عمال النظافة بمطار عدن .. حقوق غائبة وشركات وهمية

> تقرير/ سليم المعمري

> يعاني عمال مظهر النظافة بمطار عدن الدولي من حرمانهم من المستحقات، فهم ـ كما يقولون ـ محرومين من التوظيف رغم عملهم لسنوات طوال.
يقول العامل لطفي عبدالمعين صالح ـ نظافة مظهر الطائرات ـ شرح معاناة العمال في مطار عدن والمتعلقة بحقوقهم، حيث قال: "نشكو من أسلوب شركة الخدمات الأرضية، كون الشركة تصرف لنا رواتبنا عبر مدير المحطة، وكل ما يتعلق بالعامل والعمل تتولى أمرها الخدمات الأرضية للمطار، وفي حالة المطالبة بالحقوق تتبرأ وتتهرب الشركة اليمنية للخدمات الأرضية من أي حق من حقوقنا"، موضحا بأنها تطلب منهم التواصل مع مدير الشركة التابعة لهم، والمقصود بها شركة "أبو وائل" حسب تعبير لطفي، الذي قال: "نحن لا نعرف أي شيء عن هذه الشركة، وهي شركة وهمية ليس لديها أي مكتب أو مندوب نتخاطب معه"، مؤكدا أنه ومنذ سبعة أعوام لم يتحصل على حقوقه، حسب تعبيره.
أما سامي نجيب، موظف نوبة، فتحدث من جهته عن مطالب العمال الحقوقية، لافتا إلى أنهم يريدون أن يشعروا بأنهم يعملون في شركة رسمية، ليعرفوا حقوقهم ومستحقاتهم، حسب تعبير نجيب، الذي أشار إلى وجود إهمال وتهرب من الجهات المعنية، وقال: "أنا منذ بداية عملي هنا قبل 7 سنوات ولم أتحصل على مستحقات أو علاوات، في الوقت الذي نعمل ونجتهد، ونقوم بالأعمال الشاقة، بالإضافة إلى أننا نقوم بمساعدة عمال (اليمنية) في مهام غير مهامنا، لعدم وجود عمال لها، إما بسبب الغياب أو النقص، وفوق كل هذا يقومون بتوظيف من لا يستحق التوظيف، وبالرغم من هذا عند المطالبة بحقوقنا (حق العمل باليمنية)، نتلقى تهديدات بالفصل والطرد.
فارس علي عبدالله با حميش، عامل بنظافة المظهر ـ بدا حديثه مختلفا عن أقرانه فيما يخص الأعمال التي يقومون بها، ليس فقط مع اليمنية، حسب الاتفاق، وإنما يأمرونهم بالعمل في نظافة مظهر الطائرات الأجنبية وبدون أية مستحقات، مما يزيد من متاعبهم ومن مشقة العمل، حسب تعبير با حميش، الذي أضاف: "وفي الوقت نفسه تقوم شركة (أبو وائل) باستلام مبالغ بالعملة الصعبة، ولم تقم بإعطائنا أي شيء سوى الإرهاق والتعب ببلاش، وهذا يعتبر من مخالفات العمل، لأنه إذا رفضنا الاستماع لهم سيطردوننا ويفصلوننا، وعند المطالبة بمستحقاتنا عند مكتب طيران اليمنية يقولون لنا هذه الشركة وهمية وليس لديها تصريح من وزارة العمل".
وعود زائفة
علي السليماني ـ من أقدم عمال نظافة مظهر المطار ـ فمنذ عشرة أعوام ولايزال بنفس الصفة، لا هو بالمتعاقد ولا هو بالموظف رسميا، حيث قال: أصبحت معلقا، فكل الوعود زائفة وكاذبة، وتتبخر كلما تحدثوا عن تعاقدنا أو توظيفنا.. وعبر "الأيام" أناشد رئيس الجمهورية بالاستماع إلى مطالبنا، والتوجيه بصرف كافة المستحقات والعلاوات، خصوصا مع تهرب شركة (أبو وائل) من صرف مستحقاتنا ما عدا صرف الراتب الذي هو 27 ألف ريال فقط، وكل ما نطلبه هو تسويتنا بزملائنا في مطار صنعاء الذين يتسلمون كافة المستحقات والعلاوات، بالإضافة إلى التأمينات التي تضمنها لهم شركة طيران اليمنية، بينما نحن من يصرف مستحقاتنا ليس اليمنية وإنما شركة (أبو وائل) الوهمية، حتى المكتب التابع لنا قمنا نحن بتأثيثه من رواتبنا، بسبب رفض الشركة إصلاحه من خلال توفير مكيف ومستلزمات المكتب".
من جانبه استهل عرفات علي عبدالله، عامل له أربع أعوام، كلامه مطالبا بتوفير التأمينات الاجتماعية والمستحقات والعلاوات وبدل سفر، كبقية الموظفين في نفس القسم في مطار صنعاء، الذين قال إنهم يتحصلون على كل الامتيازات، "في الوقت الذي تلقى على عاتقنا مهام جسيمة، وتتم محاسبتنا دون أن نحصل على أدنى المستحقات، حسب تعبيرعرفات، الذي أوضح قائلا: "على مدى تسعة أعوام يقوم صاحب الشركة الوهمية بتغيير اسم الشركة، فالبداية كان اسمها شركة (ناتكو)، وبعدها بسنوات تم تغييرها إلى اسم (رام) وفي السنوات الأخيرة غيرت إلى اسم شركة (أبو وائل)، والسبب في تغيير اسم الشركة هو التهرب من دفع مستحقات وعلاوات العمال في حال إذا وقعت مشكلة مع العمال وتم الاستغناء عنهم، فيقوم العمال بمطالبة حقوقهم من الشركة بصرف فيقال لهم هذه الشركة وهمية"، حسب إفادة عرفات.
فايز نجيب، خريج جامعي وعامل بنظافة مظهر الطائرات منذ تسعة أعوام دون توظيف، كما يقول.. وأشار إلى أنه تم إضافته وزملاءه إلى طرف ثالث، حيث تصرف الرواتب من قبل اليمنية، والتي بدورها تحيلهم إلى شركة (أبو وائل) لصرف المرتبات، لافتا إلى أنه تم طرح الموضوع على اليمينة، متسائلا "لماذ لا يتم إعطاؤنا حقوقنا أسوةً بالزملاء في صنعاء الذين البعض منهم متعاقد والبعض الآخر موظف بشكل رسمي؟"، مبديا استغرابه مما أسماه "الفرق ما بين صنعاء وعدن"، على الرغم من أن الأعمال التي يقوم بها العمال في مطار عدن تفوق الأعمال التي يقوم بها العمال في صنعاء بعشرات المرات، حسب تعبيره، مؤكدا أن زملاءهم في قسم المظهر بطيران "السعيدة" لديهم أسطول من طائرتين ويتعاطون رواتب تقدر بخمسين ألف ريال، غير الحوافز والعلاوات، أما عمال اليمنية يعملون في جميع الطائرات اليمنية والأجنبية أو أية طائرة خاصة تنزل بمطار عدن، ويستلمون فقط 27 ألف ريال، ومن غير مستحقات ولا علاوات ولا وبدل سفر ولا تأمينات ولا رعاية صحية.. حسب تعبيره.
عبدالحميد أحمد حميدان، رئيس نقابة عمال قسم مظهر الطائرات بمطار عدن الدولي، أوضح أن هناك 22 عاملا لم تعط لهم حقوقهم، رغم خدمتهم الطويلة، حسب قوله، والذي قال: "إن الأولى أن يتم توظيفهم بدلاً عن أصحاب الوساطات القوية الذين لم تتجاوز فترة وجودهم العام، فيما العمال تتراوح خدمتهم ما بين 13 إلى 14 عاما كحد أدنى"، مطالبا الجهات المختصة بمنح التعاقد أو تثبيت العمال أسوةً بزملائهم في مطار صنعاء الدولي، الذين يستلمون كافة المستحقات، بالإضافة إلى التأمينات الصحية وغيرها".. مناشدا رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل ورئيس مجلس إدارة المطار النظر إلى أبناء عدن، لما يتعرضون له من إقصاء وتهميش من قبل شركة (أبو وائل)، التي وصفها بـ (الشركة الوهمية).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى