السنة يتهمون قوات الأمن العراقية بارتكاب مجزرة في سجن

> بغداد «الأيام» أوليفر هولمز:

> حملت رأس الصبي آثار طلقتي رصاص. قالت أسرته إنه كان مسجونا لاستخدامه شريحة هاتف محمول غير مسجلة. لكن الزيارة الثانية للأسرة كانت في المشرحة.
هذا الصبي كان واحدا من بين 52 سجينا قتلوا رميا بالرصاص بطريقة الإعدام حيث أصيب معظمهم بطلقات اخترقت الرأس والصدر.
وصدم العالم هذا الأسبوع بتسجيل مصور لمتشددين سنة من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وهم يقتلون عشرات الأسرى الذين ألقيت جثثهم في مقبرة قليلة العمق أثناء تقدمهم الخاطف في شمال العراق.
لكن السكان السنة يقولون إن القوات العراقية والميليشيات الشيعية المتحالفة معها مسؤولة عن فظائع مماثلة ويشيرون إلى مقتل عشرات السجناء في سجن في بعقوبة.
وتقع المدينة -وهي عاصمة محافظة ديالى التي يقطنها خليط ديني- شمالي بغداد وتبعد عنها مسافة ساعة بالسيارة وتعرضت لهجوم المتشددين منتصف ليل الاثنين.
وتقول الحكومة إن السجناء قتلوا جميعا في تبادل للنيران عندما تعرض السجن للهجوم. لكن المسؤولين السنة المحليين وبينهم المحافظ ورئيس مجلس البلدية يقولون إن السجناء أعدموا على أيدي حراسهم. والسجين الوحيد الذي نجا خطف في وقت لاحق وقتل كي لا يكون هناك شهود.
قال قائد الشرطة المحلية إن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام هاجموا السجن في منطقة المفرق في بعقوبة أثناء محاولتهم السيطرة على المدينة يوم الاثنين.
واستمرت المعركة طوال الليل وجرى صد مقاتلي الدولة الإسلامية في النهاية. وعثر في الصباح على جثث السجناء الاثنين والخمسين.
ويقول السكان إن معظم السجناء المحتجزين في السجن احتجزوا في جرائم صغيرة. وتقول الشرطة إنهم محتجزون للاشتباه في صلتهم بالإرهاب.
وقال قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمري إن مقاتلي الدولة الإسلامية استخدموا قذائف المورتر والقنابل في القتال وإن السجناء قتلوا من الطلقات الطائشة ومن الانفجارات القريبة من السجن.
وقال الشمري لرويترز إنه بعد انتهاء القتال تم العثور على أحد أفراد قوات الأمن مقتولا إضافة إلى جثث السجناء. وأضاف أن السجن صغير وهو عبارة عن منزل في قلب منطقة سكنية وليس محصنا بقوة وتحول إلى ما يشبه ميدان معركة مشيرا إلى أن الاحتمال كان كبيرا لأن يتعرض السجناء لإطلاق النار مثل أي جندي من قوات الأمن.
لكن المسؤولين السنة يقولون إن الجثث تشير إلى أن الضحايا أعدموا بالرصاص ولم يسقطوا نتيجة نيران طائشة. وقال رئيس بلدية بعقوبة عبد الله الحيالي إنه زار المشرحة ووجد أن معظم الضحايا مصابون بأعيرة نارية في الرأس.
وأحد الضحايا ابن أخيه وهو مصاب برصاصتين في الرأس.
وقال الحيالي لرويترز إن الضحية عذب بقسوة وانتزعت أظافره.
وقال باسم السامرائي المتحدث باسم محافظ ديالى عامر المجمعي إنه شاهد أيضا الجثث ومعظمها يحمل آثار أعيرة نارية في الرأس.
وقال موظف في المشرحة وضابط شرطة تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما إن معظم الضحايا مصابون برصاص في الرأس أو الصدر على غرار عمليات الإعدام.
وحاول رئيس البلدية والمحافظ زيارة السجن في اليوم التالي للهجوم لكن حوالي 50 من أفراد ميليشيا يرتدون ملابس مدنية منعوهما من الوصول.
وقال رئيس البلدية إن أفراد الميليشيا وجهوا بنادقهم نحوه ونحو المحافظ مما أجبرهما على العودة إلى سيارتيهما. وأضاف إنهما لم يشاهدا أي علامات على قذائف المورتر تؤيد ما زعمه رئيس الشرطة.
وأضاف أن فارغ رصاصة مسدس عيار تسعة مليمترات وجدت قرب جثة ابن أخيه مما يشير إلى أن إطلاق الرصاص حدث من داخل السجن.
وكانت بعقوبة والمناطق المحيطة من بين المناطق الأشد عنفا في العراق حيث يعيش السنة والشيعة في قرى متجاورة ويتبادلون الاتهامات بارتكاب فظائع بشكل منتظم منذ الاحتلال الأمريكي.
ويقول السنة إن الميليشيات الشيعية وقوات الأمن تستهدفهم بينما يتعرض الشيعة لهجمات المتشددين والانتحاريين بشكل منتظم.
وقال السامرائي المتحدث باسم محافظ ديالى إن الوحيد الذي نجا من السجن يدعى أحمد زيدان الحربي.
وأضاف في مكالمة هاتفية أن السجين نجا لكنه أصيب بجروح في الرأس والصدر وانه أبلغ المحافظ بأن السجناء تعرضوا فجأة لإطلاق النار مشيرا إلى أنه كان يتحدث بصعوبة.
وتابع قائلا إنهم علموا بعد ذلك أن الحربي خطف من المستشفى ومازالوا يتحرون الأمر ولا توجد أدلة تقود إلى من قاموا بخطفه.
وألقيت جثة الحربي صباح أمس الأول الخميس أمام المشرحة.
رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى