في دائـرة الضـوء..بيليه .. جوهرة ليس لها مثيل!

> «الأيام » متابعات:

> هو ملك كرة القدم، وهو الرجل الذي أطلقت عليه كل الأسماء، وصنع كل الإنجازات، وحطم كل الأرقام القياسية، إنه بيليه، جوهرة البرازيل، الذي لم يتوقف يومًا عن الابتكار في كرة القدم، فكان أكثر ما يميزه – بخلاف فوزه بكأس العالم FIFA ثلاث مرات، وهو ما لم يفعله غيره على الإطلاق – هو قدرته على الإبداع، والمفاجأة، والابتكار كلما لمس الكرة.
كان هدافًا قديرًا، وصانع ألعاب عبقريًا، ومراوغًا بالفطرة، فملك عقول وقلوب أجيال وأجيال، ومنذ أن سحر العيون وهو يلعب بالقميص رقم (10)، صار السيليساو في نظر عشاق كرة القدم رمزًا للمتعة والتميز.
**** نجم يسطع نوره منذ مولده
لفت بيليه بموهبته انتباه اللاعب الدولي البرازيلي الراحل فالديمار دي بريتو، الذي اكتشفه وهو طفل في الحادية عشرة من عمره، وعندما بلغ الخامسة عشرة التحق بصفوف نادي سانتوس، ولعب أول مباراة ودية له في سبتمبر 1956م، وكانت ضد كورينثيانز سانتو أندريه، وسجل فيها هدفًا، ولم يكن قد بلغ السادسة عشرة بعد، وبدأت الأسطورة.
وفي سنة 1958م، عندما كان في سن السابعة عشرة، شارك في كأس العالم (FIFA) لأول مرة، وانبهر العالم بهذا الصبي الصغير الذي كان نجم البطولة الساطع رغم أنه كان عائدًا من الإصابة، ولم يلعب في المباراتين الأوليين، وفي الثالثة، أمام الاتحاد السوفييتي، لعب أساسيًا بناءً على طلب باقي أعضاء الفريق، الذين كانوا يريدون أن يكون هجومهم مكونًا من الثلاثي (جارينشا – فافا – بيليه).
وسجل بيليه هدفه المونديالي الأول في مرمى ويلز، في مباراة دور الثمانية، ثم سجل ثلاثية في مرمى فرنسا في نصف النهائي، ولم يكن أحد قد اكتشف بعد طريقة لإيقاف هذا اللاعب الذي اجتمعت لديه كل المميزات: (المهارة الفنية، والسرعة، وحسن استغلال الفرص، والذكاء ...) كانت إمكانياته وقدراته مدهشة، وفي المباراة النهائية ضد السويد خطف الألباب بهدفين رائعين، رفع الكرة في أولهما لتمر من فوق آخر مدافع سويدي، ثم أسكنها في الشباك بتسديدة محكمة قبل أن تهبط على الأرض، وفي الهدف الآخر اقتحم المنطقة ليقابل تمريرة عرضية برأسه ويضع الكرة في مرمى الحارس السويدي المذهول، وكان رائعًا لدرجة أن المدافع السويدي سيجي بارلينج صرح فيما بعد قائلاً: "بعد الهدف الخامس، انتابتني رغبة في التصفيق تحية له".
وبعد المباراة خرج بيليه محمولاً على أعناق زملائه وهو يبكي، وراح جيلمار، حارس مرمى البرازيليين آنذاك، يحاول تهدئته، ليعود بعد ذلك إلى ناديه ويسحر الجميع، ويبث الرعب في قلوب المدافعين، وسرعان ما صارت له مكانته الخاصة التي لا يقترب منها أحد، لقد سجل (127) هدفًا في سنة 1959م، و(110) أهداف في 1961م، وفاز بكأس ليبرتادوريس مرتين (سنتي 1962م و1963م)، وبكأس الإنتركونتينينتال مرتين (سنتي 1962م و1963م)، وببطولة ساو باولو تسع مرات ... لقد فاز بكل شيء.
**** إخفاق وألم !
في سنة 1962م، كان الكل يتوقع أن تكون نهائيات كأس العالم (FIFA) التي استضافتها تشيلي هي بطولة بيليه، ولكن النجم المتألق الذي كان في صعود مستمر كان عليه أن يترك زملاءه يدافعون عن اللقب بدونه بعد أن خرج مصابًا من المباراة الثانية أمام تشيكوسلوفاكيا، وتكررت المأساة نفسها في عام 1966م، عندما غادر أرض الملعب محمولاً من شدة الألم في المباراة الثالثة أمام البرتغال، ليتابع من الخارج أحداث خروج فريقه من البطولة، وكان في ذلك الوقت محط أنظار كل المدافعين.
ولكن (الجوهرة السوداء) استطاع أن يعوض كل ما فاته عندما ذهب إلى بطولة المكسيك 1970م، التي استعرض فيها كل مواهبه بصحبة جيرزينيو وتوستاو وريفيلينو وكارلوس ألبرتو، فأشرقت على العالم شمس الملك رقم (10) في هذه النسخة من كأس العالم (FIFA)، التي كانت أول نسخة يشاهدها العالم بالألوان على شاشات التلفاز، وما زال عشاق الساحرة المستديرة يذكرون تلك البطولة المدهشة بمحاولته التسجيل في مرمى تشيكوسلوفاكيا بكرة عالية سددها من دائرة وسط الملعب، وضربته الرأسية القاتلة التي أنقذها حارس المرمى الإنجليزي جوردون بانكس بمعجزة، ومراوغته لحارس مرمى أوروجواي عندما مر منه بالكرة دون أن يلمسها.
ويبدو أن القدر أراد أن يكافئ بيليه، فمكنه من تسجيل هدف رائع في المباراة النهائية ضد إيطاليا على أرض العاصمة المكسيكية، وكان الهدف رقم (100) الذي تسجله البرازيل في كأس العالم (FIFA)، وفيما بعد قال بيليه عن ذلك المشهد الخالد الذي قفز فيه إلى ارتفاع خارق ليضرب الكرة برأسه ضربة قوية نحو أسفل المرمى: "أحسست بشعور فريد بعد هذا الهدف، لأنني سجلت برأسي، وكان والدي، الذي كان لاعب كرة قدم أيضًا، قد سجل ذات مرة خمسة أهداف برأسه في مباراة واحدة، وهذا رقم قياسي لم أتمكن من تحطيمه قط".
كما قال تارشيزيو بورجنيتش، المدافع الإيطالي الذي كان مكلفًا بمراقبة بيليه، بعد انتهاء المباراة: "قبل المباراة كنت أقول لنفسي: "إنه مجرد إنسان من لحم ودم مثلي، ولكنني فهمت بعد ذلك أنني كنت مخطئًا".
وكانت مباراة نهائية للذكرى وللتاريخ، عاد منها بيليه ورفاقه إلى البرازيل حاملين كأس جول ريميه ليحتفظوا بها للأبد؛ إذ كان ثالث فوز لهم في الكأس.
**** عندما تحول البطل إلى أسطورة
يكفي النظر لإحصائياته وأرقامه الخيالية لنعرف أننا أمام أسطورة حقيقية، ففي عام 1969م، سجل بيليه هدفه الشخصي رقم ألف، وسط أجواء عاصفة من النشوة والفرح في ملعب (الماراكانا)، وطوال مسيرته، شهدت (6) مباريات تسجيله (5) أهداف، وشهدت (30) مباراة تسجيله (4) أهداف، وشهدت (92) مباراة تسجيله (3) أهداف، وأمام بوتافوجو، في عام 1964م، سجل (8) أهداف دفعة واحدة، وبلغ مجموع أهدافه (1281) هدفًا في (1363) مباراة و(92) مشاركة مع المنتخب.
وفي عام 1974م، غادر ساحات كرة القدم، ولكنه رجع بعد عام واحد، وكانت عودته للملاعب في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وقع عقدًا مع نادي نيويورك كوزموس "ليجعل كرة القدم لعبة شعبية فعلاً في الولايات المتحدة"، قبل أن يعتزل نهائيًا في عام 1977م، وشهد سفير البرازيل لدى الأمم المتحدة - آنذاك - في حقه قائلاً: "لقد لعب بيليه كرة القدم لمدة (22) عامًا، وخلال هذه المدة، فعل من أجل الصداقة والإخاء ما لم يفعله أي سفير"، فهل هناك ما يمكن قوله غير ذلك؟.
يكفي أنه في نيجيريا أُعلن وقف إطلاق النار بمناسبة زيارة بيليه لمدينة لاجوس عام 1969م، وأن رئيس البرازيل منحه لقب (الكنز الوطني) لكي لا ينتقل للعيش في أوروبا، وفي مدينة سانتوس، يحتفلون في يوم 19 نوفمبر من كل عام بيوم بيليه، وهو اليوم الذي سجل فيه هدفه رقم ألف في ملعب (ماراكانا).
وبعد انتهاء مسيرته في الملاعب، كان بيليه مثالاً يُحتذى به كسفير، بأعماله الخيرية، لبلده وللأمم المتحدة ولليونيسيف، التي كان يسارع إليها كلما سنحت له الفرصة، و"كل أطفال العالم الذين يلعبون كرة القدم يريدون أن يكونوا بيليه، ولذلك، فإنني أحمل مسئولية هائلة لا تقتصر على تعليم كل منهم كيف يكون لاعب كرة قدم فحسب، بل أيضًا كيف يكون إنسانًا".
**** مسيرة بيليه:
**** أولاً: مع المنتخب
• كأس العالم سويسرا 1958م (FIFA)، حاز اللقب.
• كأس أمريكا الجنوبية 1959م، خاض مباراة النهائي، وكان هداف الدورة بـ(9) أهداف.
• كأس العالم تشيلي 1962م (FIFA)، حاز اللقب.
• كأس العالم إنجلترا 1966م (FIFA)، خرج من الدور الأول.
• كأس العالم المكسيك1970م (FIFA)، حاز اللقب.
الأندية
• 1956 – 1974: سانتوس
• 1975 – 1977: كوزموس نيويورك
**** ثانيًا: إنجازاته مع الأندية:
• 1956م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1957م لقب هداف دوري ساو باولو (17) هدفًا.
• 1958م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1958م لقب هداف دوري ساو باولو (58) هدفًا.
• 1959م مباراة نهائي كأس أمريكا الجنوبية.
• 1959م لقب هداف دوري ساو باولو (45) هدفًا.
• 1960م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1960م لقب هداف دوري ساو باولو (33) هدفًا.
• 1961م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1961م لقب هداف دوري ساو باولو (47) هدفًا.
• 1961م كأس البرازيل (سانتوس).
• 1962م كأس ليبرتادوريس (سانتوس).
• 1962م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1962م لقب هداف دوري ساو باولو (37) هدفًا.
• 1962م كأس إنتركنتنتال (سانتوس).
• 1962م كأس البرازيل (سانتوس).
• 1963م لقب هداف دوري ساو باولو (22 هدفًا.
• 1963م كأس ليبرتادوريس (سانتوس).
• 1963م كأس إنتركنتنتال (سانتوس).
• 1963م كأس البرازيل (سانتوس).
• 1964م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1964م لقب هداف دوري ساو باولو (34) هدفًا.
• 1964م كأس البرازيل (سانتوس).
• 1965م لقب هداف دوري ساو باولو (49) هدفًا.
• 1965م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1965م كأس البرازيل (سانتوس).
• 1967م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1968م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1968م كأس البرازيل (سانتوس).
• 1969م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1969م لقب هداف دوري ساو باولو (26) هدفًا.
• 1973م لقب دوري ساو باولو (سانتوس).
• 1973م لقب هداف دوري ساو باولو (11) هدفًا.
• 1977م لقب دوري الولايات المتحدة الأمريكية 1977م (كوزموس نيويورك).
**** أفضل رياضي في القرن
• خاض بيليه (91) مباراة دولية، وسجل فيها (97) هدفًا.
• توج بيليه بلقب أفضل هداف برازيلي على مر العصور.
• سجل ما مجموعه (1281) هدفًا في (1363) مباراة، وهو للإشارة رقم قياسي عالمي لم يحطم بعد.
• في سنة 1999م، اختارت اللجنة الأوليمبية الدولية بيليه كأفضل رياضي في القرن الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى