في دائـرة الضـوء..جاسكـوين " الأميـر المهرج " ..!

> في طفولته تعرض لبعض المواقف التي فصلت الكهرباء - على ما يبدو - من مخّه فقد شاهد أحد أبناءحارتهم تنفجر به سيارة مفخخة ،ووالده ، أيضاً ، تعرض لسكتة دماغية، ورقد في المستشفى لما يقارب السنة بلا حراك.
هذا الطفل هو( بول غاسكوين)، وهو مجنون لدرجة أن الجميع كان يتمنى أن تأتيه ضربة،قوية في رأسه لربما جعلته عاقلاً، حينما كان بالرابعة عشر من عمره، كان قد فعل كل ما سيفعله المراهق ، والشاب ، والعجوز.
كان قد سرق، وأدمن الخمر، ولعب القمار ،وتشاجر مع العالم كله قبل أن يشاهده وقتها أحد كشّافي نادي (نيوكاسل)ويأخذه للنادي ليلعب مع درجة الشباب ،وهو في عمر أصغر من هذه الدرجة.
في الصباح لم يكن يفعل شيئاً في المدرسة سوى التدرّب على توقيعه ، وحين سأله الأستاذ ماذا يفعل؟ قال: سأصبح مشهوراً ،وأوقع للجماهير.. هكذا كان رد بول الصغير على أستاذه في حينه، وعلى الرغم من أهداف (بول غاسكوين )القليلة في مسيرته الكروية ،إلا أن أغلبها سينمائي ،ومدهش.
كانت مشكلة (غاسكوين) أو (الأمير المهرج) مع الإصابات مشكلتين: إنها إصابة، وإنها تعيده لمعاقرة الخمر مما يؤدي لزيادة وزنه، وهبوط لياقته بشكل سيء جداً.

انتقل إلى توتنهام بصفقة تاريخية وقتها (2،3 مليون جنيه استرليني) رغم منافسة ماشستر يونايتد- نيوكاسل ،لم يكن ليبيعه أصلاً لولا جنونه المستمر، حتى أنه دهس في يوم من الأيام رجلاً بسيارته ثم كسّر السيارة ليوهم الشرطة أنها مسروقة!
جنّة كرة القدم، إيطاليا، لم تكن لتفوّت فرصة عدم جلب لاعب مثل "الأمير المهرج" إليها، فطلبه رئيس نادي (لاتسيو) رغم نصائح الجميع بعدم التعاقد معه، وكان (غاسكوين )فصيحاً جداً بما يخص المؤتمرات الصحفية واللقاءات التلفزيونية، وفي إجابة على أحد الاسئلة تجشّأ على المكرفون فقط ،واكمل طريقه! وفي إحد المباريات سرق غاسكوين الكرت الأصفر من جيب الحكم ليرفعه عليه.
وفي مباراة مشحونة أخرى، رفع الحكم الكرت الأصفر على أحد اللاعبين فأدخل (غاسكوين )وجهه في إبط الحكم ليشمّه وأظهر وجهه علامات القرف من الرائحة ،ورغم اكثاره في عملية إخراج لسانه على الخصوم واستفزازهم بطرق غير مشروعة إلا أنه كان محبوباً لجماهير ولاعبي الفرق التي ينتمي إليها؛ كان مجنوناً لدرجة أن الصحافة لم " ترفع القلم " عنه أبداً.
بعد مباراة مع فريقه سأله صحفي نرويجي عن مباراة بلده المقبلة ضد النرويج فقال: له بإنهم مجموعة حثالة!
وإن كان البعض يعتقد أنه مجنون فقط أمام الكاميرا فليسأل البودي غارد ،الذي عينته إدارة (لاتسيو)، لحمايته ،وماذا فعل به (غاسكوين )في أول يوم إلتقيا به؟
فتح (غاسكوين) نافذة الشقة ووضع حذاءه على طرفها ،وصرخ، ثم اختبأ في الخزانة، حين دخل البودي (غارد) للشقة ورأى المنظر أصيب بالجنون ظناً منه انه إنتحر.. والحقيقة أن "نبوءة" البودي غارد تحققت فيما بعد، فقد حاول (غاسكوين) الإنتحار مراراً بعد إعتزاله - ولكن لاعب عظيم ،و -منتحر- فاشل ،على ما يبدو أمران محزنان أكثر من كونهما مثيران!
فشلت كل المصحّات في العالم من علاج (غاسكوين )من إدمان الخمر، وبسبب الخمر انفصل عن زوجته بعد زواج طويل جداً (كما يدّعي) مدته ستة سنوات.
هذا هو بول غاسكوين، اللاعب الوحيد الذي لسنا بحاجة لجهاز فيديو حين نتكلم عنه.
*** جاسكوين تاجراً للمخدرات!؟
هذا ليس عنواناً لفيلم سينمائي مثير، أو "مانشيت" لخطف الأبصار، لكنها مأساة حقيقية للاعب كان مرموقاً في نهاية الثمانينات حتى منتصف التسعينات، وأحد أفضل صانعي اللعب في تاريخ الكرة الإنكليزية، وتقول قصته المأسوية إنه تحوّلت تحوّلاً كاملاً إلى بيع المخدرات، بما فيها الحشيش والماريغوانا، في شوارع هولندا، نظراً لأنه مصرح في تلك الدولة الأوروبية ببيع المخدرات علناً.

وما كشف موضوعه هي مصادر صحافية بريطانية امتنعت عن ذكر اسمه لأسباب قانونية بحتة، لكنها أشارت إليه بإشارات لا تخلو من مغزى مهم، فهو اللاعب الإنكليزي الوحيد الذي بكى بدموع حارة بعد خروج بلاده من مونديال 1990 أمام ألمانيا.
ويبدو أن فشل (جاسكوين) في عدد من الأعمال التي قام بها، بما فيها تسويق المنتجات الرياضية وكالة اللاعبين، أجبره على امتهان هذا العمل، ربما لأنه الوحيد الذي يفهم فيه و يجيده.
وما كشفه كان خبرا لصحيفة هولندية، نقلاً عن أحد مشجعي فريق فينوورد روتردام المنافس لنادي تفينتي انشخيده، الذي عيّن الإنكليزي ستيف ماكلارين مدرباً جديداً له، حيث قال هذا المشجع: كيف يعيّن هذا النادي "الحقير" مدرباً إنكليزياً بينما مواطنه (جاسكوين) يبيع المخدرات علناً في شوارع منطقة "هارليم" الشهيرة في العاصمة الإدارية أمستردام؟! ونظراً لأن أسلوب السخرية متبع بشدة في هولندا، فإن الصحيفة الهولندية نشرت الخبر نقلاً عن المشجع، والتقطه الإعلام الإنكليزي الذي أكد أن لاعباً مرموقاً من المنتخب الإنكليزي عام 1990 شوهد يبيع المخدرات علناً في شوارع أمستردام، ونظراً لأن هذا البلد يبيح الاتجار في المخدرات بلا ملاحقة جنائية، فإنه وجد العمل الذي يريد! وامتنعت الصحيفة عن ذكر اسم اللاعب طبعاً، لكنها أشارت إلى الدليل الدامغ على أنه بول جاسكوين، وذلك حتى لا يرفع اللاعب دعوى قضائية عليها لحاجته إلى المال.
هذا.. وعلى رغم أنه جنى أموالاً كثيرة من كرة القدم، إلا أنه صرف كل هذا في صالات القمار ،وعلى ملذاته من إدمان الكحول والمخدرات، ويكفي معرفة أنه لقي مصير الطرد من توتنهام بسبب الإدمان على الكحوليات، فتحوّل إلى (لاتسيو الإيطالي)، وهناك لم يتمكن من التخلي عن عاداته المقيتة فتم إنهاء تعاقده بعدما لعب 43 مباراة، وعندما لعب في رينجرز الأسكتلندي كان يشرب الكحوليات بإفراط، فتم طرده بعد تحذيره ثم إنذاره مرات عدة، وأقام دعوى قضائية ضد النادي الأسكتلندي لكنه خسرها، وخسر معها الكثير من المال.

ثم ذهب إلى ميدلسبره الإنكليزي الذي يطلقون عليه "نادي الجينه"، لأن لاعبيه يتوجب عليهم تناول البيرة السوداء المنتشرة في إنكلترا قبل أي مباراة ،أو تدريب، نظراً للبرودة القاسية، لكنه في هذا النادي بدأ في الإفراط في تناول المخدرات ما أدى إلى إيقافه أكثر من مرة، ثم الاستغناء عنه، ليتنقل بعد هذا بين أندية عدة إلى أن اعتزل في نادي بوستون يونايتد الأميركي عام 2004، ليدخل في سلسلة من الأحداث المؤسفة، منها الاعتداء بالضرب المبرح على زوجته شيريل ما أدى إلى طلاقهما، ثم قامت هي بالإبلاغ عنه أنه يتاجر في المخدرات، لكن الشرطة عجزت عن توفير الدليل على ما يقوم به، وهكذا سارت حياته إلى أن أصبح تاجراً رسمياً للمخدرات، ليس في وطنه وإنما في البلد المجاور هولندا، ربما حتى تسمح بريطانيا رسمياً بتجارة من هذا النوع!
يذكر أن جاسكوين فشل في أن يكون معلقاً ،أو محللاً للمباريات، لأنه "يتأتئ" في الكلام ولا يمكنه تكوين جملة واحدة سليمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى