آه.. يا أعسم .. رحمة الله تغشاك

> «الأيام الرياضي» إبراهيم الحصيني:

> قصيرة هي الحياة وخاطفة ومؤلمة ولها منطقها الخاص بها ، والذي يجب أن لا نفهمه وفقا لتصوراتنا، وقاسية هي أو هكذا نشاهدها عندما يختطف الموت من نعزهم من على أرض الحياة.

وأما أصعب أن يفارق المرء عزيزا أو شخصية أحبها وتطلع إليها ومهما كان سبب الفراق لكن بالتأكيد الموت يعتبر أصعب حالات الفراق..فجعنا برحيل الزميل والأستاذ عادل الأعسم ومازلت شخصيا لم أصدق أنه رحل عن دنيانا وعندما تلقيت الخبر أفلتت من لساني جملة عندما قلت:«إن الطيبين والأساتذة يموتون»..رحل فارس القلم ورجل المواقف الأعسم الإنسان بطيبته وبساطته وتواضعه الجم وتعامله الراقي وروحه الطيبة ووده الخلاق..رحل أبرز رموز الصحافة والإعلام بعد رحلة طويلة حافلة من العمل الصحفي الرياضي كان خلاله نعم الأستاذ والمعلم تخرج من مدرسته المئات من رجال الإعلام الرياضي الذين تعلموا منه فنون المهنة من خلال متابعة كتاباته ونشاطاته في الصحف والمجلات وخاصة «الأيام» ومطبوعته «الفرسان» .. الأعسم بقلمه الرشيق ومفرداته الأنيقة وأعمدته اللذيذة وكتاباته بحب الوطن وبسطور قلمه الجريئة، كذلك كانت تطالعه العيون دائما، وهي تقرأ من خلال كلماته ما يكتبه الواثقون من قدراتهم والكبار في عيون الناس بواقعيتهم..كاتب استطاع أن يصنع له قراء يقرؤون له عندما يكتب، ويسألون عنه عندما يغيب.. تعلمنا منه الكثير من أهداف المهنة ومبادئ الصحافة كقلم اعتاد من خلال التفكير العميق والتأمل الرقيق أن يتابع الواقع بصدق، ويتعامل مع الحدث بإخلاص ويقرأ الواقع ويكتب الحقيقة..رحل الأستاذ الأعسم وترك غصة في حلوق وقلوب أهله وزملائه ومحبيه، وكل الوسط الإعلامي الرياضي..أما لماذا؟..فلأنه يحتل مكانة خاصة ورفيعة في قلوبنا جميعا وفي عالم الصحافة، وصحيح أن أستاذنا الراحل قد رحل وفارقنا بجسده لكن روحه معنا نتذكرها دائما، فهو المتواضع والمخلص والوفي والشهم والكريم وطيب القلب، وسجاياه ستبقى عالقة في الأذهان من خلال تواضعه وبساطته وإنسانيته ووده الخلاق وتعامله الراقي ولذلك كله يعد رحيله خسارة كبرى لا تعادلها خسارة، وكثيرة هي وما أكثرها على كل حال المواقف المؤثرة التي لاتزال عالقة في ذهني من خلال العلاقة الطيبة بالفقيد العزيز، ولكن يبقى المشهد العالق والمعبر في اللقاء الأخير في صنعاء عندما تواصلت معه وكنت ملحا كما نلتقي لأني كما قلت له حرصت على أن ألبي نداء قلبي، ولقد كان لقاء الوداع، ولقد أحزنني كثيرا فراقه للأبد..وفي رحيل الأعسم قد تكون لغة الكلام قد تعطلت وإن كتبنا فإننا نكتب بمداد الأسف وحبر الحسرة..فقد فقدنا غاليا لا يعوض..مات الأعسم وترك لنا سجاياه وتذكر تجليات إبداعه وروحه الطيبة وكتابات من حبر إبداعه..وآه يا أستاذنا الراحل مهما قلنا فيك وعنك لن نفيك حقك وما تستحقه ستظل ساكنا في عمق الفؤاد وصميم الوجدان..وآه يا أعسم كم نحن حزينون لفراقك..رحمة الله تغشاك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى