**إسكندر ثابت .. شاعر وفنَّانَ كبير

> بقلم / سعيد صالح بامكريد

> هو الفنان العدني الكبير إسكندر ثابت صالح، الذي ولد في مدينة ( الشيخ عثمان ) يوم 2/8/1919، كان جده الشيخ صالح حسن معلما للغة الإنجليزية بمدرسته الخاصة بمنزله، فتعلم إسكندر منه هذه اللغة، كذلك كان جده ملما بالغناء والموسيقى فتأثر به، ثم واصل تعليمه في الداخل والخارج.
أرسلته عائلته إلى مصر سنة 1938م لدراسة ( الأدب الإنجليزي)، وكان يستغل وقت المساء لدراسة الموسيقى، التي قد تعلم مبادئها وعزف العود على يد أخيه سعيد ثابت الذي كان هاويا للغناء والعزف.
حصل الأستاذ إسكندر على بكالوريوس الأدب الإنجليزي، وكذا الموسيقى في القاهرة (مصر)، كما يقولون (أم الدنيا)، والقاهرة بحضنها الدافئ احتضنت فناننا لفترة ربع قرن تقريبا !
بعد ثورة يوليو المصرية عام 1952م انطلق الأستاذ إسكندر مشاركا بفعالية في النضال الوطني إلى جانب الوطنيين اليمنيين المتواجدين في مصر حينها، وعلى رأسهم الشهيد الشاعر الفذ / محمد محمود الزبيري، رحمه الله رحمة واسعة.
اعتلى منبر الكلمة شاعرا وطنيا أصيلا وصادقا00 حمل النغم لحنا شجيا مؤثرا فدفع بالأغنية قدما لترافق بندقية الثائر لتزأر الأغنية في وجه المستعمر صوتا للشعب ونشيدا جماهيريا تصدح به في الآفاق.
بثت إذاعة (صوت العرب) من القاهرة خلال الأعوام ( 1954 – 1956م ) أروع أناشيده وأكثرها جمالا وانتشارا مثل:
سلامي ألفين للدولة وللعسكر
وللشجعان في لشعاب والبندر
على صوت العرب قاموا ومن أجلك
ويا شعب الجنوب النصر يهنا لك
سلام ألفين لك وألفين من عانك
وذي بايركب الأهوال من شأنك
يفك القيد من يدك ومن رجلك
ويا شعب الجنوب النصر يهنا لك
حلفت إيمان بالقرآن والخنجر
وباسم الله رب العرش الأكبر
تحرر أرض أجدادك وأبوك وأهلك
ويا شعب الجنوب النصر يهنا لك
حمل الأستاذ اسكندر ثابت عاليا قضية تحرير وطنه من المستعمر البريطاني، لذا نجد أغلب نتاجه الشعري وكذا ألحانه وأغانيه أقرب للأناشيد الوطنية ذات الجودة العالية مثال ذلك رائعته التي يقول فيها:
يامسافر من ضفاف النيل إلى وادي تبن
بلغ الأشواق، للحوطة ومن فيها سكن
شل سلامي، بلغ الفادي بروحه للوطن
واخبره عني وقول له : كيف به قلبي افتتن
ويستمر في بث أشواقه وحبه لأهله ووطنه، هذه الأشواق المكتنزة بالأمل الواثقة في النصر، النصر الذي يصنعه الأحرار المناضلون في الداخل والخارج، دعونا نرى ما قاله الشاعر الفنان:
موكب الأحرار جانا ياصحاب
فانشدوا لحن الأماني والشباب
وارفعوا الرايات في كل الشعاب
واهتفوا عاش الحمى عاش الوطن
يامسافر من ضفاف النيل إلى وادي تبن
النشاط الفني الغني للشاعر والفنان اسكندر ثابت لم يقتصر على الأناشيد الوطنية، بل امتد ليشمل الغناء العاطفي المتميز، حيث قدم باقة رائعة من الأغاني العاطفية الناجحة فنيا وشعبيا، نذكر منها :
(كيف سخيت ، أشوفك عيون، الصبر، ياحلوة ياعدنية، أصل الحب، روحي، ياطالعين جبل صبر).
نالت أغنية ( يا حلوة يا عدنية ) شهرة واسعة وانتشرت كثيرا في عدن بوجه خاص، ياترى ماذا تقول الأغنية :
ياحلوة ياعدنية روحي ويانور عنية
اشتي أخطبك من أبوك وأسعد بعيشة هنية
محجبة بالحراير كالبدر بين الخمايل
من صنع فنان ساحر والرمش ع الخد مايل
شفتك وكانت عيونك تضوي كما النجم الأزهر
والمقرمة فوق جبينك خلت قليبي محير
بعد ربع قرن ويزيد قضاه الأستاذ اسكندر بمصر العزيزة، حيث سطع اسمه مناضلا وطنيا جسورا، وشاعرا غنائيا متمكنا، وفنانا كبيرا ساهم بجرأة وشجاعة في إيصال قضية وطنه إلى شعوب العالم العربي عبر إذاعة (صوت العرب).
بعد تلك الفترة الطويلة التي عايشها أستاذنا بمصر العروبة عاد إلى وطنه، إلى مسقط رأسه وأهله ، إلى عدن البهية الساحرة بشواطئها الذهبية، وجبالها الشامخة وخلجانها الدافئة وأهلها الطيبين عشاق الحضارة والمدنية.. وصل عدن وقد سبقته أناشيده الوطنية وأغانيه الطربية الرائعة.. وصل عدن وقد ملأت أغانيه وأناشيده سماء عدن بهجة وشجاعة وفرح غامر.
استقبل الناس في عدن فنانهم الوطني الكبير استقبالا رائعا يليق بقامة فنية سامقة، كان ذلك مطلع ستينيات القرن الماضي، حيث واصل أستاذنا اسكندر عمله الثقافي والفني من داخل الوطن هذه المرة.
جاءت السبعينيات بهياجها الثوري وقمعها الوحشي، ( ولا صوت يعلو ..) أغلبنا عاش تلك الفترة المزرية !
غادر شاعرنا الوطن مُكْرَهًا مثل الآلاف الذين هربوا خوفا على أنفسهم من الوحش الثوري، وافته المنية ـ رحمه الله ـ بمدينة جدة السعودية عام 1996م، حيث دفن هناك رحمه الله رحمة واسعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى