هاجر الصوفي لاعبة اتحاد المرأة والمنتخب الوطني للمبارزة : أفتخر بأنني لاعبة منتخب وطني واليمن تاج على رأسي

> حاورها / شكري حسين:

> تظل ممارسة " الفتاة " للرياضة في اليمن محل تجاذب وخلاف دائم خاصة في مجتمعنا المحلي المحافظ، إلا أن عددا منهن استطعن كسر قيود " الرفض " وكوابح الممانعة التي وضعت أمامهن ، والتغلب بعزيمة وإصرار على جميع " المثبطات " والمعوقات التي اعترضت طريقهن إيماناً بحقهن في المشاركة وتأكيداً على أن " الابداع " والتميز في مجال الرياضة ليس حكراً على الرجال دون النساء ، ومن هنا جاءت انطلاقتهن في فضاءات الرياضة الرحبة ، ودليل على تأكيد حضورهن اللافت محلياً وخارجياً وأيضا شهادة إثبات لهن عنوانها " أن النجاح لا يعطى جزافاً ، وإنما يؤخذ بجدارة وينال بتضحية ".. ومن بين تلك الأسماء يبرز إسم لاعبة اتحاد المرأة والمنتخب الوطني للمبارزة " هاجر أحمد الصوفي " كفتاة قدمت نفسها في المجال الرياضي بصورة أكثر من رائعة سلوكا وحضوراً وتفاعلاً وأخلاقاً ومعاملة لتؤكد أن ليس " ثمة " ما يعترض مشاركة المرأة طالما وهي متمسكة بفضائل الأخلاق وتعاليم الإسلام الحريصة على التنشئة الصحيحة للرجل والمرأة على حدٍ سواء.
" الأيام الرياضي" كانت قد قررت أن تعمل مواجهة حوارية بين هاجر وزميلتها المتألقة "نادية البعداني" إلا أن امتحانات الأخيرة حالت دون إتمام المواجهة فتحولت إلى حوار أحادي مع اللاعبة هاجر التي أجابت وبصدر رحب عن كل الأسئلة التي وضعت أمامها ، فماذا قالت ؟ :
مرحبا بك في "الأيام الرياضي".
- مرحبا بك وبقراء الصحيفة الكرام.

من أين نبدأ ؟
- من حيث ما تريد.
جميل ، هل كنتِ تتوقعين يوماً من أنك ستصبحين رياضية ولاعبة مبارزة ؟
- لا لم أكن أتوقع ذلك ، ولا يستطيع أحدنا أن يعرف ما الذي سيحدث له غداً ، رغم شغفي وولعي الكبير بالرياضة منذ صغري إلا أن دخولي المجال الرياضي لم يكن في الحسبان.
منذ متى بدأت فكرة تعلقك بالرياضة ؟
- مثلما أسلفت كنت شغوفة ومحبه كثيراً للرياضة ، إذ بدأ تعلقي بها منذ الطفولة حيث مارست بعض الألعاب مثل ركوب الدراجات الهوائية وممارسة كرة القدم وبعض الألعاب الشعبية كالبيضة وزنكلوني في الحي والحارة مع إخواني وأبناء الجيران من الجنسين وبعدها كنت من أكثر الطالبات ولعاً بحصة الرياضة في المدرسة سواء الإعدادية أو الثانوية قبل التحاقي بكلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء ومشاركتي في عدد من المسابقات النسوية.
جميل جدا ً .. لكن لماذا اخترتِ المبارزة عن ما سواها من ألعاب؟
- لأنها لعبه أنيقة جدا وجميلة كمان وليس فيها عنف كما يتصور البعض أو شيء من الخشونة فهي لعبة استعراضية تعتمد على الحركة والخفة ومباغتة الخصم وهي لعبة النبلاء أو هكذا قيل عنها.
حدثيني بصدق هل مارستِ الرياضة دون علم أهلك ؟
- لا طبعا ، ولا يمكن أن أقدم على أي عمل إلا بموافقة الأهل خاصة الوالد والوالدة وهذا مبدأ تعلمته منذ صغري ولا يمكن أن أحيد عنه في يوم من الأيام.

إذاً تقبل أهلك فكرة أن تكوني رياضية ؟
- نعم وبكل أريحية ، بل إنني وجدت الدعم والمساندة التي لم أكن أتوقعها.
في مجتمعنا اليمني تبدو ممارسة الفتاة للرياضة أمراً صعباً .. أنتِ كيف تغلبتِ على هذه المعضلة ؟
- أريد أن أقول لك شيئاً : " أنا آخر ما أفكر فيه نظرة المجتمع وطالما وأنا مقتنعة بالعمل الذي أؤديه وبموافقة أهلي فليس هناك ما يدعوني للقلق ، كما أن الوالد والوالدة متعلمان ومن ذوي العقول الواعية فكان تشجيعهم لي ومساندتهم الحافز الذي يجعلني أمشي دون الالتفات لصغائر الأمور.
أفهم من كلامك أن طريقك كان مفروشاً بالورود ولم تكن هناك موانع أو تحفظات من أحد ؟
- لا أخفيك سراً .. كان شقيقي الذي يكبرني بسنة هو أشد المعترضين على دخولي مجال الرياضة بحكم تأثره بنظرة المجتمع وبما سيقوله الناس ، ولكن بحكم أن الوالد والوالدة وشقيقاي الأكبر مني ومنه كانوا جميعهم مؤيدين فلم يكن أمامه إلا القبول ، ثم تضحك وتقول : يعني " مكرهٌ أخاك لا بطل ".
هل تعتقدين أنك السبب أيضا في دخول شقيقتك الصغرى " ساره " مجال الرياضة ؟
- أكيد ما في شك في هذا ، " ساره " شقيقتي الصغرى وهي نديمة روحي ورفيقتي في كل مكان وبالتالي كان تأثرها بي أمراً طبيعياً ، بل ومنطقياً.
باعتقادك لماذا ينظر المجتمع المحلي للفتاة التي تمارس الرياضة بشيء من النظرة القاصرة ؟
- هذا لأن الغالبية وبكل أسف يعتقدون أن الفتاة حين تمارس الرياضة قد سلكت مسلكاً غريباً لم يعتد عليه مجتمعنا المسلم وهذا اعتقاد خاطئ وظالم ، لأن أخلاق البنت لا ترتبط بالعمل الذي تؤديه وحسب ، ولكنه مرتبط أساساً بسلوكها وطريقة تعاملها ومدى تمسكها بالأخلاق والفضائل.

لنترك أمر المثبطات هذه وأسألك : كيف تنظرين لمستواك وزميلاتك في البطولة العربية التي شاركتن فيها مؤخراً في الشارقة والدوحة ؟
- للأمانة أقول كان مستوانا جيد جدا إذا ما قارنا ذلك بحداثة تجربتنا في اللعبة والفترة القصيرة على ممارستنا لعبة المبارزة والتي لا تتعدى الأشهر، ومع ذلك نلنا الاحترام والتقدير وحصلنا على إشادات مدربي اللعبة وثنائهم على ما قدمناه رغم قلة خبرتنا ، والحمد لله على كل حال.
هل تعتبرين ذلك ملبياً لطموحاتك أنتِ وزميلاتك ؟
- بالطبع لا ، فطموحنا كبير وأمانينا أكبر ، لكن بلوغ الغايات وتحقيق الانجازات يحتاجان إلى صبر وجهد ومثابرة وهذا الذي سنسعى له في الفترة القادمة والتي نأمل فيها أن تتوفر لنا كل الظروف المناسبة حتى نتمكن من رفع إسم بلدنا في المحافل الخارجية لأن الأمرلا يرتبط بنا وحدنا كلاعبات ، وإنما بكل أطراف اللعبة في البلد.
كيف تنظرين لمستقبل لعبة المبارزة في اليمن وهل لديك طموح الاستمرارية ؟
- المستقبل إن شاء الله سيكون مشرقاً في حال قام كل طرف بتأدية الواجب الذي عليه، وشخصيا سأستمر ولن يحول دون ممارستي للعبة شيء، إلا في حال حصول أمر طارئ ، وعند توقفي عن اللعب سأستمر في مجالات أخرى لها علاقة طبعا بالرياضة كالتدريب والإدارة أو الطب الرياضي.
ما الذي تتمنينه مستقبلاً ؟
- أتمنى بكل تأكيد أن تتطور لعبة المبارزة في اليمن وأن أحقق طموحي بإحراز الميداليات لي ولوطني وأن أرفع إسم اليمن عاليا في المحافل العربية والآسيوية وهذا خط رسمته لنفسي وعندي من العزم ما أستطيع به أن أحقق آمالي بعون الله تعالى.
ما أفضل إنجاز حققتيه حتى الآن ؟
- حصولي على الميدالية البرونزية في البطولة العربية للمبارزة في الدوحة (فرقي سلاح الفلوريه)والقادم سيكون أجمل بإذن الله.
هل تشعرين أن اتحاد المرأة وفر الأجواء المناسبة لممارسة الرياضة ؟
- أكيد ، ولولا اتحاد المرأة والأستاذة نظمية عبد السلام ما كان للرياضة النسوية اثر خصوصا خلال العقد الأخير ، وللأمانة نشعر بامتنان كبير تجاهها لأنها فتحت أمام رياضة المرأة آفاقا واسعة وكانت سبباً في تطوير الرياضة النسوية ومشاركاتها الخارجية.
المدرب الجزائري " زبير عبدالسلام " .. هل تشعرين أن وجوده أضاف للعبة المبارزة في اليمن ؟
- الكابتن زبير لم يضف للعبة المبارزة ، بل هو من أسسها وأوجدها من العدم وبالتالي أي كلمة أقولها في حقه بكل تأكيد ستكون ناقصة أمام رجل أعطى لليمن وأحبها وأخلص لها ربما أكثر من أبنائها.
- لو طلبت منك توجيه رسائل مختصرة لكل من " نظمية عبدالسلام ، الزبير عبدالسلام ، شقيقتك ساره، وزميلاتك لاعبات المبارزة رهام وخيرية ونادية " ماذا ستقولين لهن ؟
تستعد للبدء في التمارين
تستعد للبدء في التمارين

- سأقول لـ "نظميه عبد السلام " : " شكرا لك على كل ما قدمتيه للرياضة النسوية في اليمن .. ولولاك ما كان لرياضة المرأة وجود ، فأنتِ أصل وفصل كل الحكاية ، لك مودتي وفائق احتراماتي " .. ولـ " زبير عبد السلام " سأقول : " كلمات الشكر بكل تأكيد لن تفيك حقك فأنت نعم الأب والمدرب وشكرا على كل جهودك وأعدك أن ثمار تعبك معنا ستؤتى أكلها قريبا ومعك سنرفع علم اليمن عاليا إن شاء الله " ولـشقيقتي ساره وزميلاتي ناديه وخيريه ورهام أقول : " أحبكن جميعاً وأرى قادم مستقبل المبارزة في أعينكن التواقة للنجاح واعلمن أن يدي في أيديكن سنشجع بعضنا بعضاً وسنواسي أنفسنا ، وسنكون معاً فخرا لليمن كما هو فخر لنا وتاج فوق رؤوسنا ".
بسرعة :
هل ندمتِ على دخولك مجال الرياضة ؟
- لا.
لماذا ؟
- لأنني مارستها عن قناعة تامة وبمباركة من الوالد والوالدة.
شخص كان له الفضل في دخولك مجال الرياضة ؟
- أمي حفظها الله.
هل تعتقدين أن الرياضة تتعارض مع طبيعة الأنثى ؟
- لا.. فهي وسيلة لبناء الإنسان صحياً وذهنياً وسلوكياً.
ألا ترين أن الرياضة ستشكل عائقا في حياتك الأخرى كأن تكوني أماً مثلاً ؟
- لا أعتقد هذا بل إنني أرى ذلك مفيدا لأي أم بحيث تتمكن من تربية أولادها بالشكل الصحيح.
كيف ؟
- المرأة الممتلئة نشاطاً وحيوية أقدر على تربية أولادها من المرأة الخاملة والكسولة.
لو خيروك بين الزواج والرياضة .. أيهما تختارين ؟
- كنت قد اخترت الرياضة عن الزواج .
والآن ؟
- ما أدري .. لكل حادث حديث.
كيف يمكنك التوفيق بين الرياضة والتزامات البيت ؟
- أعطي لكل مجال وقته.
هل تجيدين الطباخة ؟
- أكيد.
هل حصل أن أوكلت إليك أمك مهمة الطباخة وفشلتِ ؟
- تضحك وتقول : لا
وجباتك المفضلة ما هي ؟
- العريكه والزربيان العدني مع العشار طبعا.
هل تحبين متابعة الموضة ؟
- نعم ، كأي فتاة.
ولونك المفضل ؟
- الأسود.
من ينتقي لك ملابسك ؟
- أنا بكل تأكيد.
بعيداً عن الرياضة والتمارين أين تقضي وقتك؟
مع الأهل والأصدقاء والانترنت.
مبارزات اليمن
مبارزات اليمن

صديقاتك المقربات، من الوسط الرياضي ، أم من خارجه ؟
- من الجانبين.
اللاتي من خارج الرياضة :هل حاولت إحداهن إقناعك بتركها؟
- لا ، بالعكس هن يرين أنني محظوظة بتفهم أهلي وسماحهم لي بممارسة الرياضة والسفر أيضا ؟
بصدق: كم عدد أصدقائك في الفيس ؟
- "115" من الجنسين وغالبيتهم من الوسط الرياضي من داخل اليمن وخارجه.
والتلفاز ، هل له نصيب من وقتك ؟
أحيانا .. لكن أغلب الوقت على النت .
هل مارستِ لعبة أخرى غير المبارزة؟
- نعم كنت لاعبة كرة يد.
ولماذا تركتيها ؟
- لظروف خاصة.
- ما هي؟
- لا أحب أن أتكلم في هذا الموضوع ، أنا الآن لاعبة مبارزة وفخورة بذلك خصوصا وقد حظيت برفقة لاعبات أكثر من رائعات.
ما شعورك وأنتِ تسافرين لأول مرة ؟
- كان مزيجاً من الفرح والقلق .. فرح بتجربة جديدة ، وقلق لكوني المرة الأولى التي أفارق فيها أهلي.
الأولى الى أين كانت ؟
- إلى ايطاليا.
ما الذي تحرصين على شرائه أثناء سفرك ؟
- الألكترونيات.
هل من هدية خاصة تحبين جلبها للوالد أو الوالدة ؟
- ما في حاجه معينة يعني أي حاجه تلفت انتباهي وتكون مش موجودة في اليمن أسارع إلى شرائها.
أفضل بلد زرتيها ؟
- الجزائر.
لماذا الجزائر دون غيرها ؟
- كان كل ما فيها جميل جدا "الأجواء والطبيعة الخلابة ومثالية المعسكر والتمارين والمباريات التي شاركنا فيها وصور الترحيب والحفاوة التي قوبلنا بها" ..الخ.
أيهما أفضل: أن يكون مدرب الفتيات رجلاً أم إمرأة ؟
- كلاهما سواء ، والأهم الخبرة والكفاءة .
موقف أضحككِ ، وآخر أحزنكِ.
- المواقف المضحكة كثيرة ، لكن الموقف المحزن في حياتي هو تعرض الكابتن زبير عبدالسلام للإصابة في عينه أثناء قيامه بتدريب أحد الشباب في بطولة العرب بقطر عن طريق الخطأ.
شخص تحبين أن تبثيه أسرارك ؟
- لا يوجد شخص معين .
لماذا ؟
- تعلمت من الوالدة أن أحتفظ بأسراري ولا أطلعها لأحد.
مع زميلاتها لاعبات المنتخب
مع زميلاتها لاعبات المنتخب

أثناء خروجك للتسوق ، من هي رفيقتك ؟
- شقيقتي ساره ما في غيرها.
وأقرب الأشخاص إلى قلبك؟
- طبعا حبيبتي ساره ربما لوجود نقاط مشتركة كثيرة تجمعني بها سواء في البيت أو خارجه.
مدينة يمنية زرتيها .. وأخرى تتمنين زيارتها ؟
- زرت عدن وأعجبتني وأتمنى زيارة المكلا وجزيرة سقطرى أيضا.
ما هو طموحك في الحياة ؟
- إكمال دراساتي العليا في مجال تخصصي وتحضير التوفل في اللغة الانجليزية إن شاء الله .
شكراً هاجر.
- الشكر لك ولقراء صحيفة "الأيام الرياضي" الكرام.
بطاقة تعريفية :
الإسم : هاجر أحمد حمود الصوفي
العمر : 24 سنة
الصفة : لاعبة المنتخب الوطني للمبارزة
المستوى الدراسي : بكلاريوس تربية رياضية .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى