القراصنة الصوماليون انكفأوا من البحر الى البر

> على متن السفينة شيروكو «الأيام» ايمريك فانسينو:

> على بعد بضعة اميال من سواحل بوساسو في منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال الصومال، يمعن بحار على متن السفينة الحربية الفرنسية شيروكو النظر الى مركبين شراعيين يتبين ان فيهم صيادين ..فمع ان القراصنة ما زالوا ينشطون على السواحل القريبة الا انهم باتوا يتجنبون كثيرا الخروج الى عرض البحر.
فقد اسفر انتشار اسطول حربي دولي في المنطقة، والاجراءات المتبعة، عما يشبه القضاء على اعمال القرصنة التي كانت تروع حركة السفن في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، لكن ذلك لا يعني ان هذه الظاهرة قد اختفت تماما.
وتعود آخر عملية كبيرة نفذها القراصنة الصوماليون الى ايار/مايو 2012، بحسب بيانات القوة البحرية الاوروبية اتلانتا.
فمنذ ذلك الحين حاول القراصنة الاقتراب من سفن تجارية لكنهم لم يفلحوا قط في الاستيلاء على اي منها. بعدها اقتصر عملهم على اصطياد الاهداف الصغيرة كمراكب الصيد، بعد ان كان لهم تاريخ في الاستيلاء على ناقلات نفط وبواخر شحن ضخمة منها ناقلة اوكرانية كانت تحمل اسلحة ومدرعات.
ويبدو ان محاولات القرصنة البحرية تقلصت لدرجة ان طاقم السفينة الحربية الفرنسية لم يوقف سوى خمسة قراصنة فقط منذ منتصف يناير. وكان هؤلاء القراصنة على متن مركب شراعي يحاولون سدى بلوغ ناقلة نفط.
وتحول عمل اسطول السفن الحربية المكلفة بمكافحة القرصنة الى وجود رادع، ومراقبة ومساعدة للسفن التي تواجه صعوبات والصيادين، على غرار صياد كوري جنوبي اصيب بجروح ونقل الى المستشفى المقام على متن احدى سفن قوة اتلانتا.
ويقول اتيان دو بونسين رئيس بعثة اوكاب-نيستور الاوروبية المعنية بتأهيل سلطات الصومال وكينيا وجيبوتي والسيشيل وتنزانيا لإحكام مراقبة سواحلها إن "الدورة الاقتصادية للقرصنة قد كسرت".
وتؤيد هذا القول البيانات الصادرة عن المكتب البحري الدولي، والتي تشير الى ان اعمال القرصنة في المحيط الهندي، من سواحل الصومال وحتى المحيط الهندي، تراجعت من 237 هجوما مدويا في العام 2011 الى خمسة فقط في العام 2013، لم يتكلل أي منها بالنجاح.
ويقول دو بونسين "اصبحت ظاهرة القرصنة تحت السيطرة في الماء لكن هذا لا يعني ان القراصنة لم يعودوا موجودين، حتى اننا نراهم احيانا على الشاطئ".
ويعود الفضل في هذا التقدم الكبير الى التوقيفات الواسعة التي نفذتها قوة اتلانتا، وايضا الى الاجراءات التي باتت السفن تتخذها، كوجود حراس مسلحين، وتحصين اطراف السفينة، والابحار بسرعة عالية، وتجنب الاقتراب من السواحل.
فالقراصنة لم ينجحوا يوما في الاستيلاء على سفينة كانت مزودة بفريق حماية، ولا سفينة تبحر بسرعة تجاوز 18 عقدة.
لكن هذه الاجراءات ليست مجانية، بل انها تكلف مبالغ طائلة وتطيل طريق الابحار.
وبحسب البنك الدولي، فان تكاليف الوقاية من اعمال القرصنة على الملاحة العالمية وصلت الى 18 مليار دولار سنويا وهو مبلغ يفوق بأضعاف مضاعفة متوسط الفديات المدفوعة سنويا للقراصنة منذ العام 2005، وهو بمعدل 53 مليون دولار.
ويقول دو بونسين "الامر مكلف، وعلى ذلك فقد يأتي يوم يقول فيه قطاع الملاحة البحرية +كفى+".
ويتخوف المراقبون من ان يؤدي انحسار هجمات القرصنة الى تراخ في التدابير الوقائية، منها الاقتراب من السواحل لاختصار المسافات، والابطاء في الابحار توفيرا للوقود، وهي امور بدأت تلاحظ فعلا.
ويقول الضابط البحري مايكل كوين العامل ضمن قوة اتلانتا "يبدو اننا سنقع ضحايا النجاح الذي حققناه".
ويعزز هذه المخاوف ان القراصنة استفادوا من اقتصار مهمة اتلانتا على البحر دون ان يكون لها الحق بمهاجمتهم في البر، فانشاوا قاعدتهم هناك مستفيدين من روابطهم العشائرية وصلاتهم مع العصابات الاجرامية، وقبل كل ذلك من غياب السلطة الفعلية في هذا البلد منذ العام 1991.
ولذا، فان مكافحة القرصنة بشكل فعال تتطلب ان تقوم الدول بتطوير اجهزة خفر السواحل لديها، وهذا ما تسعى اليه مهمة اوكاب-نستور المكملة لاتلانتا.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى