أحمد قاسم والزيدي وعبقرية المكان المشترك

> صالح حنش:

> من هنا ...!ومن هذا الحي الشعبي الواقع في الجزء الجنوبي من مدينة عدن القديمة (كريتر)،والذي يضم حارة القاضي،الشريف،العجائز،الزعفران، ،جوهر، العيدروس، بأزقتها وممراتها ومعالمها ...من هنا نشأت علاقة شخصية بين الموسيقار /أحمد قاسم ،والفنان /محمد عبده زيدي، بحكم السن والنشأه،قبل أن تنشأ بينهما علاقة العمل الإبداعي، والهم الفني المشترك ،
تعززت وتوطدت أكثر في مرحلة التعليم، والتعلم بعد الإلتحاق بمدرسة "بازرعة "الأهلية الواقعة في الإطار الجغرافي (للحي موقع السكن )،لتقوم مدرسة بازرعة بدور بناء وتنمية موهبتهما من خلال الانضمام إلى الفرقة الموسيقية الطلابية التابعة للمدرسة، واعتماد مادة التربية الموسيقية ضمن مقرراتها ومنهاجها الدراسي، بقيادة وإشراف المربي الفاضل والموسيقار/ يحي مكي، لتأتي بعد ذلك مرحلة التأهيل التخصصي والمهني، وفي مجالات لا تبعد عن مجال الفنون والموسيقى في قاهرة المعز (مصر المحروسة) مرحلة استكمال التأهيل العلمي والمهني إلى جانب التعرف عن قرب على الخبرات الفنية والإبداعية المصرية ...كل هذا وغيره من الأسباب والعوامل والظروف الموضوعية، والذاتية في مشوار حياتهما الشخصية، والإبداعية، شكلت روافد جزيل العطاء الفني والإبداعي ،وأسهمت إساما ملحوظا في تطوير وإزدهار فن الغناء، والموسيقى اليمني المعاصر والحديث ،وشاركت في وضع مداميك العصر الذهبي للأغنية اليمنية.
الحقيقة أن هذه العلاقة القائمة بين أحمد قاسم، والزيدي، بتقاطعاتهاوتشاركاتها، كان لها أن تكون تأثيراتها سلبية ومعيقة ،إذا لم توظف توظيفا موضوعيا وواقعيا سليما بعيدا عن الذاتية، والشخصنة أو التبعية، بصرف النظرعن موقع كل منهما، وكما في حالات مشهودة كثيرة - لهذا جاءت النتيجة في الواقع على عكس التوقعات ...ولعل ما كشفت عنه وأكدته الكنوز الثمينة من الإرث الإبداعي الفني الموسيقي من ألحان موسيقية، واداء طربي، وغيرها من التقنيات ،هي خير دليل وأسطع برهان على ما ذكر آنفا .
من المؤكد، أن المتلقي، أي كان موقعه أو مستواه أو درجة اهتمامه، يستطيع أن يستكشف خصوصيات كل من شخصية أحمد قاسم أو الزيدي، الفنية من خلال الأعمال الغنائية عموما،أو ذات الإرتباط فيما بينهما بأي شكل من أشكال الإرتباط، على وجه الخصوص ..لاشك أن القارى ء المتلقي يتذكر غنائية الشاعر (أحمد الجابري) غصب عني ":
غصب عني أيش أسوي
كل شي قسمة ونصيب
أنت عارف أيش بقلبي
أنت يااللي مش غريب
* * *
كان هوانا حب جارح
والدموع كانت عتاب
أنتي أدرى بشعوري
ويتذكر المتلقي لحن وأداء (أحمد قاسم) كما يتذكر لحن وأداء (الزيدي )، ويمكنه الحكم على العمل في هذه الجزئية ...
وفي سياق آخر قدم (أحمد قاسم ) قصيدة (أنت لي ) لنزار قباني مطلعها :
يرونا في ضيعتنا
أنت التي أرجح
* * *
ليقدم (الزيدي) لنفس الشاعر، قصيدة (وشاية)
إن ل ( أحمد قاسم) و(الزيدي) عددمن الأغاني شعراؤها من اليمن، ربما ينتمون إلى نفس مدرسة نزار قباني ، كما لهما تشكيلة من أصناف وأجناس الشعر (فصيح وعامي، تقليدي وحديث) .
خلاصة القول إن تاريخ "الموسيقار الفني والإبداعي "هو تاريخ كوكبة المبدعين من أبناء جيلة ، بل هو تاريخ الجيل بكامله، والأمة بأسرها في مرحلة تاريخية معينة لا تقاس أهميته بالدور الذي قدمه، والرسالة المجتمعية التي أداها في زمنه فحسب ،بل مدى الإستفادة منه، واستخلاص الدروس والعبر نحو مزيد من التطور، والتقدم والإزدهار، والحفاظ عليه من التدهور والإنحسار .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى