مصارحــة حــرة .. إعصار البرشا

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> لم يكن أكثر المتشائمين في (مدريد) معقل الملوك الكروية يتوقعون أن يسقط فريقهم (الريال) أمام العدو اللدود (برشلونة) بستة أهداف عدا ونقدا في موقعة تاريخية دخلها (البرشا) من الباب الواسع وغادرها الريال من نافذة (ارحموا عزيز قوم ذل).

وبصريح العبارة لم يكن أكثر المتفائلين في (كاتالونيا) معقل (البرشا) يتوقعون أن يعود فريقهم إلى سكة الانتصارات بفوز مدو في (البرنابيو) في أمسية غسل فيها رفاق الأعجوبة (ميسي) (الريال) بالليفة والصابون، ونشروا غسيله على حبال الفضائيات بصورة مذلة جعلتنا نتهكم على الفريق الملكي الذي راح ضحية للإعصار (الكتالوني) الذي لا يبقي ولا يذر في (الليجا الأسبانية) حتى أن أحدهم سألني والسؤال لغير الله مذلة..«هل الذين يرتدون القمصان البيضاء (الفريق الملكي) الذي ترتعد أمامه فرائص الزوار مهما كان حجمهم ومقاسهم أم أن هذا الفريق يمثل كرة تدور على قرن (ثور شطاح نطاح!!)؟».. وهل هذا الفريق يساوي موازنة دول العالم الثالث مع أن (البرشا) أكد لنا أنه لا يسوى (بصلة)!؟

تصورت كل شيء في لقاء (الكلاسيكو) دون أن يخطر ببالي أن (خواندي راموس) أستاذ (الدفاع) الخانق سيقع في فخ التعليب النفسي..ورسمت سيناريوهات عديدة لخطط (راموس) دون أن أضع في اعتباري أن الأستاذ خدعته نشوة انتصارات متأخرة على حساب فرق لا تعرف ماذا تريد من الريال..فكان أن اغتر بنفسه وبفريقه ومرغ لاعبيه في وحل سداسية أصابته بالسكتة القلبية.

قلت من قبل:«إن لبرشلونة رؤوس نووية في خط الهجوم محرمة دوليا، وأن جورج بوش أخطأ في حق كرة القدم العالمية عندما لم يصنف (البرشا) على أنه أحد فرق محور الشر»..وأعتقد أن الريال يستطيع بعد المهزلة أن يرفع أمر (برشلونة) إلى صاحبنا (محمد البرادعي).. كما أنه يحق له بعد مجزرة (السبت) التي أدمت قلوب المدريديين أن يطالب (الأفرو أمريكي) أوباما أن يدرج إسم برشلونة في قائمة الإرهاب بعد أن نكل بمدريد ومسح بزملاء التائه الأنيق راؤول زجاج سيارات الإسعاف.

قدم الهولندي الماكر جوس هيدنيك الوصفة السحرية لمدرب الريال راموس وأرسل له من ملعب نوكامب برقية عاجلة كشفت أسرار فريق الأحلام الذي يمتلك إعصارا هجوميا اجتاح أوروبا كلها بإغلاق المنافذ المؤدية إلى المرمى ولو اضطره الأمر إلى اللعب أحيانا بثمانية مدافعين وبناء سور شاهق كسور الصين العظيم لتجنب العمليات الإرهابية الكروية لخط هجوم (البرشا) الذي يبث الرعب في قلوب الفرق الأوروبية بصورة أعادت إلى الأذهان الرعب الذي سيطر على أوروبا بفضل تفشي مرض الطاعون في بدايات القرن الماضي.

كان (هيدنيك) قد تحول إلى بطل من أبطال (رعاة البقر)..المطلوب تحييد خط هجوم (البرشا) ومنعه بالطرق السلمية وغير السلمية من ممارسة نشاطه الإرهابي بنصب كمين في الهجوم ونشر نقاط (جمركة) وتفتيش في الوسط ومباغتة دفاع (البرشا) الحلقة الأضعف.

بهجمات عنترية تعتمد على (العضلات) في غياب (المخ) وبهذا التصور أو التخندق الدفاعي خرج تشلسي من متاهة (نوكامب) مثل الشعرة من العجين، حتى أن «جون تيري» تنفس الصعداء وقال مذهولا:«لقد قدمت مباراة العمر أمام هذا الفريق الرهيب».

راموس صدق أنه قاهر الظروف..لم يسمع الكلام..ولم يشرب حليب (هيدنيك) فكان أن فتح نافذة فريقه على البحري وكان هذا ما يطمح إليه (جوارديولا) الذي حرك آليات الوسط والهجوم بعد أن لاحظ سذاجة لاعبي (الريال) وحرصهم على الاندفاع الأعمى بدون غطاء دفاعي يدعم الموقف، ففاز (البرشا) من أقصر الطرق ويحق لجماهير (الريال) أن تطالب ببناء تمثال للحارس (كاسياس) لأنه ببساطة منع دخول أكثر من ثمانية أهداف مؤكدة لو سجلت في المرمى لكانت فضيحة (الريال) بجلاجل.

ولأن جلد تشلسي مر فإن مدربه ربما خرج بفوائد من مصائب (الريال) حيث بات عليه أن يجهض نشوة (البرشا)، وأن يجد حلولا..أولا لإيقاف خطورة الهجوم والوسط ، وثانيا بإبحار ذكي باتجاه خط الهجوم المباغت، حيث دفاع (برشلونة) ناقص الهوية وعقيم على مستوى إبعاد الكرات الثابتة والعرضية، فمعظم الأهداف التي دخلت مرمى الحارس المهزوز (فالديس) جاءت من كرات عرضية وركنيات فضحت هشاشة دفاع فريق مازال يلعب على الثلاثية التاريخية.

في تصوري أن مباراة تشلسي وبرشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا هي مباراة الموسم والاختبار الحقيقي لردة الفعل الكاتالونية فحتما هناك مليون فرق بين الريال الذي لعب بسذاجة ما بعدها سذاجة وتشلسي الذي يرى ملعبه جحيما وجاهزا من مجاميعه لإثبات أنه ليس كل طير هو ريال مدريد يؤكل لحمه!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى