معوضة : لن نسمح بتحويل لحج إلى إمارة للإرهابيين والقتلة

> التقاه/ هشام عطيري

> يتحدث العميد الركن عثمان معوضة مدير عام أمن محافظة لحج عن الأوضاع الأمنية التي تعيشها محافظة لحج عامة ومدينة الحوطة خاصة في هذة المقابلة،ويتطرق إلى الصعوبات الأمنية والجماعات المسلحة وعدد من القضايا في إجاباته عن أسئلة الصحيفة.
- ما تقييمكم للوضع الأمني بلحج عامة والحوطة خاصة؟
الوضع الأمني في المحافظة عامة والحوطة خاصة ليس كما يروج له البعض، فالمحافظة كغيريها من المحافظات تحدث فيها جرائم وأحداث بسبب نزاعات على أراضٍ أو جرائم قتل جنائية، وتتعامل معها الأجهزة المختصة وفقا للقانون، لكن في الوقت نفسه هناك العديد من المواطنين المثقفين والشخصيات الاجتماعية المحترمة نكن لها كل التقدير والاحترام، وأقولها بصراحة معاناتنا كبيرة في مدينة الحوطة بسبب عدة عوامل من خلال شوارعها وحارتها وأزقتها وما تعانيه من عشوائية في هذا الجانب ويصعب دخول الآليات لتنفيذ أية مهام أمنية، وهناك ـ للأسف ـ أمور أدت إلى تسهيل وصول بعض الخارجين عن القانون من أنصار الشريعة والموالين لهم أو ممن لهم انتماءات أخرى إلى المحافظة مما تسبب في مقتل 22 ضابطا وجنديا وهم يؤدون واجبهم من قبل عناصر مسلحة ويلوذون بالفرار إلى أحياء وحارات في المدينة، وهناك من يتستر عليهم في بعض الحارات وهي مرصودة لدينا، وكان بمقدورنا اتخاذ إجراءات رادعة وقوية، لكن هناك مواطنين أبرياء في المدينة هم ممن عرقلونا في استكمال المهمة، وبالرغم من سقوط شهداء من رجال الأمن من أجل الأمن والاستقرار في المدينة فإننا لن ندمر الحوطة من أجل ملاحقة متهم، و لنا إجراءاتنا وسنعمل بها وسنستمر حتى يتم القبض على كل المطلوبين، نؤكد أن تعاملنا مسؤول عند ملاحقة المجرمين والخارجين عن القانون، وسنستمر حتى لو قتلوا منا ألف جندي، ويهمنا كثيرا خلال هذه المرحلة تعاون الموطن مع رجال الأمن.
- قضية القبض على العشرات من أبناء المدينة ونقلهم إلى السجن المركزي على أي أساس تم الاستناد للقبض عليهم؟
في الحقيقة هناك تهويل من قبل وسائل الإعلام حول قيام الأمن بالقبض على أربعين شخصا، وهذا لا يعني أن من أوقفهم الأمن أنهم مدانون، فبالتحقيق والإجراءات الأمنية سوف يتم معرفتهم والإفراج عن الأبرياء والإبقاء على المشتبهين، رغم أننا أعلناها أكثر من مرة بأننا نمد أيدينا للجميع للعمل من أجل المدينة وأهلها، وعملية القبض تلك جاءت على إثر معلومات أمنية، ونؤكد أننا نعرفهم بالاسم، وخلال الحملة تم القبض على ثلاثة من أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة والمتهمين بقتل الطيارين، وهناك دعوات من سابق من قبل قيادة المحافظة بعودة هذه العناصر إلى جادة الصواب والانخراط في المجتمع، ولكن من المفارقات العجيبة أن من يقوم بقتل الجنود لم نسمع أنه قتل مسؤولا كبيرا في الأمن أو السلطة المحلية، وأود التوضيح أنه تم الإفراج عن عدد من الموقوفين خلال الأيام الماضية.
- ماذا يدور ويحدث في لحج إذاً ؟
نحن في حالة طوارئ تعيشها البلاد، وخاصة المنطقة العسكرية الرابعة بعد حرب أبين وما يحدث في شبوة وتأثيراتها وانتصارات الجيش كل ذلك انعكس على محافظة لحج التي اتخذت العديد من الإجراءات الأمنية المختلفة لمنع تلك العناصر من الدخول من خلال تعزيز الليقظة الأمنية في مختلف المناطق، وعلى الرغم من ذلك هناك جهات وأشخاص تتهمنا بالعنصرية، وهذا كلام مردود لمن يتحدث به ومهامنا ومسؤولياتنا تفرض علينا التعامل بمسؤولية بعد قتل أبرياء راحوا ضحية هؤلاء المسلحين، وما يدور في صنعاء ينعكس هنا، ويجب أن نفهم ذلك، فقد كنت المتهم رقم 17 في قائمة أحداث 13 يناير 86م في الجنوب وحكم عليَّ أربع مرات إعدام ولست خائفا من أحد، لأنني أقف مع الحق ولن أحيد عنه قيد أنملة.
- ما هي نتائج تلك الإجراءات؟
تضييق الخناق على العناصر المسلحة في مدينة الحوطة وقيامهم بنقل عملياتهم إلى مديرية تبن، وما شهدته خلال الأيام الماضية من أعمال قتل ومحاولات لتفجير مراكز أمنية، وما يحدث في المدينة من اغتيالات ليس من عمل تنظيم القاعدة أو بصماتهم، بل من يقوم بهذا هم من أنصار الشريعة.. تنظيم القاعدة مازال متربصا ولم يقم بأي عمل حتى اللحظة، وهو مرفوض من قبل كل أبناء المدينة.
- هناك من يتهم الأمن بقمع العديد من التظاهرات الحقوقية للمواطنين ؟
أولا يجب أن أوضح أن المماحكات هي من أوصلت مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج إلى هذا الوضع البيئي المزري، وحللنا العديد من القضايا في هذا الشأن، والعمل السياسي والتظاهرات مكفولان للجميع من منظمات مجتمع مدني وحراك وفعاليات سياسية، ومسؤولياتنا توجب كفالة الحقوق الديمقراطية وحرية التعبير، ونحن مستعدون لحماية أية فعالية رأي أو وحقوقية، لكن القتلة لن يمروا وسنلاحقهم حتى يتم إلقاء القبض عليهم.
- كيف جاء تعيينكم في منصب مدير عام أمن محافظة لحج ؟
تعينت منذ أربعة أشهر كمدير للأمن في محافظة لحج بعد أن عملت في ردفان، والحمد لله تعاملنا بمسؤولية وتفهم للآخرين، ووقفنا على مسافة واحدة من المعارضة أو السلطة، ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد قبلنا بتكليفنا بهذه المسؤولية التي ألقيت على كاهلي، ونعمل من خلال تعاون الجميع في مختلف الأجهزة الأمنية في المحافظة لنقوم بمسؤولياتنا وإصلاح الأوضاع، ونجنب الناس الشرور والفتن، ولم يكن قدومنا على رأس قيادة الأمن انتقاما أو حقدا على أحد، رغم إساءة العديد من الناس لنا، فيما الذين كانوا يتفاخرون بالمناصب لم نجدهم في هذه الفترة.
- علاقتكم بالسلطة المحلية و اللجان الشعبية ؟
علاقتنا بالسلطة المحلية هي علاقة عمل تكاملي، فالمحافظ أحمد عبدالله المجيدي ودوره الوطني هو من فرض علينا العمل معه ومع قائد المنطقة الرابعة اللواء محمود الصبيحي، وهي بالأساس مسائل وطنية بحتة، نحمل أكفاننا في أيادينا ومتأكدين أننا نعمل في وضع خطر ومهددين بالقتل في أي وقت، فالواجب يفرض علينا ذلك ولن نترك الأمور تصل إلى الأسوأ، واللجان الشعبية تقوم بدورها في حماية المناطق المحيطة بالمدينة من أية عناصر مسلحة، ويوجد تعاون وتنسيق بين الأمن واللجان الشعبية في مختلف الجوانب، وهناك جهود تبذل من قبل العديد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والغيور على مدينته في هذا الجانب.
- ما هي الإجراءات التي عملتموها لانتشال أوضاع الدفاع المدني بالمحافظة؟
الدفاع المدني يعاني من مشكلة كبيرة لا يحسد عليها ونعترف بها، وهناك متابعات ومراسلات مع الجهات المركزية، والتقيت بوزير الداخلية شخصيا وقدمت له المستندات والوثائق التي تشير إلى وضع الدفاع المدني بالمحافظة، وخرجنا بتوجيهات لكن حتى اللحظة لم نتسلم أي شيء، و نأمل من وزير الداخلية والجهات المختصة ومجلس الوزراء رفد المحافظة بسيارات إطفاء، ونحن نتابع بشكل مستمر هذه القضية.
- كيف تتعاملون مع أية قضايا انتهاك يتعرض لها المواطن من قبل أفراد في الأمن ؟
أية شكاوى تصلنا من مواطنين يتعرضون لانتهاك أو تجاوزات من قبل أفراد الأمن فإننا سوف نتخذ الإجراء القانوني حيال ذلك، لكن حتى اللحظة لم يحدث أي انتهاك من قبل الأمن، ولم تصلنا أية شكاوى في هذا الخصوص من قبل أي مواطن، خاصة منذ تسلمي قيادة الأمن في المحافظة، وهناك قضايا سابقة في القضاء وبعضها صدرت أحكام بشأنها.
- كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية الحوار..
أوجه كلمتي لأبناء لحج الشرفاء وخاصة مدينة الحوطة، وأقول إن الأمن مسؤوليات مشتركة، وندعوهم إلى التعاون والإبلاغ عن الجريمة والعناصر الخارجة عن القانون، ويكفي أننا ندفع حياتنا ثمن أمن المدينة والحفاظ على سلامة وسكينة المواطنين، كما أدعوهم إلى تقدير دور رجال الأمن، فهم أبناؤهم وإخوانهم، وينبغي الوقوف إلى جوارهم في مواجهة العناصر المسلحة والخارجين عن القانون، وأقول للبعض ينبغي أن تعرفوا أن القتلة والعناصر المسلحة مرفوضة، ويجب أن تفهموا ذلك، ولن نسمح بتحويل لحج القمندان إلى إمارة للإرهابيين والقتلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى