لقد أبكاني رحيلك أيها الغالي عبدالرب

> «الأيام الرياضي» أحمد محسن أحمد:

> لم تجف دموع العين الحزينة.. لم يقف نبض القلب المجروح من ازدياد وارتفاع دقاته المؤلمة والحزن بات عنوانا يوميا ورداء ليلي حالك!

كيف لا والراحل واحد من أبنائي الذين رعيتهم خارج إطار الأسرة وفي الحياة الرياضية والاجتماعية، وفي كل نشاط إبداعي تسوقه الظروف المواتية ليأخد موقعه في التنفيذ..ويأخذ الفقيد الراحل الكابتن عبدالرب حسين عبدالرب رحمه الله موقفا بارزا فيه ليعكس كل خطوة نحو تنفيذ المشروع الإبداعي كنقطة انطلاق نحومساحة أوسع من الحركة والنشاط لتسريع حركات وخطوات التنفيذ بكل دقة واقتدار ، حتى أن اتقاد ذهنه رحمه الله واتساع طاقته وقدرته الإبداعية يضيف بها إبداعات أوسع وأكثر جمالية لأي مشروع جديد في العمل الذي يشارك فيه.

كان الكابتن عبدالرب عنوانا بارزا في نجاح البرامج والعمل الإداري..عرفته ناشئا في نادي الجزيرة (شمسان حاليا) لم يبلغ بعد السن الخامسة عشرة كلاعب مبدع رغم نحافة جسمه وقصر قامته إلا أن شجاعته وقدرته العالية في جعل أقدامه الذهبية الساحرة مصدر إزعاج للفرق الأخرى ونصر كبير لناديه الكبير شمسان الرياضي، وتواصلت علاقتي به وهو اللاعب الموهوب في بداية مشواره الكروي ليلفت الانتباه إليه فيتم اختياره ضمن الفريق الوطني لكرة القدم للناشئين الذي شارك في تصفيات كأس آسيا لكرة القدم الذي وصل إلى نهائيات التصفيات التي أقيمت في قطر، وكان المرحوم الكابتن عبد الرب أحد نجوم هذا الفريق الذي سجل في تاريخ الكرة اليمنية أسطرا من ذهب لأول مرة تصل اليمن فيها إلى التصفيات النهائية لكأس آسيا والناشئين لكرة القدم عام 1985م في قطر.

وتواصلت إبداعاته الكروية رحمه الله في ناديه شمسان كواحد من نجوم الكرة الشمسانية والعدنية حتى مطلع التسعينات من القرن الماضي، حينها بدأت مسؤولياته الأسرية والعملية تشده نحو المسؤولية والواجب الذي كان المرحوم الكابتن عبدالرب يمتاز بهما.

كان مشهودا له في وفائه وشعوره بحق الآخرين عليه أكثر من حقه على الآخرين، ففضل المرحوم الكابتن عبدالرب رحمه الله الانسحاب بهدوء من ملاعب كرة القدم رغم قدرته العالية على الاستمرار، إلا أنه فضل أن يفسح المجال لغيره ليواصلوا مشواره ومشوار زملائه المبدعين في الفريق وهم كثر،وليعفيني أبنائي الأعزاء في فريق شمسان الذي يعتبر امتدادا لنادي الجزيرة التاريخي من ذكر الأسماء فهم مثل الكابتن عبدالرب نجوم عالية في سماء الرياضة الفسيح..والمرحوم الكابتن عبدالرب رحمه الله كان أكبر من الظروف القاسية التي تعيق وتعطل سير الشاب المبدع والمقتدر بالحيوية، فقد كسر أسوار العجز والركون والاستسلام للظروف المعطلة لمواصلة العمل الابداعي الذي كان المرحوم الكابتن عبدالرب رحمه الله واحدا من دعائمه والركائز المتينة له فقد وجدته من المبادرين بسخاء وإخلاص منقطع النظير في جمعية عدن الخيرية الاجتماعية ولمست عن كثب غيرته الشديدة على حقوق الجمعية ، وكان يقف بشجاعة لا توصف متعديا كل عوامل التعطيل والعرقلة لنشاط الجمعية ، وفي نفس الوقت الذي كانت له ساحة واسعة في نشاط جمعية عدن الخيرية الاجتماعية لم يقتصر نشاطه على هذه المساحة الهامة في المجال الاجتماعي فقد نجح نجاحا كبيرا في الخطوات الأولى لتأسيس لعبة الكرة الشاطئية برعاية وإشراف رجال كانت لهم المبادرة الأولى مع المرحوم الكابتن عبد الرب في جعل هذه اللعبة الناشئة في زمن قياسي من لعبة محلية شعبية إلى لعبة وصلت إلى محفل خارجي على المستوى العربي، ناهيك عن النجاح الكبير الذي حققته هذه اللعبة في الداخل برعاية واهتمام الأستاذ القدير م.عاتق أحمد علي- المدير العام لشركة النفط اليمنية، والرياضي المبدع عمرالفروي اللذين شكلا مع المرحوم الكابتن عبدالرب فريق عمل منسجم ومتناغم في لعبة الكرة الشاطئية الناجحة.

فلعمري كيف سيكون حال هذه اللعبة بعد رحيل الدينامو الذي كان لا يكل ولا يهدأ باله حتى يحقق هدفه الكبير بنجاح ما يكلف به من عمل.. فكان رحمه الله في سير نشاط اللعبة النحلة المتنقلة بين زهور العمل فتنتج من رحيق عملها ونشاطها لوحة النجاح التي لامثيل لها..ولاوصفا كاملا وعادلا لمعانيه الكبيرة والعظيمة..فرحمك الله يا ولدي العزيز يا كابتن العمل الناجح والمثمر في زمن القحط والإفلاس!..فمن له أن يملأ الفراغ الكبيرالذي تركته بين أسرتك وبيننا نحن كمحبين لك ومؤازرين لكل خطواتك الإبداعية النبيلة وزملاء وأصدقاء لك ورفاق الدرب الرياضي الطويل.. رحمك الله ياكابتن عبدالرب رحمة الأبرار وألهم أسرتك ومحبيك وأصدقاءك الصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى