في دائـرة الضـوء..خريستو ستويتشكوف أسطورة بمزاج حاد!

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> عبقري متمرد داخل الملعب وخارجه، وإنه عبقري بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إنه خريستو ستويتشكوف، الذي يُعد أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم البلغارية.
ننقلكم في دائرة الضوء في جولة للغوص في خفايا مسيرة هذا الساحر الذي عُرف بمزاجه المتقلب، وسلوكه الذي يكاد يصل حد التطرف في بعض الأحيان، إلى درجة جعلت الناس ينقسمون إلى صنفين عند استحضار مشواره في ملاعب كرة القدم: فإما أن تكون من أكبر المعجبين به، وإما أن تكون من أشد الساخطين عليه، بينما لا توجد فئة تقف في منزلة بين المنزلتين.
يكفي إلقاء نظرة خاطفة على سجل ستويتشكوف لكي يدرك المرء أنه بصدد الحديث عن أسطورة من أساطير الساحرة المستديرة، فقد عُرف هذا المهاجم الدولي السابق بسرعته الفائقة وتسديداته القوية وأهدافه الساحرة، لكنه اشتهر أيضًا بطبعه المتقلب داخل الملعب وخارجه، وهو ربما ما جعل منه ذلك اللاعب صاحب الشخصية القوية، ذلك الذي كان يحمل على عاتقه فريقًا بأكمله في السراء والضراء، وذلك الذي كان يقاتل بكل ما أوتي من قوة على كل الكرات طيلة الدقائق التسعين من عمر كل مباراة.
**** سمى بألوان البلاوجرانا
وُلد خريستو في بلوفديد يوم 8 فبراير 1966، وقد بدأت أولى عينات تألقه بالكرة تظهر منذ نعومة أظافره، وخاصة في أيام مراهقته عندما كان يبلي البلاء الحسن فوق ملاعب الدرجة الثانية في بلاده، وسرعان ما أثار انتباه زعيم الأندية البلغارية، سيسكا صوفيا، الذي ضمه إلى صفوفه وهو ما يزال في ربيعه الثامن عشر.
وبعد عام واحد فقط على انتقاله إلى عملاق العاصمة، شوهد ستويتشكوف في شجار عنيف خلال نهائي كأس بلغاريا، مما كاد يؤدي إلى إيقافه مدى الحياة، بيد أن العقوبة تقلصت إلى شهر واحد، وبعد عودته إلى أجواء المباريات، أظهر للعالم وجهه الآخر، وجه الهداف المتألق الذي لا يُشق له غبار، حيث فاز بالحذاء الذهبي الأوروبي عام 1989م بعد تسجيله (38) هدفًا في (30) مباراة.
وفي سنة 1990م، انضم إلى نادي برشلونة، حيث أصبح يحمل القميص رقم (8)، ليُصبح فيما بعد واحدًا من نجوم (فريق الأحلام) الذي أتى على الأخضر واليابس تحت إمرة يوهان كرويف، حيث شهدت تلك الحقبة فوز العملاق الكاتالوني بكأس أوروبا للأندية للمرة الأولى في تاريخه.
وظل خريستو في قلعة الكامب نو حتى عام 1998م (باستثناء موسم 1994م/1995م، الذي خاضه مع بارما الإيطالي)، كانت تلك أفضل سنوات مسيرته الرياضية، ولو أن مشواره مع كتيبة البلاوجرانا بدأ بعقوبة إيقاف دامت شهرين كاملين بعدما داس عمدًا على أحد الحكام.
ورغم مزاجه الحاد، إلا أنه تمكن من الفوز بكل الألقاب الممكنة خلال مدة مقامه في برشلونة، بل وإنه أصبح من أعز النجوم إلى قلوب مشجعي الفريق الكاتالوني بفضل انطلاقاته السريعة وتسديداته اليسارية الساحقة وقدرته الهائلة على المراوغة أثناء الركض.
**** قدوة في بلغاريا
بلغ خريستو أوج مسيرته في عام 1994م عندما تُوج بالكرة الذهبية التي كانت تمنحها مجلة فرانس فوتبول، كما شهدت تلك السنة تربعه على عرش الأبطال القوميين في بلاده، عندما قاد المنتخب الوطني إلى تحقيق أفضل إنجاز في تاريخ كرة القدم البلغارية ببلوغه نصف نهائي الولايات المتحدة الأمريكية 1994م، قبل أن يسقط (2-1) على يد إيطاليا، ثم يخسر (0-4) أمام السويد في مباراة تحديد المركز الثالث، ورغم أن نهاية تلك المغامرة لم تتم بالشكل الذي تمناه ستويتشكوف، إلا أنه عاد إلى دياره متوجًا بجائزة هداف البطولة، مناصفة مع الروسي أوليج سالينكو.
وبعدها بعامين، نجح ذلك الجيل في الصعود بالفريق البلغاري إلى كأس الأمم الأوروبية 1996م بعد غياب دام (28) سنة, صحيح أن منتخب بلاده سقط في الدور الأول، بيد أن خريستو تمكن من هز الشباك في جميع مباريات مرحلة المجموعات، ليكون ذلك آخر فصل من فصول الحقبة الذهبية في تاريخ الكرة البلغارية.
وبعد (13) سنة متواصلة من العطاء، خاض فيها (83) مباراة بقميص المنتخب الوطني الذي سجل معه (37) هدفًا بالتمام والكمال، قرر ستويتشكوف وضع حد لمسيرته الدولية عام 1999م، وبالنبرة المتعالية التي ميزته دائمًا، كان خريستو قد صرح في حديث خص به أحد المواقع العالمية عام 2007م: "لن يصل أي بلغاري إلى الحد الذي بلغته أنا في مسيرتي".
**** من أرضية الميدان إلى خارج خط التماس
بعد انتهاء مشواره في برشلونة، عاد ستويتشكوف إلى سيسكا صوفيا، حيث أمضى مدة وجيرة، قبل أن ينتقل بين النصر السعودي وكاشيوا ريسول الياباني والدوري الأمريكي للمحترفين، ليقرر في سنة 2004م تعليق حذائه بشكل نهائي، لكنه لم يبتعد عن ملاعب كرة القدم؛ إذ سرعان ما شرع في تعلم مبادئ التدريب في النادي الأعز على قلبه، بعدما قرر الاستقرار في برشلونة.
وفي يوليو 2004م استلم دفة المنتخب البلغاري، لكن سرعان ما طفت على السطح بعض المشاكل بسبب الصراعات الداخلية، وأسلوبه العصبي في التعامل مع بعض اللاعبين، وبعد الإخفاق في التأهل إلى كأس أوروبا 2008م، اضطر ستويتشكوف إلى الاستقالة من منصبه عام 2007م، ليستلم إدارة سيلتا فيجو بهدف إبقائه ضمن أندية الدرجة الأولى في أسبانيا، لكنه فشل في مهمته ليغادر فريق منطقة جاليسيا بعد ستة أشهر فقط من قدومه إليه.
ثم انتقل إثر ذلك إلى جنوب أفريقيا، حيث استلم دفة ماميلودي صنداونز، الذي دربه موسمًا واحدًا قبل أن يعود إلى بلغاريا للإشراف على فريق ليتيكس لوفيتش، بيد أن النجاح الذي لم يفارقه خلال مسيرته فوق المستطيل الأخضر يبدو وكأنه ما زال يدير له ظهره منذ أن انتقل إلى خارج خط التماس.
ومع ذلك، فإن مزاجه ما زال لم يتغير؛ إذ ما زال يحث لاعبيه بالنبرة الحادة نفسها والعبارات القوية نفسها، والطريقة العصبية نفسها التي كان يشجع بها رفاقه أو يحتج بها على الحكام في السابق؛ إذ يُمكن تلخيص شخصية خريستو ستويتشكوف في جملة قالها يومًا: "هل أنا نادم على شيء؟ على أشياء كثيرة، لكني سأظل دائمًا محتاطًا وحذرًا، لأن هناك دائمًا من يريد أن يقضي عليك، وخاصة الحساد".
**** مسيرة اللاعب:
- تاريخ الولادة: 8 فبراير 1966م
- مكان الولادة: بلوفديف، بلغاريا.
- المركز: مهاجم.
- الأندية: سيسكا صوفيا (1984م-1990م)، برشلونة (1990م-1998م)، بارما (1995م/1996م)، سيسكا صوفيا (1998م)، النصر (1998م)، كاشيوا ريسول (1998م/1990م)، شيكاجو فاير (2000م-2002م)، دي سي يونايتد (2003م).
- المنتخب الوطني: (83) مباراة دولية (37) هدفًا.
**** أبرز الإنجازات:
** أولاً مع الأندية:
- بطل الدوري البلغاري ثلاث مرات: 1986م/1987م، 1988م/1989م، 1989م/1990م.
- بطل كأس البلغاري ثلاث مرات: 1986م/1987م، 1987م/1988م، 1988م/1989م.
- بطل كأس السوبر البلغاري مرة واحدة: 1989م.
- بطل الدوري الأسباني خمس مرات: 1990م/1991م، 1991م/1992م، 1992م/1993م، 1993م/1994م، 1997م/1998م.
- بطل كأس أسبانيا مرتين: 1997م، 1998م.
- بطل كأس أوروبا للأندية الأبطال مرة واحدة: 1992م
- بطل كأس أوروبا أبطال الكؤوس مرة واحدة: 1996م/1997م.
- بطل كأس السوبر الأوروبية مرتين: 1992م و1997م.
** ثانيًا المنتخب:
- المركز الرابع بكأس العالم الولايات المتحدة 1994م (FIFA).
**** الإنجازات الفردية:
- الكرة الذهبية: 1994م.
- الحذاء الذهبي الأوروبي: 1990م (مناصفة مع هيوجو سانشيز – 38 هدفاً).
- حذاء adidas الذهبي في الولايات المتحدة 1994م (6 أهداف، مشاركة مع الروسي أوليج سالينكو).
- صاحب المركز الثاني في حفل جائزة أفضل لاعب في العالم (FIFA) 1992م و1994م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى