسسة العامة للمطاحن وعمال وزارة الصناعة .

فما هي الأحوال اليوم لـ700 عامل وعاملة للمؤسسات اليمنية للصناعات النسيجية في المنصورة التي تقدرمساحتها (86581.3) متر مربع؟ وماهي الأحوال لـ 275 عاملا في مصنع الثورة للمنتجات الحديدية؟ وماذا جرى لـ166 عامل وعاملة في مؤسسة أوسان لصناعة البسكويت ومساحته 29148.5 متر مربع؟ وأين أبطال الإنتاج لـ 124 عاملا في المؤسسة العامة للألبان التي تقدر مساحتها (20475) متر مربع؟ وطوف وشوف مصنع معجون الطماطم في الفيوش الذي كان يمتلك 118 عاملا بمساحة (41734) مترمربع!! وهل من مغيث لعمال المؤسسة العامة للنقل البري، والله يرحم أيام زمان، فالحقيقة صارت مرة فاغتصبت وتوقفت الأحلام وماتبقى لعمالنا غير الحسرة في ذكرى كلها أرقام .

أما نقاباتنا الوحدوية فسيلاحقهم الخزي فتباً لهم إلى آخر الزمان في عيد العمال .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى