> الأخوان الكفيفان زكي وصالح عبدالله صالح القزعي من إحدى مناطق مديرية تبن النائية بلحج، في المستوى الثاني في قسم اللغة العربية في كلية التربية صبر.. يعيشان في ظروف قاسية لكن بإرادتهما تحديا إعاقتهما.
التقيناهما أثناء عودتهما من الكلية وعملنا معهما لقاءً قصيرا..
يقول الكفيف صالح: "كنت أحلم أن أدرس في الجامعة في قسم الإعلام، ولكن بسبب بُعد المسافة والمواصلات قررت أن أدرس في كلية التربية صبر في قسم اللغة العربية".
فيما يتحدث شقيقه زكي عن تعاون الجميع في الكلية معهما من خلال قيام بعض زملائهما بقراءة المحاضرات عليهما لمساعدتهما في الحفظ والفهم للمحاضرات التي يلقيها الأساتذة في الكلية، بالإضافة إلى تعاون العميد وموافقته تسجيلنا في الكلية وتقديم كل المساعدات لهما".
ويقول الكفيف صالح إنهما عندما يعودان من الكلية إلى البيت تقوم شقيقتهما بقراءة المحاضرات عليهما، أما في الامتحانات يتم الاستماع لهما شفويا من قبل مدرس المادة الذي يقوم بتسجيل الإجابات الخاصة بهما.
يطمح الشقيقان إلى أن يتوظفا بشهادة الثانوية العامة وتكوين أسرة لمواصلة مرحلة الجامعة التي تتطلب جهودا كبيرة ومساعدة دائمة.. فيقول الكفيف صالح: "نريد أن نتزوج حتى نكون أسرة، لأن الاستقرار يساعد في مواصلة الدراسة في الكلية".
وحول دور جمعية المعاقين قال الشقيقان إنهما يتلقيان من صندوق المعاقين مبالغ شهرية بالكاد تغطي المواصلات، ولكن حتى هذا المبلغ لم يسلم من خصم نسبة 15 % كضرائب.
ويطالب الشقيقان صندوق المعاقين بأن يوفر لهما أجهزة كمبيوتر محمولة محملة بالبرنامج الخاص بالنطق ومسجلة خاصة بتسجيل المحاضرات أسوة بطلاب كلية الطب والهندسة".. مشيرين إلى أن هذه الأجهزة سوف تساعدهما بشكل كبير في دراستهما الجامعية.
زكي وصالح يقولان إن هذه أول خطوة لطريق الألف ميل للمستقبل الذي يطمحان إليه بأن يكون لهما شأن فيه بإذن الله تعالى.
ووجه الكفيفان صالح وزكي في ختام هذا اللقاء القصير معهما رسالة إلى أولياء أمور المعاقين بأن يدفعوا بأولادهم إلى التعليم ليكونوا في المستقبل نجوما لامعة في سماء البلاد .