شاعر الاغاني العدنية علي أمان

> الفن «الأيام» د. شهاب غانم :

>
فينك وفين ساكن
يا حلو يا فاتن
وكنت في قلبي
بين الحشا كامن...
فينك
*****
أهواك أنا أهواك
والعين تتمناك
بالروح أنا افداك
يا حلو يا فاتن
هذه كلمات هي مطلع اغنية (فينك) من لحن وغناء الفنان الراحل احمد بن احمد قاسم، وهي من تأليف الشاعر اليمني العدني علي عبدالله جعفر أمان، وهو شاعر يكاد يكون كل نتاجه الشعري المعروف باللهجة العدنية. فكتب كلمات الأغاني ولحنها وغناها عدد كبير من الفنانين منهم خليل محمد خليل، أحمد بن احمد قاسم، يحيى محمد مكي، محمد مرشد ناجي، ياسين فارع، محمد سعد عبدالله، عبدالرحمن باجنيد، أحمد السيندار ، حسين فقيه، وفتحيه الصغيرة.
ومن اغانيه الشهيرة من لحن وغناء يحيى محمد مكي اغنية (ياريت ما كان اللي كان) التى تقول في مطلقها :
ياريت ماكان اللي كان
ولاعرفتك من زمان
ولاهويتك يا فلان
يا من خدع قلبي وخان
يا ريت قلبي ماسهر
ولاعرف ايش الغرام
واليوم با بكيك يا قمر
والدمع من عيني حرام
والشاعر على عبدالله أمان ينتمي الى أسرة معروفة بالشعر والفن، فعمه الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان ، صاحب الدواوين الكثيرة مثل "بقايا نغم" "الدرب الأخضر"، إليكم يا إخوتي" الخ ...
وكان أيضاً رساماً موهوباً ومدرساً قديراً درست على يديه مادة التاريخ في المدرسة الابتدائية ، ثم ايضاً في مرحلة الثانوية ... ومن أعمام علي أمان الموهوبين نجيب جعفر أمان وكان يكتب الشعر ، وفتحي جعفر أمان الذي كان يدرس مادة التربية الفنية في عدد من المدارس .
وقد بدأ علي أمان كتابة كلمات الأغاني في سن مبكرة فهو من مواليد عدن عام 1937.. وقد بدأ كتابة الاغنية العدنية عام 1954 .. وهو مازال طالباً في الكلية الفنية في مدينة المعلا التي حصل منها على الدبلوم الفني عام 1955.. وكانت الأغنية العدنية قد بدأت قبل ذلك ببضعة سنوات نحو عام 1955 ببضع أغاني من تأليف الدكتور محمد عبدة غانم، ومن تلحين الفنان القدير خليل محمد خليل الذي غنى لعلي أمان بعد ذلك في منتصف الخمسينات أغنية " ردي جواب " التى تقول بداية أبياتها :
ردي الجواب
على الخطاب
شهر وسنة
طال العذاب
هذا حرام
خلي الخصام
قلبي يهيم
بعد الجواب
وتتجلى من هذه الكلمات والنماذج السابقة بساطة اللغة التي يستعملها علي أمان ... فهو ليس صاحب ثقافة ادبية كلاسيكية متخصصة ، وإنما همه الاول كتابة كلمات يستريح لها المستمع العادي في مجتمع عدن في تلك الفترة ( أي في الخمسينات ) وكانت فترة نعمت فيها عدن بالاستقرار السياسي وحرية التعبير .. فانتشرت فيها الصحف وازدهر فيها الفن والاغاني .. كما ازدهرت فيها التجارة والاقتصاد .. وكانت عدن تتجه نحو التطور في التربية والتعليم والخدمات الاخرى والانتخابات السياسية .. وأصبحت اهم الموانئ في العالم .. بل تحتل المركز الثالث على مستوى العالم في عدد السفن التي تدخل الميناء ... ورافق ذلك ارتفاع في مستوى المعيشة والثقافة مقارنة بكثير من انحاء الجزيرة العربية ... بل كان ينظر لها - لعدن - في تلك الفترة على انها نموذج متقدم للمنطقة على الرغم من انها كانت ترزح تحت الاستعمار البريطاني . هذا الرخاء الذي كانت تنعم به عدن تصوره كلمات الاغاني العدنية في تلك المرحلة ومن ضمنها كلمات علي أمان الذي يقول في أغنية " ريتك" من لحن وغناء ياسين فارع :
ريتك تجي ريتك
ياللي على بالي
من يوم ما حبيتك
غيرت لي حالي
يا حلو راضيتك
ياحلو لا تخلف
في قلبي خبيتك
والأهل ما تعرف
القلب ذا بيتك
ياللي هَناك عيدي

الى أخر الأغنية ...
وقد رأس علي أمان تحرير مجلة فنية عنوانها "أنغام" منذ صدورها في يناير عام 1959 في عدن وهي أول مجلة فنية في اليمن بل في الجزيرة العربية والخليج وكان في نفس الوقت يعمل صحفياً في صحيفة " اليقظة" للصحفي المعروف عبد الرحمن جرجرة الذي صار فيما بعد أحد وزراء حكومة إتحاد الجنوب العربي، وكان علي أمان ينشر كلمات اغانيه في " اليقظة" تم نشرها في مجموعة بعنوان " انغام " اغاني عدنية عام 1955 في مطبعة اليقظة تم أعاد طبعها عام 1958 في "القاهرة" من خلال الناشر عبد الحميد حاج عبادي الكتبي في عدن، ثم بعد قرابة نصف قرن عام 2001 أعاد طباعه المجموعة للمرة الثالثة .. من خلال مركز عبادي للدراسات والنشر في صنعاء، وهو مركز يعود إلى بعض أبناء عبدالحميد حاج عبادي نفسه.
ومن الأغاني المعروفه أغنية " أهل الهوى" التى لحنها وغناها الفنان عبد الرحمن باجنيد الذي هاجر من عدن في أوآخر الستينات وانتقل الى هولندا حيث بقي فيها يعمل في إذاعتها حتى وفاته .
تقول الأغنية :
أهل الهوى ياهل الهوى
في حبكم قلبي إنكوى
وان شي معاكم لي دواء
جيبوه لي ياهل الهوى
يقول الناقد والباحث الفني الراحل شكيب عوض في الطبعة الثالثة في مجموعه "أنغام" ... وكان أستاذ علي أمان واحداً من شعراء الاغنية البارزين الذين ساهموا في تقديم الاغنية العدنية في بداية تخلقها ... واوصلها الى بر الامان .. حيث عبر عن اسمى معاني المشاعر الوجدانية بلهجة محببة الى النفس تدخل القلب دون استئذان، ونجح في تطويع مفردات اللهجة العدنية وعبر بها ذلك التعبير السلس المشحون بالعاطفة الفياضة وصاغ منها أغان رائعة مازلنا نرددها الى اليوم.
أما الاديب القاص أحمد شريف الرفاعي فقد أشار في مقدمة الطبعة الثانية " صديقي علي أمان شاعر بالفطرة .. وانت تقرأ " أنغام" ستجد علي أمان مبعثراً في كل قصيدة وفي كل أغنية ...
غنت له فتحية الصغيرة لحن حسن فقيه أغنية " ياغايب" التي يقول فيها :
ياغايب كم بتغيب
ياغالي يا عز حبيب
ليش القلب دا بيطيب
ياغالي وكم بتغيب
ويقول الشاعر الكبير الراحل محمد سعيد جرادة عن علي أمان بعد صدور الطبعة الاولى من مجموعه أنغام
"الزميل علي أمان فنان صغير السن رقيق القلب غض الشباب .... وقد أخلص للاغنية العدنية اخلاصاً جعله يقف على ترقيتها وتطويرها جهداً ووقتاً كبيرين وأكثر ماينظمه أغان فيها بساطة لفظية واضحة، وفيها مشاعر حارة وعواطف عميقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى