عبد الفتاح السيسي يؤدي اليمين الدستورية كرئيس لمصر

> القاهرة «الأيام» هيثم التابعي:

> ادى عبد الفتاح السيسي يوم امس الاحد اليمين الدستورية كرئيس لمصر لولاية مدتها اربع سنوات امام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا بعد قرابة عام من اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي.
وقال السيسي "اقسم بالله العظيم ان احافظ مخلصا على النظام الجمهوري وان احترم الدستور والقانون وان ارعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه".
واحيط مقر المحكمة الدستورية العليا في منطقة المعادي (جنوب القاهرة) حيث جرت مراسم اداء اليمين باجراءات امنية مشددة وانتشرت دوريات الشرطة في المناطق المحيطة كما تمت الاستعانة بكلاب بوليسية مدربة على اكتشاف المتفجرات لتمشيط حديقة المحكمة والاراضي الفضاء المحيطة بها.
ورغم ذلك تجمع بضع عشرات من انصار السيسي قرب المحكمة ملوحين بالاعلام المصرية احتفالا بالمناسبة.
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم حلقت مروحيات تابعة للشرطة على مستوى منخفض فوق مبنى المحكمة والقت لافتات عليها صور السيسي مكتوب عليها "السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية".
وحضر مراسم اداء اليمين الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تولى هذا المنصب بصفته رئيسا للمحكمة الدستورية العليا موجب خارطة الطريق التي اعلنها السيسي بنفسه في الثالث من يوليو الماضي اثر اطاحة مرسي.
واعلن رسميا ان منصور سيعود الى موقعه على رأس المحكمة الدستورية فور انتهاء مراسم تنصيب السيسي.
كما حضر اداء اليمين الدستورية البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة القبطية وامام الازهر الشيخ احمد الطيب ورئيس الوزراء ابراهيم محلب واعضاء حكومته.
واقيم حفل استقبال بعد الظهر في قصر الاتحادية الرئاسي بضاحية مصر الجديدة (شرق العاصمة) بحضور ممثلي دول عربية وغربية وافريقية تم خلاله توقيع وثيقة رسمية لتسليم السلطة الى الرئيس الجديد.
وفي كلمة القاها خلال هذا الحفل قال السيسي انه يعتزم ان "تشهد مرحلة البناء المقبلة نهوضا شاملا على المستويين الداخلي والخارجي" مضيفا "سنؤسس لمصر المستقبل دولة آمنة مزدهرة" و"سيتواكب مع بناء الداخل اعادة بناء دور مصر" على المستويين الاقليمي والدولي.
وشدد على ان مصر سيكون لها فى عهده "اسهامها المباشر في تحقيق امن واستقرار المنطقة".
واكد انه "آن لشعبنا ان ينال حصاد ثورته" في اشارة الى ثورة 25 يناير التي اسقطت حسني مبارك وتظاهرات 30 يونيو 2013 التي شارك فيها الملايين مطالبين بانهاء حكم محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين.
وتابع "آن الاوان لنبني مستقبلا اكثر استقرارا" داعيا الى ان يكون "العمل الجاد منهجا لحياتنا".
وقال ان "حريتنا سننميها في اطار واع ومسؤول بعيدا عن الفوضى".
ووجه الشكر للدول العربية التي دعمت مصر اقتصاديا منذ اطاحة مرسي واعرب عن "تقدير خاص لخادم الحرمين الشريفين" الملك عبد الله بن عبد العزيز "على مبادرته النبيلة" بالدعوة الى مؤتمر لمانحي مصر لوضع خطة لمساعدتها في المرحلة المقبلة.
وتقام في المساء احتفالية اخري في قصر القبة الرئاسي الواقع في ضاحية مصر الجديدة ايضا يوجه خلالها السيسي خطابا الى الامة.
وكان السيسي الذي استقال من منصبه كوزير للدفاع وتقاعد من الجيش للترشح للرئاسة، انتخب رئيسا لمصر ب 96،9% من الاصوات بعد ان قضى على اي معارضة.
وباستثناء عدد من الملوك والرؤساء العرب والافارقة فان القليل من الشخصيات الدولية تشارك في مراسم تنصيب السيسي الذي شكل اقرارا رسميا بتولي المشير المتقاعد، الذي يحظى بشعبية واسعة، السلطة العليا في البلاد التي يمسك بها فعليا منذ اطاح الرئيس الاسلامي المنتخب.
وشنت السلطات تحت قيادته حملة قمع دامية ضد انصار مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها اسفرت عن مقتل 1400 شخص وفق المنظمات الدولية وتوقيف 15 الفا اخرين تتم احالتهم تباعا على المحاكمة باتهامات تتعلق بارتكاب اعمال عنف والتحريض عليها والانتماء الى جماعة غير مشروعة هي جماعة الاخوان التي تم حظرها رسميا.
وبعدما ابدت الدول الغربية ترددا في وصف اطاحة مرسي ب "الانقلاب" ثم صرفت النظر عن ذلك رغم ادانتها للقمع الدامي، انتهت مع الوقت الى الاقرار بسيطرة السيسي على السلطة وبضرورة اقامة علاقات قوية مع اكبر الدول العربية سكانا خصوصا وان لمصر اهمية استراتيجية في عملية السلام الفلسطينية-الاسرائيلية كما انها حليف اساسي للغرب في محاربة الارهاب.
عندما عزل الرئيس الاسلامي اكد السيسي انه قام بذلك "استجابة لارادة الشعب" بعد نزول ملايين المصريين الى الشوارع في 30 حزيران 2013 للمطالبة بانهاء حكم مرسي الذي اثار نقمة غالبية الشعب المصري عليه بعد سنة امضاها في الحكم سعى خلالها الى فرض هيمنة الاخوان المسلمين على مفاصل ومؤسسات الدولة كما فشل في ادارة اقتصاد البلاد.
لكن السلطة الجديدة انهت تدريجيا اي معارضة فلم تكتف بالحملة على جماعة الاخوان التي تم توقيف كل قادتها الموجودين في مصر تقريبا واحالتهم على المحاكمة وانما طالت هذه الحملة ايضا المعارضة العلمانية التي ابدت مخاوفها من العودة الى نظام بوليسي ما جعل المنظمات الحقوقية الدولية تصف ما يحدث في مصر بانه عودة الي نظام "اكثر تسلطا" من نظام مبارك.
مراسم استلام وتسليم منصب رئاسة مصر أمس
مراسم استلام وتسليم منصب رئاسة مصر أمس
ولم تهنئ واشنطن وعواصم الاتحاد الاوروبي الرئيس المنتخب الا بعد يوم او يومين من اعلان النتائج مع التشديد، كما فعل البيت الابيض، على ضرورة احترام حقوق الانسان.
وفي حفل التنصيب أمس تمثل الولايات المتحدة بمستشار لوزير الخارجية جون كيري هو توماس شانون في اشارة واضحة بحسب الخبراء الى الحرج الاميركي. واكدت واشنطن ان "الولايات المتحدة تريد ان تعمل مع الرئيس المنتخب" ولكنها "ستراقب عملية الانتقال الديموقراطي" في مصر.
ويبدي الاتحاد الاوروبي الحذر نفسه ولم يرسل ممثلا على مستوى رفيع لحضور مراسم التنصيب. وقالت باريس باقتضاب ان "فرنسا مثل معظم شركائها ستكون ممثلة بسفيرها في مصر".
في المقابل وباستثناء قطر، تمثل دول الخليج التي ساندت السيسي دوما وبقوة خصوصا من خلال الدعم المالي والتي تخشى امتداد نفوذ جماعة الاخوان لديها، على مستوى رفيع.
ويمثل السعودية ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز والكويت اميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح والبحرين عاهلها حمد بن عيسى والاردن الملك عبد الله الثاني والامارات ولي عهد امارة ابو ظبي محمد بن زايد ال نهيان.
وحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس كذلك مراسم التنصيب اضافة الى الرئيس الاريتري اسياس افورقي ورئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نجويما والرئيس التشادي ادريس ديبي.
كما شارك وزراء خارجية العديد من الدول العربية والافريقية في مراسم تنصيب السيسي.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى