عن كلاسيكو الغضب .. انتهى الدرس الكتالوني يا سادة..!

> «الأيام الرياضي» وليد عبدالله العبادي:

>
أقدر نفسيات مشجعين يعشقون القميص الأبيض.. ففي الواقع ما أتعس وأتفه أن ترتفع الصرخات أهراما في سبيل منافسة حقيقة ًَ، ثم ينتهي صراع أزلي بعبارة « Game over»انتهت اللعبة..!

وأدرك جيدا أن الماضي جزء من الحاضر كما أنه لا نهاية للصراع،، و لكن مبعث التعاسة هذه المرة أن الريال لم يكن طرفا فيه؟؟

لوهلة أشعرني الشاب «بيب جوارد يولا» أنه حكيم... فقد سمعته يقول بالحرف الواحد عن مباراة الكلاسيكو «امتلكنا لاعبين أكثر في المنتصف».. لاحظ معي حدق جيدا « لاعبين أكثر» اسمع هذا القول فيما أود الانفجار في وجه من ضل يردد: أن مباريات من هذاالنوع لا تنتزع إلا بمراعاة جزئيات صغيرة؟؟ فقد كانت جزئيات الكلاسيكو الأخير كبيرة بالحد الذي أقلع حاملوا النظارات الطبية عن لبسها لأنها لم تعد تلزمهم.!؟ هذا الأقل ما أفرزه لنا الشكل والتركيب والترتيب الذي ظهر به الكوتش « راموس» عندما راهن على قالب تكتيكي «احمق»..

اعترف « والاعتراف قمة الأدلة» أن الريال عانا كثيرا من بداية الموسم.. وكأن كل شيء كان يمشي عكس اتجاه سيره.. ولكن مع كل ذلك أصر على المقاومة وكان يتقدم ينافس برشلونه «خارج».. وكما قال أحدهم معلقا على بقاء المنافسة في ظل فارق الظروف : «العبرة ليست في أن البرصا فريق خارق ولا يتوقف،، وإنما في أن الريال لم ييأس».. أليس من المقيت بعد هذا أن تكون في الحضيض وتسلب نفسك ما تبقى من امتيازاتك في الوقت الذي تكون بأمس الحاجة إليها.؟!

أقول هذا وأنا أحاول ان استوعب الفكرة الألمعية التي اتقدت في ذهن راموس المرينجي عندما دخل بمهاجمين اثنين لا يوجد خلفهما إلا الخواء؟؟ ولتعريف مفردة الخواء خلف المهاجمين أكثر فالكلمات القادمة كفيلة بذلك مع الحركة والحكاية:

مارسلو: جناح ولكن... ! بواجبات دفاعية لإيقاف الفلتة «ميسي» ولستر عورات ظهير «انتهى»..

روبن: جناح آخر يطلب منه أحيانا أن يكون «معجزة» ينسل من الطرف، يصنع من المنتصف.. وأحيانا قد يطلب منه أنً يمضي بالكرة وحيدا إلى داخل المرمى؟؟!

جاجو ولاس: قد يخرجان من أي لقاء بمهام دفاعية مقبولة.. ولكن كيف لهما أن يقوما بالتمويل «الصحيح» والمباغت إلى لاعبي المقدمة.. أقول ذلك لأني لا أعرف أنهما يجيدان اللعب الطولي الذي يقطع مسافات ايجابية باتجاه مرمى الخصم وصناعة تمريرات خلف المدافعين.. باختصار هما وجدا لافتكاك الكرة والضغط والتمرير العادي «السليم» وشكرا..! وعندما يعجز كلا أو أحد اللاعبين عن تقديم وجه مرضي فلاحظ كم سيصب ذلك في كأس الخيبة من خيبة.!؟؟

هذه على الأقل كانت الفلسفة الزائدة أو «الحماقة» الأبرز التي أهدانا إياها راموس والتي تكشف أنه يرتدي « مع الكبار» من الثياب والأفكار، أكثر بكثير مما يحتاج إليه بالفعل. وبين عشرات الأقنعة التي ارتداها طوال فترة تدريبه، ستفاجأ وعند هبوب رياح عاتية بوجهه الحقيقي المغاير لكل تصوراتنا عنه !

لا أدري « وكثيرا ما حاولت ان أدري» ما هو المنطق من بقاء راؤول في شاكلة أصبح فيها كمن يجلد أعصاب وأذهان مشجعيه «وبامتياز» حتى وصل الأِشد حبا لهذا اللاعب أن يتمنى له أن يرحم الجميع ويــرحـــل ؟؟ أقول ذلك لأني قد أتقبل «سوء» أداء أي لاعب في مباراة من هذا النوع وأي كانت إمكاناته.. ولكن أن يكون السوء بدرجة تجعلك تشعر أن هذا العنصر الحاضر « غائب » بكل ما تحمل كلمة الغياب من معانٍ في حروفها الأربعة فهذا يعني ان اللاعب أصبح أشبه ما يكون «بتمثال مقدس» لم يقوا لا كابيلو ولا شوستر ولا حتى راموس على مقاومة رغبتهم الكبيرة بالتبرك والتمسح به..

وإلا فأخبروني بربكم عن المنطق الذي يصر على بقاء تمثال واقف فيما فريق يهوي وينهار؟؟!

قراءة الأسطر السابقة تتطلب إحساسا عاليا .... ببساطة..لان مشاعر المدريدية لم تعد تتحمل المزيد من الخدش..... ولست أكتب الآن لمناقشة وضع مباراة « غادية» لأهمس بعدها في آذان عصافير القمصان البيضاء : شدوا حيلكم .. فالأمر غدا أكبر من ذلك بكثير..!؟

الريال خسر من كل الكبار تقريبا في الداخل وفي الخارج.. ومدرباه اللذان تعاقبا على تدريبه لم يصمدا كثيرا عند هبوب كل رياح عاتية.. وحتى ما قبل كلاسيكو الأمس.. كان الجميع يضع احتمال الخسارة في الحسبان ليس لأن الكرة لا حكم لها ولا لأن الخصم نادٍ يؤدي بطريقة لا تجعلك قادرا على التقاط انفاسك وفرض أسلوبك.. ولكن أن تكون بالستة فهذا ما لم يكن في الحسبان.. فقد تقابل برشونياً منتشيا بفوز جاء بشق الأنفس لتقول له بأن خطأ في كذا تسبب في كذا ولولاه لكنا أحق بالنصر. . ولكن وقد تقبل النادي ستة أهداف كاملة على مرأى ومسمع من العيون التي كانت تسعى لترى النادي يصعد عاليا إلى مصافها كبيرا وبلا خدوش فإنك ولا شك - لن تجد ما تقوله-.. إلا أن تنسحب مضطرا وأنت مبتسم إليه ببلاهة، كما لو أنك سائح يتحدث ويفهم فقط باللغة السومرية وحسب..!كم سيمضي من الوقت لينسى المدريدي هزيمة كهذه.. خسارة... ما أسوأ التفاصيل التي تعيد المرء دهرا إلى الخلف...!؟, كما يستطيع التاريخ أن يأتي بأكثر من قصة تعملق فيها الملكي على الكتالوني.. لكنه سيعجز عن أن يأتي بجملة واحدة تبرر أو تخفف وطأة ما حدث؟؟!

يقال سيغلق عشاق الميرنجي هواتفهم.. وبالمقابل قد يحتاج عشاق البلوجرانا إلى أرقام إضافية يتبادلون ويبادلون أنفسهم النشوة بما حدث.؟ إلا أن كل هذا وذاك سرعان ما سينقضي لسبيله ويمضي.. فالدهر دول والكرة دواره.. وكم هو رائع حين يهمس المنهزم في وجه أخيه بكلمة مبروك «مبروك» لقد فزتم كنتم تستحقون؟؟ فالدرس البرشلوني في هذا الموسم يجبر الجميع على التصفيق له وبحرارة..

ختاما.. اظن ان أي من عشاق الملكي لن يسلّم أن الحظ العاثر والظروف هي من أدى لخذلان من هذا النوع.. البيت المدريدي بحاجة للكثير من الإصلاح.. إصلاح على مستوى اللاعبين.. الإدارة.. وكذانوعية الجهاز الفني..وإن لم يتحقق من ذلك شيء، يكفي لحظتها أنهم سيكتشفون حاجتهم الماسة لمخدة نوم مكتوب عليها «أحلام سعيدة !!»..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى