مواجهات مسلحة في صنعاء بين أنصار الله والجيش

> صنعاء «الأيام» خاص:

> أكد مصدر في المكتب السياسي لجماعة الحوثيين (أنصار الله) بالعاصمة لـ«الأيام» أنه تم التوصل مع وفد اللجنة الرئاسية أمس إلى اتفاق ينص على إعادة الأوضاع في منطقة الجراف شمال العاصمة إلى ما كانت عليه بعد أن سادها التوتر ومواجهات بين قوات عسكرية وحراسة المكتب السياسي للحوثيين فجر أمس السبت.
وأضاف: «إن اللجنة المشكلة من نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي واللواء على ناصر لخشع نائب وزير الداخلية التقت عصر اليوم (أمس) في المكتب السياسي لأنصار الله قيادة الحوثيين وجرى الاستماع إلى ما جرى في الحادثة كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة وتداعياتها».
وبين المصدر في تصريحه أمس لـ «الأيام» أن الاتفاق نص أيضا على تبادل الأسرى وإسعاف حراسة المقر إلى المشفى ورفع المتارس وفتح طريق المطار.
وكان رئيس الجمهورية شكل أمس لجنة للتحقيق في واقعة الأحداث التي عاشتها منطقة الجراف صباح أمس وأسفرت عن عدد من الجرحى.
وتشمل لجنة التحقيق إلى جانب اللجنة الرئاسية مندوبا من جماعة الحوثي.
وكان العشرات من مسلحي جماعة الحوثي انتشروا بمنطقة الجراف.
وأكدت مصادر وثيقة لـ«الأيام» أنهم استحدثوا المتارس في أرجاء المنطقة والمداخل المؤدية إلى مكتبهم السياسي ..كما قاموا بقطع الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي..
جاء ذلك ردا على اقتحام مسلحين يلبسون الزي العسكري المقر السياسي، ويستقلون سيارات نوع (هيلوكس بدون أرقام) إضافة إلى أطقم للجيش .
المصدر في جماعة الحوثي قال لـ«الأيام»: «إن نحو (10) أطقم و(6) سيارات محملة بالجنود اقتحمت الساعة الثانية صباحا اليوم السبت (أمس) المقر السياسي لجماعة (أنصار الله) الواقع في منطقة الجراف - شمال العاصمة - بالقرب من وزارة الداخلية.. ويعد تطورا خطيرا للمعركة الدائرة بين مسلحي الحوثي و جماعة حزب الإصلاح ومسانديهم».
وقال شهود عيان لـ«الأيام»: إن الطرفين تبادلا إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة نجم عنها عدد من الإصابات في الطرفين على الرغم من وجود حراسة من الشرطة العسكرية للمكتب».
وأكد مصدر في جماعة الحوثي أن عناصرهم تمكنوا من إلقاء القبض على (10) من المسلحين و 3 سيارات هايلوكس التابعة للمسلحين.. فيما قال المسلحون إنهم اعتقلوا في عملية الاقتحام نحو 5 أشخاص من عناصر الحوثي.
وحسب مواطنين تحدثوا لـ«الأيام» فإن المسلحين انسحبوا قبل الفجر بعد أن أمطرهم (أنصار الله) وابلا من الرصاص من كل جانب.
وتعتبر المنطقة تحت سيطرة الحوثيين وأن إقدام المسلحين يعتبر استفزازا لهم.
وكان بيان عن المكتب السياسي للحوثي قال إن اقتحام مكتبهم يعد تصرفا أهوجا يعكس الهزيمة النكراء لقوى النفوذ على صعيد معاركهم في عمران وهمدان وبني مطر.
إلى ذلك عقدت اللجنة الأمنية الخاصة بأمانة العاصمة اجتماعا استثنائيا أمس للوقوف أمام الأحداث التي وقعت في حي الجراف.
وقالت اللجنة إن مجاميع مسلحة تابعة لأنصار الله (الحوثيين) قامت بالاعتداء بالأسلحة النارية على الدوريات الأمنية التابعة لأمن أمانة العاصمة أثناء قيامهم بواجبهم الأمني.
وأكدت اللجنة أنها لن «تتهاون مع من يقوم بالاعتداء على رجال الأمن أثناء أداء مهامهم،وأن من يسخر منزله لمثل تلك الاعتداءات سيعرض نفسه ومنزله للخطر »، مشيرة في ذات الوقت إلى أنه «لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتحجج أية جماعة بحماية نفسها ومقراتها من الأجهزة الأمنية التي أوكل إليها القانون حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم».
وذكرت اللجنة أن الدوريات الأمنية وبينما كانت مارة بأحد شوارع حي الجراف الشرقي تم اعتراضها من قبل مجاميع مدنية مسلحة من أنصار الحوثي، بعد أن كانوا قد أغلقوا الشارع، ولم تتمكن أطقم الدورية الأمنية من المرور، وحينها أمطرت المجاميع المدنية المسلحة النيران على الأطقم والأفراد بشكل مفاجئ من أسطح المنازل ونوافذها والشوارع والأزقة والمتارس المستحدثة، مما أدى إلى إصابة (17) من رجال الأمن منهم 3 ضباط و 14 فردا.
وعبرت عن أسفها لهذا التصرف الأرعن الذي يعبر عن سوء النوايا تجاه رجال الأمن الأوفياء، وأكدت في هذا الصدد للجميع أن رجال الأمن هدفهم الأسمى هو توفير الأمن والاستقرار والسكينة العامة لكافة المواطنين دون أي تمييز.
وأهابت بجميع الإخوة المواطنين التعاون مع رجال الأمن، مؤكدة في ذات الوقت أنها «لن تتهاون في التعامل مع كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى داخل أمانة العاصمة».
وأكدت اللجنة الأمنية أنه لا صحة لما جاء في بيان جماعات الحوثي حول ملابسات أحداث الليلة الماضية في الجراف جملة وتفصيلا، داعية الجميع إلى جعل مصلحة الوطن وأمنه واستقراره فوق كل المصالح.
وكان المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) أصدر بيانا حول أحداث منطقة الجراف قال فيه: «إن ما حدث يؤكد أن استهداف الحوثيين هو هدف مباشر لهم في أي موقع كانوا، وفي أي نشاط عملوا، سواء كان في نشاط سياسي أو في عمل اجتماعي أو في تحرك شعبي».
وأضاف البيان: «إننا نؤكد أن الدولة تتحمل كل المسؤولية عن عدوانها الغاشم في محاولاتها اقتحام المجلس السياسي للحوثيين في العاصمة صنعاء وما ترتب على ذلك».
وقال الحوثيون في البيان إنهم يدافعون عن أنفسهم من تلك الاعتداءات التي تمارس بحقهم في كل مكان وموقع وبأي نشاط وتحرك، وأن ما يدفعهم للمواجهة مع المعتدين هو موقفهم العدواني الغاشم بحقهم، وتجاهل سلطات الدولة وتغاضيها عما يحصل عليهم من إهدار للدم وتجاوز للحقوق واستخفاف بالحرمات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى