ستبقى حيا في ذاكرتنا أيها الأعسم

> «الأيام الرياضي» محمد الشحيري:

> قال تعالى:«كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام».

لقد كان خبر وفاة الزميل والأخ والصديق عادل الأعسم رحمه الله كالصاعقة على مسامعي، ولكنه قدر الله سبحانه وتعالى، والحمد لله الموت حق ، وكل نفس ذائقة الموت..كم هي حزينة قلوبنا عليك أبا محمد.. ولكن هذه حكمة المولى عزوجل.

ماذا أقول، ومن أخاطب، ولن أنعي غير ولده محمد وأسرته الكريمة، فحزنهم أكبر من حزننا، وفراقه لن ينسى من أذهانهم، كما هو في أذهاننا، لكن الحسرة والألم هي الأكثر فيهم..فنسأل الله عزو جل أن يلهمهم الصبر والسلوان، ويتغمد فقيدنا بواسع رحمته وينزله منزلة الأبرار، والصالحين والخيرين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

لقد كان الفقيد مقداماً وغيورا ، وصاحب كلمة لا تنزل الأرض، فرض لنفسه حضورا بمصداقيته ، بقلمه الرصين ، وهو يتمتع بالشجاعة والعلاقات الواسعة في الوسط الإعلامي والمجتمع اليمني، عرفته عن قرب في انتخابات الإعلام الرياضي في دورتي عام 96م، وكنت أمين عام لفرع الإعلام بأبين، وعام 2000م، كنا رئيسين لفرعي الإعلام الرياضي بعدن وأبين.

والتقينا على المحبة والإخاء والزمالة في انتخابات الاتحاد العام للاعلام الرياضي بصنعاء، والذي كان فيه التنافس شديدا على عدم طلوع بعض القيادات والكوادر لقيادة الاتحاد العام..لكن وقفتنا كانت واحدة، وكلمتنا واحدة، وكنا يدا واحدة لإخراج الإعلامي الرياضي من مغبة الشللية والنظرة الضيقة في الانتخابات التي خرجت بنتائج مرضية للجميع في عام 2000م.

تلك النظرات والممارسات كان قد رفضها وبشدة الزميل عادل رحمه الله.. وشكل موقفه الشجاع بأن تكون الانتخابات ديمقراطية وبالصندوق، وأن نخرج بالوفاق والمصادقة على القيادة التي اختلف عليها البعض وظل يلح ويصر حتى تم إقالتها من قبل الوزير عبدالرحمن الأكوع -آنذاك- دون مسببات منطقية.

كان الصديق العزيز والزميل (عادل) رحمه الله، يناديني (يا بدوي انتبه) في الوقت الذي أنا من أصول حضرمية وعاشت أسرتي في أبين مئات السنين، لكن تنبيه الأعسم- رحمه الله- كان بسبب الاتصالات الليلية التي كانت تأتي من كل مكان لانضمام بعض الفروع إلى الشللية التي تريد التفرد بالإعلام الرياضي..وهي سبب الفشل الكائن في إعلامنا وكيانه الرياضي اليوم..!

ستظل حيا في ذاكرتنا أيها (العادل) مثلما ظل الزملاء الأعزاء ، ممن جمعتنا المواقف والأحداث الإعلامية والأخوية، ومنهم المغفور له بإذن الله تعالى (حسين الثريا) الذي أبكاني رحيله..وها أنت الثاني ممن ذرفت عيني الدموع على رحيله..!!

لم أستطع مواصلة التعبير وإخراج ما يجيش في نفسي..هكذا أقدر أن أنعيك بهذه الكلمات التي لاتعبر إلا عن افتقادنا لك ولمثلك في هذا الزمان.

فنم قرير العين..هنيئاً في خلدك..وأسأل الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته..وأن يلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان..ولاحول ولاقوة إلا بالله..إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى