أبو حمزة: كنت ناطقاً فقط لمتمردين يمنيين خططوا للانقلاب على صالح

> نيوينورك «الأيام» خاص والوكالات:

> اعترف أبو الحمزة المصري يوم امس بأنه كان مجرد ناطق اعلامي لمجموعة من المتمردين اليمنيين كانوا يخططون للانقلاب ضد الرئيس اليمني الاسبق علي عبدالله صالح لكنه انكر اي علاقة بخطف السواح الاجانب في ديسمبر 1998 في محافظة ابين.
ودفع أبو الحمزة ببراءته من التهم الـ11 الموجهة اليه بالتورط في عمليات خطف سبقت اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وفي حال ادانته من قبل هيئة المحلفين فقد يصدر حكم بسجنه مدى الحياة.
ويحاكم ابو حمزة في خطف 16 مواطنا غربيا في اليمن في 1998 والتخطيط لاقامة معسكر لتدريب جهاديين في ولاية اوريغن الأمريكيو في 1999 وتامين دعم مادي لتنظيم القاعدة ومساعدة حركة طالبان وارسال مجندين لتدريبهم على القيام باعمال ارهابية في افغانستان.
وفي محاكمة ابو حمزة المصري في نيويورك انكب المحلفون الأربعاء الماضي على موسوعة للجهاد عثر عليها في منزل الامام المتشدد في لندن عند توقيفه عام 2004.
وقال الشرطي كيث أسمان، المفتش الذي اشرف على المداهمة التي جرت في مايو 2004 لمنزل الداعية الواقع في لندن والمؤلف من طابقين حيث كان يسكن مع عائلته، ان موسوعة الجهاد التي ضبطت كانت تتألف من عشرة مجلدات وكانت موضوعة بشكل بارز في اعلى مكتبة في صالون الدار.
وأضاف انه تمت ايضا مصادرة العديد من اجهزة الكومبيوتر، اضافة الى خرائط ومصحف ومئات التسجيلات المرئية والمسموعة، وعشرات الوثائق.
وخلال جلسة سابقة من محاكمة الإمام السابق لمسجد فينسبوري بارك والذي فقد احدى عينيه وبترت ذراعاه في انفجار وقع قبل سنوات في افغانستان، تليت امام هيئة المحلفين مقتطفات من موسوعة الجهاد بعد ترجمتها من العربية الى الانكليزية، وذلك بناء على طلب الادعاء.
وفي حين شرح بعض هذه المقتطفات كيفية زرع العبوات الناسفة لتفجيرها عن بعد، شرحت مقتطفات اخرى كيفية تخريب الطرقات والسكك الحديد والخزانات، في حين تناولت اخرى عملية تجنيد الجهاديين وقد ركزت في هذا على وجوب ان يكون هؤلاء يافعين تتراوح اعمارهم بين 15 و17 عاما وان لا تتعدى اعمار قياداتهم 22 او 23 عاما، وذلك لان "شخصا في هذا العمر يكون اكثر تقبلا (...) ومستعدا للتضحية بنفسه في سبيل هذا الامر".
كما تناولت المقتطفات التي تليت على مسامع المحلفين طرقا للاغتيال والخطف مع التوصية التالية للمتطرفين الاسلاميين: "لا تطيلوا فترة الاعتقال، ابدأوا باعدام الرهائن"، بهدف إثبات حزم الخاطفين.
ومن بين هذه الوثائق وبينهاالكثير من صور بن لادن، عرض المدعون العامون امام هيئة المحلفين في محكمة مانهاتن الفدرالية الاربعاء ارقام هواتف في باكستان وافغانستان وتذكرة سفر الى اليمن عائدة لشخص لم تحدد هويته وخريطة لافغانستان غير مؤرخة.
وعرضت هذه الخريطة على شاشة ضخمة كي يتسنى لهيئة المحلفين رؤيتها، وقد حدد عليها موقع "منزل" أسامة بن لادن وتقديرات لعدد "جنود" حركة طالبان ب45 الف رجل، "اضافة الى قواعد لاسامة بن لادن ومعسكرات التدريب" التابعة لتنظيمه القاعدة.
وابو حمزة المصري البالغ 56 عاما كان من اشهر شخصيات "لندنستان"، الاسم الذي اطلق على الشبكات الاسلامية التي تمركزت في العاصمة البريطانية في نهاية التسعينات، وذاع صيته على الاخص بسبب خطاباته النارية المناهضة للغرب.
وسبق ان اطلع أبو الحمزة القاضي بانه سيتكلم للدفاع عن نفسه في المحاكمة التي يتوقع ان تستغرق شهرا تقريبا.
وهي ثاني محاكمة ارهابية كبرى تجري امام محكمة مانهاتن الفدرالية بعد محاكمة سليمان ابو غيث صهر بن لادن والمتحدث السابق باسم القاعدة، الذي تمت ادانته في 26 اذار/مارس.

وابلغ الامام البريطاني المتطرف ابو حمزة المصري المحكمة في نيويورك الخميس ان تجربة متفجرات للجيش الباكستاني ادت الى بتر ذراعيه في لاهور في 1993، وقال انه "يحب" زعيم القاعدة اسامة بن لادن، لكنه اكد انه رفض الانضمام الى التنظيم.
وخلال مثوله اما المحكمة، قال ابو حمزة انه انتقل وعائلته الى باكستان في 1992 للقيام باعمال بناء في افغانستان المدمرة جراء الحرب.
وبعدما اوقفت السعودية مشاريعها بملايين الدولارات، قال ابو حمزة انه ساعد مقاتلين عرب سابقين شاركوا في قتال الاتحاد السوفياتي مع "الجهاديين" في افغانستان في الثمانينات لايجاد وظائف ضمن الجيش الباكستاني.
وقال ابو حمزة ان الجيش كان بحاجة الى اشخاص يملكون خبرة في التكتيكات العسكرية والمتفجرات "لمساعدته في مناطق اخرى من النزاع".
وفي 1993 عمل على تصميم صفيحة فولاذية مع مهندس باكستاني في اطار مشروع غير معروف كان "آخرون يصممون خلاله متفجرات".
واشار الى انه عرف الجيش الباكستاني على "بعض العرب" من بينهم رجل مصري اسمه "ابو خطاب" متزوج من امراة باكستانية. وكان العنصر البريطاني في تنظيم القاعدة ساجد بدات تحدث عن رجل اسمه "ابو خطاب" درب على تصنيع المتفجرات في معسكر للجهاديين في افغانستان بين 1999 و2001.
وجرى العمل في منطقة تابعة للجيش الباكستاني في مدينة لاهور القريبة من الحدود الهندية، وفق ابو حمزة الذي اضاف "تفاجأت جدا" بعملية اختبار المتفجرات في ارض فارغة بين منزلين على الشارع.
وقال "كنت متفاجئا من عدم انزعاج الجيران او اتصالهم بالشرطة. لقد كانوا جميعهم من عائلات الجنود".
واوضح ابو حمزة ان الرجل العربي كان مهملا "للصحة والامن" وحضر حاوية صغيرة من المتفجرات وصلها "القائد الياس" بفتيل متفجر قبل مغادرته.
وعمد ابو حمزة الى رفع حاوية المتفجرات التي كانت ساخنة ولكنه لم يستطع رميها في المرحاض لان شخصا كان يستخدمه. واشار الى انه "شعر بالتفجير" ورأى الدماء قبل ان يغيب عن الوعي. وتم نقله الى مستشفى عسكري في لاهور حيث رقد مدة شهر.
ثم تم ارساله الى لندن ليحصل على اعضاء صناعية ليعود بعد ستة اشهر، في اوائل 1994، الى باكستان ليحضر اطفاله.
وقال ان الجيش الباكستاني عرض عدم اعتقال جهاديين عرب سابقين مقابل سكوته. واضاف "قال لي الجيش: لن نقوم باي اعتقالات اخرى، ولكن لا تحرجنا بسبب ما حصل".
وكانت معلومات سابقة افادت انه فقد ذراعيه في افغانستان. لكنه اشار الى ان "روايات كثيرة" تناولت سبب اصابته.
واثار ابو حمزة ضحك المحلفين عندما اشار الى ان احدى الروايات تقول انه فقد ذراعيه بعد القاء القبض عليه في السعودية بتهمة السرقة.
وعند سؤاله عن مجزرة سريبرينيتسا في 1995 بحق مسلمي البوسنة بدا عليه تأثر كبير ما دفع القاضية كاثرين فورست الى تحديد سبع دقائق استراحة.
واشار ايضا الى انه غير اسمه قانونيا على جواز السفر البريطاني من اجل السفر الى البوسنة في منتصف التسعينات لتأمين المال والسيارات للمقاتلين المسلمين.
واثار ابو حمزة ضحك المحلفين عندما اعطى نصائح زوجية قائلا ان "من الغباء" ان يقول رجل لزوجته انه لا يحبها.
واضاف ابو حمزة ان الرجل يمكن ان يغير رايه عدة مرات. وقال بلهجة الواعظ "ربما يحبها لاحقا او ربما هي الشخص الامثل له".
وتابع ان دراساته الهندسية شملت مركز التجارة العالمي الذي دمر في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر والتي اشاد بها، بالاضافة الى تاثير "التفجيرات" واعمال الهدم والتي استفاد منها لاحقا في حياته.
وقال ابو حمزة وهو اب لتسعة اولاد من ثلاث زوجات انه انتقل للاقامة في بريطانيا في 1979 عندما كان في ال21 "لانه تطلع الى حياة على النمط الغربي او الاميركي".
واضاف انه "اراد تحقيق احلامه كما في الافلام"، بعد ان نشا في الاسكندرية التي قال انها "قريبة جدا من ايطاليا" ومعتادة على الاجانب.
وفي لندن، عمل في مجالات عدة من بينها عامل استقبال في احد الفنادق وحارس في حي سوهو في بريطانيا كما "شارك في ادارة ناد للتعري".
وقال "اردت ان اجني المال وان استمتع"، ولاحقا تبين له ان هذه الاعمال "ليست اخلاقية".. واضاف انه نال شهادة في الهندسة المدنية بعد ان جمع ما يكفي من المال.
وعمل بعد ذلك متعاقدا في اكاديمية ساندهورست العسكرية، ولفت الى ان الامير هاري تدرب هناك.
ونسب اهتمامه الاول بالدين الاسلامي في 1982 الى زوجته البريطانية التي "كانت تريد اعتناق الدين باي شكل" كوسيلة حتى يمضي الزوجان مزيدا من الوقت معا.
وتابع انهما اشتريا نسخة من القران باللغة الانكليزية واقلعا عن التدخين. وتوقف خلال شهر رمضان عن ارتياد النوادي الليلية وتبين لنه انه "راق له ذلك".
ومع انه قال ان الكذب مسموح به في الاسلام في بعض الحالات، الا انه نفى ان يكذب امام المحكمة.
وقال "السجن ليس جديدا علي. اذا كان ثمن الحرية كرامتي فلا اريدها".
وقال ابو حمزة المصري انه بعد مهاجمة مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11سبتمبر 2001، ارادت القاعدة ان تشن في الاسابيع اللاحقة هجوما على حي كناري وورف للاعمال في لندن.
وفي محاكمة منفصلة الشهر الماضي بعدما شهد صهر اسامة بن لادن ساجد بادات (34 عاما) بشهادة جديدة عبر الفيديو من لندن روى فيها ان خالد شيخ محمد المخطط المفترض لهجمات 11 ايلول/سبتمبر اراد ان يهاجم لندن، وقال "اعتقد انه تم ذكر كناري وورف".
وعلى غرار مركز التجارة العالمي في نيويورك، يتالف هذا الحي في لندن من مبان شاهقة عدة.
وكان بادات التقى بن لادن في افغانستان وقضت مهمته بتفجير طائرة اميركية نهاية 2001 بواسطة متفجرات مخبأة في حذائه. وروى الاثنين ان اللقاء مع زعيم القاعدة انتهى "بعناق وتمنى لي التوفيق في مهمتي".
لكن بادات عاد وصرف النظر عن هذه المهمة واعتقل في بريطانيا العام 2003 حيث امضى في السجن ستة اعوام ونصف عام. وطلبت منه القاضية كاثرين فورست ان يدلي بشهادته شخصيا لكنه رفض مؤكدا انه سيعتقل اذا حضر الى الولايات المتحدة حيث لا يزال متهما بصلة بمؤامرة تهدف الى تفجير طائرات العام 2001.
واوضح بادات انه شاهد ابو حمزة مرتين في لندن، احداهما العام 1997 قبل ان يتوجه الى افغانستان حيث عمل لحساب القاعدة طوال ثلاثة اعوام بين كانون الثاني/يناير 1999 وكانون الاول/ديسمبر 2001. وتعرف الشاهد ايضا على اشرطة فيديو عثر عليها خلال دهم منزل ابو حمزة.
وانصت الامام السابق بهدوء الى شهادة بادات داخل القفص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى