السفير الأمريكي سأدعم وبقوة أجندة الإصلاحات

> صنعاء «الأيام» خاص:

> تعهد السفير الأمريكي الجديد في اليمن "ماثيو تايلر" بتوسيع مصالح الولايات المتحدة في اليمن والمنطقة، وذلك في اول خطاب له منذ تسليمه أوراق اعتماده الاربعاء الماضي الى وزارة الخارجية اليمنية،لاعتماده كسفير للولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن بعد ان كان سفيراً لواشنطن في الكويت، قبل أن يتم اختياره من قبل البيت الأبيض ليخلف السفير الامريكي السابق في صنعاء جيرالد فيرستاين.
وأكد السفير الأمريكي الجديد باليمن في كلمة له أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي ، ان تعزيز التعاون الأمريكي مع اليمن في المجال العسكري ومواجهة القاعدة سيكون من أهم أوليات عمله ومن أبرز المهام التي سيعمل على تحقيقها خلال توليه المنصب ورؤيته تجاه اليمن.
"الأيام" حصلت على نص الكلمة التي ألقاها السفير الامريكي الجديد والتي تعتبر أول خطاب له بعد تعيينه سفير لواشنطن بصنعاء في 13 فبراير 2014 م.. وجاء في الكلمة:
السيد الرئيس، كارن، السيد النائب، أعضاء اللجنة:
إنه لشرف لي أن أكون بينكم اليوم في الوقت الذي رشّحني فيه الرئيس أوباما سفيراً لبلادي لدى الجمهورية اليمنية.
أنا مُمتن لترشيح الرئيس لي، وكذلك لثقة وزير الخارجية السيد كيري الدائمة بي.
إذا تم اعتمادي، فسوف أعمل بحزم على الارتقاء بمستوى السياسة الخارجية ومصالح الأمن الوطني الأمريكي في اليمن.
ولخدمة هذه المصالح الأمريكية، فإن من أهم أولوياتي دعم الشعب اليمني في عملية الانتقال نحو الديمقراطية، معززاً التعاون الأمريكي في المجال العسكري مع الحكومة اليمنية من أجل إرساء استقرار أكبر على المستوى الإقليمي والدولي ومواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة.
وبالطبع أيضاً، فإنِّي سأعمل على ضمان أمن وسلامة الأمريكيين وموظفي السفارة.
السيد الرئيس، تتمتع الولايات المتحدة بشراكة وثيقة ومُزدهرة مع اليمن، واليمن اليوم تخوض بنفسها عملية انتقال تاريخي. ومنذ توقيع المبادرة الخليجية في نوفمبر 2011 أنجز الشعب اليمني ما كان يعتبره الجميع مستحيلاً.
وتحت قيادة الرئيس هادي، شرعت اليمن في جهود جادة في مجال الإصلاحات بغرض تلبية احتياجات المواطنين وتسهيل الوصل إلى العملية الديمقراطية والمساهمة بشكل أكبر كشريك في تعزيز الأمن الإقليمي.
إذا تم اعتمادي، فسأعمل على توسيع انخراطنا الكبير لمواصلة الدّفع بعملية الاصلاحات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، لمساندة العملية الانتقالية وهو ما سيدعم سياستنا الخارجية ومصالح الأمن القومي بوجود يمن ديمقراطي آمن ومستقر.
إن نجاح العملية الانتقالية في اليمن لن يؤثر فقط على مصالحنا في المنطقة، بل أيضاً على أمننا الداخلي، في وقت تطوّر فيه الحكومة اليمنية من قدراتها لمواجهة أي تهديد من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية واستئصال جذور التطرّف العنيف من خلال قدرة ساندة تلبِّي الاحتياجات السياسية والاقتصادية والإنسانية لليمنيين.
وفي يناير 25، حقق اليمنيون انجازاً كبيراً شكل حجر الزاوية الأساس في العملية الانتقالية وهي اختتام مؤتمر الحوار الوطني.
وقد ضم الحوار ولأول مرّة ممثلين عن مختلف ألوان الطيف الاجتماعي اليمني، من النّخب السياسية، قادة القبائل، المرأة، الشباب، المجتمع المدني ومن الجنوبيين والأقليات الدينية، التقوا جميعاً لمناقشة المستقبل السياسي للبلاد. وقد مثل هذا الحوار تحولاً كبيراً في السياسة اليمنية.
إذا تم اعتمادي، فسوف أعمل على ضمان استمرار هذه الأصوات المختلفة في العملية السياسية، وخصوصاً أن هذه الأصوات ترتفع دائماً تنادي بالمساواة والازدهار وحقوق المرأة والطفل والجماعات المهمّشة الأخرى.
وسأعمل أيضاً على ضمان احترام وحماية حقوق المرأة والطفل وكافة الأفراد في اليمن.
وفي الوقت الذي تعمل فيه اليمن على صياغة مستقبلها، فإني سأعمل على ضمان بقاء الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وخصوصاً دول الخليج إلى جانب جهود اليمن، بالرغم من عدد مناطق التوتر في المنطقة.
إن انخراط الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيبقى عاملاً أساسياً في مُضي اليمن خطوات إلى الأمام في العملية الانتقالية، بما في ذلك صياغة الدستور والاستفتاء عليه، وأخيراً إجراء انتخابات، والمتوقّع أن تتم العام القادم.
إن وجود يمن ديمقراطي موحّد ومستقر سيجعله قادراً على المساهمة بشكل كامل كشريك في تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
وفي الوقت الذي لا تزال اليمن تواجه هجمات إرهابية متلاحقة ينفذها تنظيم القاعدة داخل البلاد، أكد الرئيس باراك أوباما في مايو أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يعتبر أكبر منظمة نشطة تخطط ضد الولايات المتحدة، وهذا التهديد مبعثه اليمن.
لقد صعق وصدم اليمنيون بالهجوم الوحشي الذي قامت به القاعدة على مستشفى وزارة الدفاع في ديسمبر 2013، والذي أكد على الوسائل البائسة التي يوظّفها التنظيم ضد المدنيين.
لقد أُرعب اليمنيون والمجتمع الدولي بتلك الصور التي بثها فيديو لأحد الإرهابيين، وهو يطلق النار على المرضى العُزل على أسرَّتهم، ويقتل بشكلٍ وحشي الأطباء والممرضات ويتجول داخل الصالات ليقتل كل من تبقى من الناجين.
ويلتزم الرئيس هادي والشعب اليمني بشكلٍ قوي باستئصال هذا التهديد من أجل سلامة أسرهم وسلامة وأمن البلاد، وكذلك مواطني الشركاء الدوليين لليمن.
إذا تم اعتمادي، فسوف أعمل على تعميق التزام بلدينا بالتنسيق الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب، ولهذا الغرض فإن برامج مساعداتنا لليمن سوف تركّز على تطوير قدرات قوات الأمن اليمنية من أجل مكافحة الإرهاب وحماية المنافذ البرية والبحرية والمياه الإقليمية.
كما أننا سندعم البرامج التي تهدف إلى مكافحة التطرّف العنيف في اليمن، وسيتضمن ذلك التركيز على دور المجتمع اليمني في الوقوف ضد العنف.
كما أننا ندعم الجهود اليمنية لتعزيز تطبيق القانون من أجل استجابة أفضل للهواجس الأمنية للمجتمعات اليمنية.
إن الولايات المتحدة سوف تواصل تسخير كل أدواتها المُمكنة في مكافحة الإرهاب لدعم اليمن لمكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وبمساندة الولايات المتحدة، اتخذ الرئيس هادي خطوات مهمّة تجاه إعادة هيكلة الجيش والخدمات الأمنية وتعزيز حرفية وقدرة القوات المسلّحة.
إذا تم اعتمادي، فسأحث الحكومة اليمنية لمواصلة التقدّم في هذا المجال الهام في العملية الانتقالية، والتي ستعزز قدرة اليمن على حماية البلد ضد أي تهديد، معززةً بذلك الأمن الإقليمي.
كما سأدعم الجهود الدولية لمساعدة اليمنيين في مواجهة التوسّع التطرّف العنيف.
إن إنشاء برنامج تأهيل للمتطرّفين سوف يشكل خطوةً هامة للحكومة اليمنية في طريق تعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب.
أخيراً، يبقى معتقل جوانتناموا تحدياً هاماً، حيث إن نصف المتبقيين من المحتجزين يمنيون، إذا تم اعتمادي فسوف أعمل مع الإدارة الأمريكية والكونجرس لدعم الجهود الرامية إلى إغلاق المعتقل بمسؤولية تمكن من الحفاظ على مصالح الأمن القومي الأمريكي.
وبالرغم من إنجازات التي تحققت في المرحلة الانتقالية حتى الآن، إلا أن تحديات هامة لا تزال قائمة، حيث إن المكاسب التي تم إحرازها في المجال السياسي وإصلاح القطاع الأمني لم تترجم بعد إلى تحسينات واقعية في حياة المواطن اليمني.
فهناك نحو 15 مليون يمني، وهو ما يشكل نصف السكان، بحاجةٍ ماسة لمساعدة إنسانية، وهناك أكثر من 13 مليوناً لا يفتقرون لمياه شرب آمنة ولوسائل صرف صحي.
و10.5 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من مليون طفل لا يحصلون على التعليم.
وكنتيجة لسنوات من الصراع، فإن هناك أكثر من 300 ألف نازح بحاجة ماسة إلى المساعدات.
وتواصل كثافة الهجرة تشكيل تحديات أمنية وإنسانية، حيث إن هناك نحو مليون لاجئ و147500 مهاجر معظمهم من القرن الأفريقي، ويصل أغلبهم في حالةٍ صحية سيئة وبحاجة إلى عناية، بالإضافة إلى أن اليمن تواجه الآن مشكلة عودة ما يقارب 400 ألف من العمالة اليمنية الذين تم ترحيلهم مؤخراً من السعودية.
تعمل الحكومة اليمنية على معالجة هذه القضايا إلا أن دعم المجتمع الدولي يبقى عامل مهماً على المدى القريب لمساعدة الحكومة في تلبية الاحتياجات الملحة والحد من إعاقة العملية الانتقالية.
إذا تم اعتمادي، سأعمل على استمرار جهودنا لمعالجة الاحتياجات المُلحّة لليمن من أجل إيجاد بيئة لنجاح العملية الانتقالية من خلال المساعدات الثنائية والشراكة مع المجتمع الدولي عبر أصدقاء اليمن وخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة.
وبالتركيز على المدى البعيد، فسوف أعمل على مساعدة اليمن للسير في مسارها بشكل مستدام وكفؤ لإحداث إصلاحات اقتصادية وتنموية.
ستشكل الإصلاحات الاقتصادية عاملاً مهماً في طريق إنجاح العملية الانتقالية الجارية.
وبدون إصلاح بنيوي هام وإحداث تنمية مستدامة في القطاع الخاص فإن كثيراً من الاحتياجات الاقتصادية لليمنيين لن تتم تلبيتها.
هذه الإصلاحات الاقتصادية سوف تشمل إعادة التوازن بأولويات الإنفاق الحكومي والانتقال إلى شبكات اجتماعية آمنة مستهدفة بشكل أكبر، ومضاعفة الاستثمارات على المدى الطويل، كما أن تنمية القطاع الخاص سوف يشكل عاملاً مهماً في معالجة احتياجات اليمنيين للوظائف والتنمية الاقتصادية.
سأدعم وبقوة أجندة الرئيس ووزير الخارجية الهادفة إلى تعزيز التكامل والإصلاح الاقتصادي الإقليمي، وسوف أبني على الجهود الناجحة للسفير السابق لتوسيع العلاقات بين المجتمعات التجارية اليمنية والأمريكية، وكذلك سأبحث عن وسائل لتوسيع الاستفادة من انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي الإقليمي.
التنمية والإصلاح الاقتصادي لن يساعدا الحكومة اليمنية فقط في تلبية احتياجات المواطنين، لكنهما أيضاً سيمكنان اليمنيين من بناء عيش أفضل من خلال الأعمال الخاصة وتطوير العلاقات على المدى الطويل مع الشركاء الدوليين والأمريكيين في كل المجالات العلمية والصحية والتكنولوجية والتجارية.
سآخذ بحزم التزامنا بحماية السفارات وطاقم السفارة في الخارج، وكذلك أنا على قناعة تامة أنه إذا تم اعتمادي فسوف أتولّى إدارة السفارة بفريق أمني ممتاز.
وعلينا الاستمرار في أن يكون لنا حضور قوي في اليمن، بالرغم من البيئة الخطرة، وأن نبقى ملتزمين بشكلٍ جاد بشراكتنا القوية مع الرئيس هادي والشعب اليمني.
السيد الرئيس، لقد تشرفت بالخدمة كمسؤول في الشؤون الخارجية لنحو 30 عاماً، وحالياً سفيراً لدى الكويت، وقد تعلمت في وقت مبكِّر الامتيازات والمسؤوليات النابعة من الالتزام بالخدمة لدى الدول.
لقد ألهمتني سنوات عملي السابقة في شمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية رغبةً قوية لمواصلة العمل في بناء العلاقات بين الولايات المتحدة والشركاء في العالم.
وساعدت خبرات خدمتي في بغداد والرياض والقاهرة -ضمن مناصب كانت تشكل تحدياً- على إعدادي لتمثيل بلدي في اليمن.
في أكتوبر من العام 2000، بعد الهجوم على المدمّرة (سي سي اس كول) في ميناء عدن، توليت مهمّة فتح وإدارة مكتب للولايات المتحدة في عدن ساعد في عملية التحقيقات حول الهجوم.
وبالنسبة لي، شكل كل ذلك مؤشراً للحاجة الملحة لتطوير الشراكات في المنطقة بما يمكن الولايات المتحدة من مواجهة التهديد الذي يشكلهُ المتطرفون العنيفون.
وخلال عملي في الرياض في 11 سبتمبر 2001، تأكّد لي أن التهديد الذي يشكلهُ الإرهابيون على مصالحنا ومواطنينا هو أولويةً هامة في السياسة الخارجية، حيث أن تعزيز قدرتنا على مواجهة هذا التهديد يكمن في مدى انخراطنا مع شركائنا في المنطقة للوقوف إلى جانبنا لمواجهة هذا التهديد.
إنه لمن دواعي السرور أن نرى التقدّم الذي تم إحرازهُ في هذا المجال من تعاون مع الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب.
أنا فخورٌ بالقول إننا نتمتع بشراكةٍ وثيقة مع الرئيس هادي والحكومة اليمنية، حيث لدينا التزام مشترك تجاه الانتقال الديمقراطي والأمن الإقليمي. وفي حال تم اعتمادي، فإني اتعهد بمواصلة هذا العمل ألهام في اليمن وسأوسّع من مصالح الولايات المتحدة في اليمن والمنطقة.
مرة أخرى، أنا فخور بهذا الترشيح، وأقدّر عالياً فرصة حضوري أمامكم اليوم، وسأكون سعيداً بتلقي أي أسئلة.. وشكرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى