وجب العزاء..بعد أن عز اللقاء

> «الأيام الرياضي» آزال مجاهـد

> تلقيت وعداً ذات يوم من أستاذي العزيز مختار محمد حسن بلقاء يجمعني بالكاتب والإعلامي الراحل عادل الأعسم وكان هذا الوعد بمثابة دعوة للتعرف عن كثب على هذه الشخصية.

وكان لهذا الوعد مسببات عديدة أخرى أهمها الاستمتاع بوصل هذا الرجل الذي شوقني للقائه حديث الأستاذ مختار الدائم عنه وذكره له بكل خير..لا أخفي على أحد هنا بأني كنت أنتظر بشوق ولهفة ذلك اللقاء الذي سيجمعني ذات يوم بهذا الرجل.

رغم لهفتي للقاء الذي سيجمعني بالراحل عادل الأعسم لاأدري لماذا تبادر إلى ذهني في حينها أن هذا الموعد لم يحن بعد وبأنه قد يتأخر أكثر مما أظن..!

ربما كان للمسافة الفاصلة بين عدن وصنعاء والعكس دور فيما جال بخاطري ولم يدر بخلدي أن قضاء الله وقدره هو من سيلعب فعلياً دور البطولة في تغييب موعد لقائي بهذه الشخصية بل وإلغائه.

عشت طوال أيام (غيبوبة) الأعسم وسط دعوات لا تنقطع بالشفاء له ، فمن هنا من مؤسسة «الأيام» بدأ الراحل يخطو أولى خطواته على بلاط صاحبة الجلالة كاتباً سياسياً لامعاً وناقداً رياضياً متألقاً وشاءت لي الأقدار أن أراقب ملامح الحزن والقلق في ذات المكان بعد أن اختلف الزمان على محيا كل من تواجدوا بجانبي وخاصةً أولئك الذين سبق وأن تشرفوا بمعرفته ومجالسته وجمعتهم معه عشرة طويلة يصعب نسيانها وبدت آثارها على الوجوه المكلومة التي حاصرتني ملامحها وتقاسيمها الحزينة على مدى ثلاثة أيام متتالية.

سبق لي التواصل بالراحل الأعسم في مناسبتين فقط وكانت أولاها بعد اللقاء الفاصل الذي جمع التلال بوحدة صنعاء قبل عامين وهو نفس اليوم الذي شهد (تهبيط) نادي التلال إلى الدرجة الثانية ، العامل المشترك بين المناسبتين أنهما كانتا هاتفياً وقيدتا ضد (مجهول) ، ورغم أن اتصالي وحديثي الأول معه كان في ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم إلا أنه قد إستمر قرابة الساعة الكاملة دخلت فيها بنقاش (ساخن) مع الراحل رحمة الله عليه والذي لم تجمعني به أي معرفة سابقة وبأي شكل من الأشكال وخرجت منها أكثر إعجاباً بهذه الشخصية.

إتصالي الأول بالراحل عادل الأعسم كان مقصوداً ليقيني المسبق بأنه لن يفوت هذا الحدث -هبوط التلال- دون أن يتطرق له في عموده المعتاد (الملعب الرياضي) تحدتث معه بكل ما له علاقه بملابسات تلك المباراة الشهيرة وكنت ثائراً إلى حد بعيد ولأنه (الأعسم) فقد استطاع كبح جماح كلماتي بصمت طويل يسبق الرد ليفاجئني بعد يومين فقط بتناوله تفاصيل هذه المكالمة بدقة متناهية ضمن عموده الذي يطل منه على مدمني كتاباته.

يومها كان لزاماً علي أن أقدم عربون شكر لراحلنا الكبير على سعة صدره وعلى إتاحته الفرصة لي لأنقل وجهة نظري للشارع الرياضي وبالفعل لم أتردد بالإتصال به للمرة الثانية شاكراً مهنيته ومعبراً عن سعادتي برحابة صدره وبثقته في نقل حديثي كاملاً رغم عدم علمه حتى بإسمي وأكد لي في ذلك الحين بأنه سيسلط الضوء أكثر في الفترة القادمة على عدة أمور تهم كل التلاليين وهو ما تم فعلاً.

-هذا هو عادل الأعسم الراحل عنا، مهني أمين يفرق في كتاباته بين الغث والسمين، إنه حقاً فقيد بكل ما للكلمة من معنى وأجزم هنا بأن روحه الطاهرة أبت أن تفارق جسدا عشقته وعقلا تملكته إلا بعد أن تأكدت بأنها ستكون أكثر راحة عند بارئها وخالقها وعالم سرها بعيداً عن الخلق وأبعد ممن (استكثروا) عليه العيش باسم الشفتين مرتاح القلب والفكر والضمير..!

هنا وجب العزاء بعد أن عز اللقاء لأهله وذويه ولجميع من عرفوه وقدروه حق قدره.. إنا لله وإنا إليه لراجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى