تلسعنا حرارة الصيف

> د. سمير عبد الرحمن شميري:

>
تساوقاً مع ارتفاع درجة حرارة الصيف، تزداد انقطاعات الكهرباء، وتسبب مشاكل جمة منها : موت بعض الأفراد، تعطيل أشغال الناس، تعطيل الدراسة، مظاهرات واحجاجات وسقوط قتلى وجرحى، زيادة حدة المشاكل الصحية والنفسية، أعطاب في المستلزمات الكهربائية المنزلية والتجارية والطبية والخدماتية.
تذهب السنون، وترجع الفصول، ويتواصل الوجع والقلق والانقطاعات ونعيش على وقع الوعود والتمنيات التي تتكرر عاماً بعد عام.
فمنذ سنوات خلت كنا نغني ونبتهج بتباشير المحطة الكهربائية النووية التي أضحت سراباً وخسرت الدولة مليارات الدولارات، دفعتها لشركات وهمية وتواصل ألم المواطن.
صفقنا لمحطة مأرب الغازية عام 2009م، على أمل أن تحل مشكلة الكهرباء وتحطم حلمنا عندما عادت حليمة إلى عادتها القديمة. وكل يوم نسمع أخباراً منها :-
احتراق التربونات في المحطة الكهربائية، نقص في الوقود والديزل، سرقة الكيبلات وأسلاك الكهرباء، محاصرة القبائل لمحطة مأرب الغازية، التقطعات القبلية لقاطرات النفط والديزل التي تمون المحطات الكهربائية، إبرام عقود لإنشاء محطات كهربائية جديدة وأخرى لشراء الطاقة، اختطاف سيارات الكهرباء، مظاهرات واحتجاجات لعمال الكهرباء، إطلاق النار على منصات الكهرباء واستخدام الخبطات الحديدية لقطع أسلاك الكهرباء.
تدهشنا جرأة أبطال مسلسل التفجيرات، والاختطافات، والحرابة، والخبطات الحديدية، ومطلقو الأعيرة النارية على منصات الكهرباء، عندما يطلون علينا من على شاشات التلفاز والقنوات الفضائية، ويعلنون للملأ مسؤوليتهم عن تدمير منصات الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز فأبطال هذا المسلسل التراجيدي الحزين كثيرون ومنهم :-
أمين زعبل، حمدين بن صالح سمرة، زين عبد الله القطراني، ناجي أحمد حسن بحيح ، سعيد حذيفان، عبد الله عوشان، عبد الله حذيفان، ناجي حسن المكندة، صالح بن نادر كعلان،حريقران، كلفوت، علي حمود الشعيبي، ناجي حسن حفرين، عبد المحسن مجلد، هادي مثنى، علي القحطاني.
ولأول مرة في تاريخ تفجيرات أنابيب النفط والغاز، تقوم فتاة من صرواح م/مأرب بتفجير أنبوب النفط يوم السب 2014/5/17م وتدعى / ريسة صالح الردماني. وانتقلت شرارة هذه السلوكيات المهووسة إلى مدينة الضالع ومديرية جحاف، حيث قام شخص يدعى أحمد محمد مقبل يوم الخميس الموافق 2014/5/22م ، باطلاق النار على محطة الكهرباء ، وآخر على أسلاك الكهرباء في جبل جحاف.
إخواني لاتقلدوا التصرفات السيئة مهما بلغ حجم الظلم الواقع عليكم في السراء والمسغبة، إن هذا التقليد الأعمى يضركم أولاً ويضعف قضيتكم العادلة، فلا تنزلقوا في ممارسات غير محمودة.
وللعلم أنه تم الاعتداء على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط والغاز عام 2013م، 487مرة، وضربت أبراج الكهرباء 250مرة، وخسرت الدولة جراء هذه الاعتداءات 4،7 مليار دولار.
لقد تحولت حياتنا إلى ظلام دامس تلسعنا سياط الفوضى وحرارة الصيف، وتعذبنا الانقطاعات المستمرة للكهرباء التي تقلب حياتنا رأساً على عقب، فلا نستطيع العيش حياة طبيعية مثل كل الناس في بقاع المعمورة.
لو أن العالم الايطالي اليساندروفولتا (مخترع البطارية الكهربائية)، والعالم الفرنساوي أندرية أمبير (مخترع التيار الكهربائي)، عاشا في زماننا لبكيا على أحوالنا المهجونة بالشقاء والفوضى، فقد تحولت الكهرباء من أداة لنماء وسعادة الإنسان إلى وسيلة لقهر وإذلال الإنسان وعرقلة مسيرته التنموية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى