الجزع .. الهبوط الحزين !

>
ناصر الساكت
ناصر الساكت

هبط فريق الجزع ممثل محافظة المهرة الوحيد في دوري الدرجة الثانية إلى غياهب (جب) الثالثة، حيث لا (بترول) ولا (ديزل) ولا يلعبون، إثر خسارته من فريق العين بأبين في مباراة فاصلة أكدت (معطياتها) أن الفريق الخاسر لم يكن سيئًا.
* هبوط الجزع أحزنني (مرتين) .. الأولى: لأن الفريق الأزرق - الذي يتخذ من قلب مدينة الغيضة معقلاً له - كان خير سفير للمهرة في (دولة)، أقصد (دوري) الدرجة الثانية .. كان ندًا قويًا لجميع الفرق – رغم فارق الإمكانيات وواقع الحال الصعب - ولم يكن لقمة (سائغة) أو مجرد (كومبارس) .. وأثبت لاعبوه قدراتهم الفنية ومواهبهم الكروية أمام أندية عريقة من عيار الوحدة صنعاء وعدن وأهلي الحديدة وشباب البيضاء وغيرها .. قدموا مباريات كبيرة، ونتائج إيجابية أكدت باللغتين (المهرية والعربية) أن أندية المهرة لم تعد جميعها تستحق لقب (درجة ثالثة أو حتى عاشرة) وآن لها أن تُغادر (خانات) الظل و(دوائر) الإهمال، وأن يُلفت إليها بعين الاحترام والاهتمام !! .. والثانية: إن خبر الهبوط - الذي استقبلته الجماهير الرياضية بعلامات الحسرة والقهر والألم – حل بردًا وسلامًا على السلطة المحلية دون أن تبدي أسفًا أو غضبًا أو أدنى (تعاطٍ) مسئول لعله يخفف من وطأة (الكارثة)، ويعطي ربما أملاً بأن السلطة مهتمة بالشأن الرياضي، وإن غابت عن دعم ومؤازرة الفريق أثناء خوضه منافسات الدوري وتركته وحيدًا.
* هبوط فريق الجزع .. حطَّ على رأس الشارع الرياضي بالمهرة كـ(الصاعقة)، فهناك من الرياضيين من ألتمس العذر للفريق الأزرق ولاعبيه (المهرة) بالنظر إلى دلالات افتقار الفريق لأبسط المقومات، وشحة الإمكانيات، وغياب الدعم والاهتمام، ومنهم من عبر عن حزنه وألمه وحتى (يأسه) مرددًا مع الشاعر سعيد مبخوت أبو صادق (شيب الرأس وأنا في بداية شبابي)!!.
* نعم .. هبوط فريق الجزع مؤلم وموجع وقاسٍ، خاصة وأنه جاء في وقت كانت الجماهير الرياضية تتطلع بأمل أن يُعزز هذا التواجد بفريق مهري ثانٍ تمهيدًا للصعود لدوري الأضواء، ودائمًا الطموح حق مشروع، على أساس أن الفريق تألق كثيرًا الموسم الماضي، وكرر هذا التألق والحضور القوي هذا الموسم غير إن ظروفًا وعوامل عدة أثرت على معنويات اللاعبين.
* ويبقى التأكيد على حقيقة أن نادي الجزع كسب (خبرة) اللعب مع الكبار، وفريقًا رائعًا ومتجانسًا ولاعبين جيدين وموهوبين يستطيعون تقديم الكثير والمثير، يجب الاهتمام بهم دعمًا وتشجيعًا وتأهيلاً !
* على أي حال .. يجب على إدارة النادي أن تستفيد من (الدرس) بالبحث في أسباب الهبوط، ودراسة وتشخيص المشكلات، وإيجاد الحلول والبدائل الممكنة، وبالتالي تحويل عثرة (الهبوط) المريرة إلى ثورة عاصفة من النشاط والحيوية استعدادًا لبدء رحلة العودة مجددًا للدرجة الثانية!.
* ختامًا .. إن القلب ليحزن و(العين) لتدمع، وإنا على هبوط فريق الجزع لمحزونون !!.
***** وقفة:
أبارك لفريق العين نجاحه بالبقاء في دوري الدرجة الثانية كواحد من أفضل الفرق الطامحة التي انتزعت الاحترام والتقدير، وفي إمكان القائد العيناوي سليم مقبل ورفاقه صناعة المزيد من النجاحات والإنجازات التي من شأنها أن تُعيد لرياضة أبين شيئًا من ابتسامتها المفقودة !!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى