أول امرأة في وظيفة مدير عام البرامج بتلفزيون عدن.. نادية هزاع :همي الأول المساهمة مع زملائي لإعادة مجد تلفزيون عدن الذي خفت بريقه

> حاورها/ محرر الثقافي

> نادية هزاع مخرجة مبدعة.. التلفزيون وبرامجه وإشكالياته ونجاحاته هو ديدنها.. عاشت تجربتها في عالم الإبداع لسنين غير قليلة.. شاركها زملاؤها وزميلاتها من المخرجين هذه التجارب من خلال تقديم رؤاهم المختلفة مع الخصوصية لكل منهم في تلك الرؤى.. فسجلوا سويا تاريخ تلفزيون عدن لأكثر من ثلاثة عقود. عاصرت تطورات العمل مع الصورة المسموعة خلال هذه العقود التي خلت.. تنوعت في تقديم نماذج متميزة في الشكل والمضمون في برامجها.. ما بين الدراما والمنوعات وكل الأشكال الأخرى.
اهتمت بالصورة وبمضامينها، فكان أن قدمت الكثير من البرامج الناجحة خلال أكثر من عقدين من الزمن. ذكية لماحة.. تحدثك بأسلوب راق وسلس، وبجدية مطلقة مع بساطة التعامل مع من تتحدث إليهم سواء كانو موظفين أو ضيوفا.. تدرك كنه السياسة وقضايا المجتمع.. مثقفة لا يشوبها غبار.
اجتهدت كثيرا حتى استطاعت من خلال ما قدمته في مسار تاريخها الإبداعي وحبها لمهنتها أن تتبوأ منصبا رفيعا في قناة عدن الفضائية لتكون أول امرأة تتولى وظيفة مدير عام البرامج منذ إنشاء القناة أو تلفزيون عدن منذ افتتاحه.
عبر وسيلة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أعلمتها بأنني أرغب في الحديث معها لأسجل لها تجربتها وشهادتها لأكثر من مرحلة في تاريخ تلفزيون عدن.
لم تبخل بالموافقة على طلبي دون تردد.. بل جعلتني أتفاءل فيما يمكن أن أحققه في حديثي معها.. وبما يمكنني أن أخرج به كحصيلة أقدمها لقراء «الأيام» الأعزاء.
وفي مكتبها الجميل الأنيق الذي ينم عن ذوقها الرفيع قابلتني ببشاشة وجه لا يخلو من ابتسامة غير مصطنعة.
وأكدت لها أنني لا أنوي أن تكون أسئلتي لها روتينية بقدر ما أود أن أوصل لقارىء «الأيام» فلسفتها في فنها كمخرجة ناجحة.. وكمسئولة في وظيفتها عن كل ما ينتجه التلفزيون، فهي المديرة العامة لبرامجه.. فكان معها هذا الحديث الشيق. بم تفكر نادية هزاع؟
تفكيري ينحصر حاليا في تجاوز الإشكاليات والإحباطات التي أصابت مسيرة قناة عدن وتجاوز كل العثرات التي تنتصب أمامها.. خاصة ونحن على مشارف الشهر الفضيل شهر رمضان، أعاده الله على الجميع وعلى وطننا بكل الخير والنماء والتطور.. وأتمنى أن تبدأ عجلة الدورة البرامجية الرمضانية بالدوران وتبدأ الطواقم عملها في إنجاز ما أوكلت إليها من مهام، فالوقت ليس لصالحنا فالقنوات العربية قد بدأت في الإعلان عن دوراتها البرامجية والترويج للكثير مما تحمله من مفاجآت.. ونحن بصدد تنفيذ عدد من البرامج الرمضانية المقرة والمعتمدة للشهر الفضيل.
ما الذي حققته ناديه هزاع؟ وما الذي لم يتحقق من أحلامها بعد؟
طموحي الشخصي ليس له حدود.. وما أتمناه كثير جدا، ولكن كما يقول المثل ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.. فطموحي على الصعيد الشخصي ان يتواصل نجاحي وتوفيقي برعاية مباركة من الله سبحانه وتعالى على صعيد عملي كمدير عام للبرامج في
قناة عدن.. وأن أترك بصمة واضحة في مسار علاقتي بزملائي في القناة.. وأن تتجلى جهودي بمعية كل المبدعين في القناة بإعادة الشروق لشاشتنا الصغيره من خلال تزيينها بعدد غير قليل من البرامج والأعمال التلفزيونية المتميزة، ومحاولة إعادة الاعتبار لهذه القناة (قناة عدن).
ما الذي نويت تقديمه للتلفزيون ولم تستطيعي؟
كثيرة هي الأماني.. وأكثر منها النوايا التي كانت ترتسم بل وتحدد مساراتي القادمة وتتملك كل وعيي الظاهر والباطن نحو تحقيق جملة من الخطوات الهادفة للارتقاء برسالة قناة عدن وتحويل عدد غير قليل من الرغبات إلى واقع يتجلى بوضوح على الشاشة، ورغم تواضع اعتمادات موازنة القناة وضعف الإمكانيات الفنية والتقنية وقدمها، مقارنة مع ما هو متوافر في مثيلاتها من القنوات الرسمية.. إلا أننا وبمعية رئاسة القطاع والأعزاء المبدعين من فنيين ومعدين ومذيعين تجاوزنا العثرات وبدأ البهاء يعود شيئا فشيئا إلى الشاشة، ونعمل بنفس الاتجاه على تطوير مستوى المادة التلفزيونية لتتماهى مع ما نتطلع إليه من رقي لمستوى رسالتنا الإعلامية خاصة والوطن على مشارف مرحلة جديدة تتطلب من الجميع أن يكون الإعلام مواكبا لكل المتغيرات وحاضرا مع الحدث لحظة بلحظة ما لم يكن صانعا له في كثير من الأحيان.
هل سرقك العمل الإعلامي التلفزيوني عن قضايا كنت تنوين الالتفات إليها؟
لولم أكن مخرجة تلفزيونية لتمنيت أن أكون مخرجة تلفزيونية!!.. فالتلفزيون كان قبلتي الأولى ورغم أني جربت الظهور أمام الكاميرا لفترة إلا أن الرغبة في أن أكون خلفها وموجهة بل ومحددة الاتجاهات كانت هي الأقوى.. وحضوري الفاعل على الشاشة الصغيرة من خلال عدد غير قليل من البرامج التلفزيونية التي قدمتها إخراجا بمعية معدين ومذيعين بارزين على مستوى القنوات الرسمية على مدى سنوات طويلة كانت كفيلة باستيعاب كل ما كنت أنوي تقديمه من قضايا وهموم وأفكار لامست كل اهتمامات المشاهد الكريم.
وكل ما أتمناه أن يسعفني الوقت والإمكانيات لاستثمار خبرتي وتجربتي كمخرجة تلفزيونية فيما مضى وكمديرة للبرامج حاليا في قناة عدن وتجسيدها بالتعاون مع كل زملائي في القطاع على شاشتنا الصغيرة.
ما الذي استفدته من التلفزيون؟ وماذا استفاد منك؟
معنويا، الحضور الملموس من خلال عدد غير قليل من البرامج التلفزيونية التي ساهمت إلى حد بعيد في وضع اسمي بمستوى متقدم على قائمة المخرجين والمخرجات التلفزيونيات، هذا الاسم تعبت كثيرا وبذلت الكثير من سنوات العمر والكثير من الجهد والعرق والإخلاص حتى صار قبولي بأي عمل خيارا صعبا.. ولكنه حافظ على اسمي في المكان الذي تمنيته وسعيت بمواصلة العمل لتحقيقه.
أما عن استفادة التفزيون مني فيمكن معرفتها من خلال القراءة المتأنية لعناوين البرامج التي احتلت زاوية بارزة في المكتبة الفنية والثقافية والجماهيرية.. برامج كان وما يزال وسيظل حضورها على الشاشة مؤثرا وهادفا.. كلما دعت الحاجة إلى عرضها.
ماذا يعني الإخراج التلفزيوني لنادية هزاع؟ كعمل إبداعي.
الإخراج يعني الرؤية الفنية وكيف تستطيع بعلمك وخبرتك أن تحيل الكلمة إلى صورة فيها من الحياة والإثارة والمتعة والفكرة والهدف ما يحقق التواصل الجميل والمنشود مع الطرف الثاني وهو المشاهد. لكن للأسف الشديد ما هو حاصل اليوم أن مهنة المخرج صارت طريقا لأكل العيش ووظيفة مثلها مثل أي وظيفة أخرى لا تتطلب حضورا فنيا وابداعيا، نظرا لافتقار المعايير التي في ضوئها يمكن توصيف من يجب أن يكون مخرجا وما هي المراحل التي يجب أن تقطع ليصل المرء إلى مستوى يؤهله لأن يحمل هذه الصفة.
ماذا قدمت نادية هزاع للتلفزيون؟
كمخرجة، قدمت الكثير من البرامج التلفزيونية على مستوى قناتي عدن وصنعاء.. برامج لاتزال حتى اللحظة حاضرة في ذهن المشاهد وذاكرته.. برامج حملت عناوين كثيرة لمجمل اهتمامات المشاهد اليمني، كما أضافت جوا من البهجة والمتعة والفائدة على مساءات المشاهد من خلال تواصله مع تلك الأعمال التلفزيونية على مدار سنوات مضت.
أحاول اليوم قدر الإمكان ومن خلال موقعي كمدير عام للبرامج في قناة عدن الحبيبة أن أواصل مسيرة التوهج الذي أتمنى أن يتجلى وبوضوح على شاشة قناة عدن.
وأتمنى أن تتجاوز بلادنا كل التحديات التي تعيق انطلاق مسيرتها نحو تحقيق كافة مخرجات الحوار الوطني.. وأن نجد قريبا جدا وطنا حقيقيا يسعنا جميعا على اختلاف رؤانا الهادفة بمجملها بناء يمن جديد نفخر بانتمائنا إليه كما نفخر اليوم بما صنعه أجدادنا لليمن السعيد.
وعن المشاركات.. فهذا الحضور الإيجابي لأعمالي.. وقد ساهمت إلى حد بعيد أثناء اختياري للمشاركة بعدد غير قليل من الفعاليات الفنية في عدد من المهرجانات العربية، مثلت فيها بلادنا في أكثر من مهرجان.. ابتداء من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في عدد من دوراته السنوية.. وفي سوريا بالاشتراك بعدد من الورش المتخصصة.. وكذا في الجمهورية التونسية من خلال اجتماعات اتحاد الإذاعات العربية في دورتين 2008 - 2013 .. وقد مثلت لي هذه المحطات وغيرها الكثير حافزا ومنطلقا لمزيد من العطاء لتأكيد اسمي وأعمالي على قائمة المشتغلين بل المتفوقين في هذا الحقل!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى