رجل أعمال مصري يدعو نوابا بريطانيين ليكشف لهم حقيقة الإخوان المسلمين

> القاهرة «الأيام» شادية نصرالله:

> كانت المناسبة عشاء فاخرا في العاصمة المصرية على شرف مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني الزائرين وفيها قدم رجل الأعمال صاحب الدعوة لضيوفه طعاما شهيا كما عرض عليهم فيلم فيديو مليئا باللقطات الدموية يصور الإخوان المسلمين كخطر كبير على المجتمع.
واستغل محمد فريد خميس قطب صناعة السجاد الذي تربطه صلات بالرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي العشاء الذي أقيم مساء يوم الأحد الماضي لشرح الأخطار التي تعتقد السلطات أن الإخوان يمثلونها على مصر.
وكان الإخوان قد وصلوا للحكم وأدار رئيس منتخب منهم البلاد لمدة عام قبل الاطاحة به والزج بكل قيادات الجماعة تقريبا في السجون خلال العام الماضي.
ومزج فيلم الفيديو بين لقطات للرئيس المعزول محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان ولقطات لمقاتلين مسلحين وصور لهجمات شنها إسلاميون.
وجاء هذا العرض للزوار البريطانيين بدعوة شخصية من خميس لكنه اتفق مع المساعي التي تبذلها القاهرة لتهدئة الضجة الدولية التي أثارتها حملة عنيفة شنتها السلطات على الاخوان وأنصارهم منذ سقوط مرسي.
فقد قتل المئات من أنصار الجماعة وألقت الشرطة القبض على الالاف منهم وصدرت أحكام بالاعدام على أعداد كبيرة منهم.
ورغم أن جماعة الاخوان أعلنت نبذ العنف منذ عشرات السنين وتنفي أي صلة تربطها بالعنف الذي ارتكبه متشددون اسلاميون في الاونة الأخيرة في البلاد فقد صدر حكم بحظر الجماعة كما اعتبرت منظمة ارهابية في كل من مصر والسعودية.
وقال خميس للساسة البريطانيين الذين التقوا في وقت سابق بالسيسي "قررنا انتاج هذا الفيلم القصير ... الذي يقدم لكم حقيقة ما حدث في بلادي."
ولتوقيت دعوة النواب البريطانيين مغزاه. فبريطانيا تجري في الوقت الحالي مراجعة لأنشطة الاخوان المسلمين وصلتها المحتملة بأعمال العنف.
وسئل خميس عن سبب استضافته الساسة البريطانيين للمرة الثانية خلال ستة أشهر فأكد أن المراجعة البريطانية تمثل عاملا وراء هذه الدعوة.
وقال خميس لرويترز على العشاء "بريطانيا العظمى مهمة في تشكيل الرأي العام الدولي. والاخوان المسلمون يتركزون فيها. والتنظيم الدولي له مركزه في لندن."
وقبل أن يشرع النواب في تناول الطعام شاهدوا مسلحين يرفعون رأسا مقطوعا وحرائق في كنائس وسلسلة من عمليات الاغتيال التي نفذها اسلاميون. ولم يعلق أي من الضيوف على الفيلم في الكلمات التي ألقوها.
ورغم أن جماعات أخرى غير الاخوان أعلنت مسؤوليتها عن الكثير من تلك الهجمات فقد بدا أن الفيلم يربط بينها وبين الاخوان.
ومنذ عزل الرئيس الاخواني مرسي أدارت جماعة الاخوان حملة الدعاية الرئيسية لها من شقة بالدور الثاني فوق مطعم كباب مهجور في شمال غرب لندن.
* امبراطورية السجاد
وخميس من أغنى أثرياء مصر وكان عضوا في مجلس الشعب في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة النساجون الشرقيون أكبر شركة لانتاج السجاد آليا على مستوى العالم.
وسمح له نفوذه السياسي بترتيب اجتماعات للوفد البريطاني مع عدد من كبار الشخصيات العامة مثل السيسي الذي قاد حركة الإطاحة بمرسي في أعقاب احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه ثم انتخب رئيسا للبلاد الشهر الماضي.
ويقول السيسي إن المصريين يرفضون الإخوان وقال مكتبه إنه شدد في لقائه بالوفد البريطاني في مطلع الاسبوع على أهمية الموازنة بين الحقوق والحريات من جانب والمخاوف الأمنية من جانب آخر.
وقالت جماعة الإخوان إنها ستتعاون مع المراجعة البريطانية رغم أنها أبدت قلقها من تولي السفير البريطاني في السعودية جون جنكينز الإشراف على هذه المراجعة.
ومنذ سنوات بعيدة بنت جماعة الإخوان قاعدة التأييد الشعبي التي تمتعت بها على شبكات منظمة من الأعمال الخيرية وحصلت على أكثرية الأصوات في الانتخابات التي جرت منذ الانتفاضة التي أطاحت بمبارك عام 2011.
لكنها فشلت عندما تولت الحكم في طمأنة المصريين أنها ملتزمة بالديمقراطية
وثار استياء المصريين ومراقبين أجانب على السواء عندما أصدر مرسي مرسوما يحصن قراراته من الطعن عليها أمام القضاء بالاضافة إلى تهديدات لحرية الفنانين وكذلك عندما دعا أئمة إلى الجهاد في سوريا في حضور مرسي نفسه.
وقال جيفري دير عضو مجلس اللوردات وهو ينهض عن المائدة في نهاية العشاء "بالطبع أنا قلق منهم كمجموعة. ومن الواضح أن القلق كبير هنا (في مصر) ونحن نشاطرهم ذلك القلق."
رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى