المونديال بعيون نواعم

> دنيا حسين فرحان

> منذ انطلاقة كأس العالم وحتى هذا اليوم لا يخلو أي منزل من المناوشات، والخلافات العائلية والزوجية أيضًا، وهناك العديد من النماذج الطريفة التي سأستعرضها لكم حول ردود أفعال بعض الرجال من زوجاتهم أثناء سير المونديال والعكس.
عندما قرر (علي) أن يستبدل شاشة التلفاز التي في بيته بشاشة أكبر فجأة وبدون موعد، عرفت زوجته أن هناك أمرًا لا تعرفه هي، أو غائب عنها إلى حد ما !!، وعندما سألته عن سبب هذه التغييرات وإحضار (صوفا) مريحة لم يقل شيئًا، واكتفى أن السبب هو حب التجديد في المنزل، ولكن الزوجة لم تقتنع، وبدأت تبحث عن أخبار جديدة لعلها تعرف ماذا يفكر وما التخطيط الذي في رأسه!!.
لكن بعد أن اتصلت بأختها عرفت أن زوج أختها قام بشراء أيضًا شاشة تلفاز كبيرة، ولكنه أفصح لزوجته عن السبب، وهو (كأس العالم) !! هنا قالت زوجة (علي): "إذا عُرِفَ السبب بَطُلَ العجب"!! .
كأس العالم ليس فقط حدث يشغل فئة قليلة من المهتمين، بل إن هناك أعدادًا كبيرة تنتظر المباريات، وقد تضطرب الأجواء جراء الأحداث المرافقة لهذه المنافسات.
تقول منى: «حين رأيت شاشة العرض عرفت أن هناك أمرًا يحاك، وكأس العالم يأتي كل أربع سنوات، وقبل أربع سنوات عندما كان كأس العالم في جنوب أفريقيا نتج عنه بعد زوجي عن المنزل مما تسبب بخلاف كبير آثارها امتدت لهذه الأيام، زوجي الآن قرر أن ينقل المونديال إلى المنزل حتى لا أشعر أنه بعيد عني، وعن الأطفال .. المباريات لا أحبها أبدًا، وتشكل بالنسبة لي ضغطًا نفسيًا أكثر من أي أمر آخر، لأن زوجي إذا خسر الفريق الذي يشجعه يصبح مضطرب المزاج، ومن الممكن أن يشعل البيت غضبًا».
الحالة التي تعيشها منى تشبه حالة الكثير من الزوجات، ولكن هناك أزواجًا لا يفضلون البقاء في المنزل لحضور المباريات خارج المنزل.
يقول سامي إبراهيم: «هذا حدث مهم انتظره ورفاقي منذ أربع سنوات، ولا استطيع أن أبقى في المنزل لأتابع الأحداث لعدة أسباب، من بينها أن مشاهدة المونديال يجب أن تكون ضمن أجواء خاصة كوجود الرفاق والتدخين !!، وهذه الأجواء كلها لا تناسب المنزل الذي فيه الأطفال، وأيضا شراء البطاقة الخاصة لمشاهدة المباريات مكلفة جدًا، وذهابي لأحد المقاهي أرخص بكثير، لقد حذرت زوجتي من الآن أن لا تضغط علي نفسيًا باتصالاتها ورسائلها حتى أعود للمنزل، واتفقت مع أحد أصدقائي أن يأخذني من المنزل في سيارته، وأن يترك السيارة لزوجتي إذا احتاجتها، وإذا أرادت أن تزور عائلتها للمدة التي ينتهي فيها المونديال أفضل لي ولها !!».
ويضيف سامي: «الزوجة لا تشعر بأهمية هذا الحدث كونه خارج اهتمامها، ودائمًا تنظر للموضوع أنني في هذا الشهر لا ألبي مسئوليات المنزل، فالمباريات تبدأ منذ الساعة السابعة، وقد تنتهي في وقت يتجاوز منتصف الليل، وهذه مدة طويلة، وفي الصباح أخرج للعمل، وينتهي الدوام وأعود للمنزل وأتناول الغداء، وأعرف ماذا يوجد من جديد في العائلة، وفي الساعة السادسة يبدأ انشغالي .. تشتكي زوجتي من انقطاع التواصل بيننا في المونديال وأن هذا الأمر بالنسبة لها سخيف والعائلة أهم، ولكن حتى أطفالي الثلاثة وأكبرهم في الصف السابع يذهبون معي إلى المقهى، وتبقى زوجتي والطفلتين في المنزل إلى أن ينتهي هذا الموسم !!».
فهل تستحق المرأة كل هذه المعاناة والانتظار كي ينتهي كأس العالم، وتعود لسابق عهدها لامتلاك شاشة التلفاز والتحكم فيها والاستمتاع بمشاهدة برامجها المفضلة بكل هدوء وبدون منازعة أم أن المعاناة ستستمر خاصة أن المباريات المتبقية من كأس العام ستأتي في رمضان، وهو ما يعني تبخر مشاهدة مسلسلات رمضان !!.
فالخلافات الزوجية لا تنتهي طالما جاءت بطولة كأس العالم، وهي تعطي جوًا من الطرافة لأجواء كأس العالم الذي يأتي مرة كل أربع سنوات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى