مشتروات رمضان.. إقبال ضعيف على شراء المتطلبات رغم الإغراءات

> استطلاع/ عبدالعالم العتابي والخضر عبدالله

> لم ترق الحركة التجارية والشرائية في أسواق مدينة عدن إلى المستوى المطلوب وسط توقعات بأن تستعيد أسواق المدينة نشاطها التجاري خلال شهر رمضان المبارك، لاسيما في ظل سيطرة حالة من الهدوء والركود التجاري شملت كافة القطاعات التجارية في المحافظة خلال الشهور الماضية.
وعبر عدد من التجار في المدينة عن أملهم بأن يكون موسم الاستعداد لشهر رمضان المبارك فرصة لإنعاش الحركة التجارية وتعويض فترة الركود التي عاشوها خلال الفترة الماضية، مؤكدين في الوقت ذاته أن هدوء المدينة خلال الأشهر الماضية ساهم في إلحاق خسائر ببعض التجار والمصالح الاقتصادية بعد أن (تراجعت) حركة القادمين إلى المدينة نظراً لفراغها التام من أي نشاط سياحي أو ترفيهي.
وعند تجولنا في الأسواق العامة بمدينة عدن لاحظنا ضعف إقبال المواطنين على شراء البضائع والمواد الغذائية والاحتياجات المطلوبة لشهر رمضان المبارك.
ما إن يبدأ شهر رمضان ملوحا بقدومه حتى يبدأ المواطنون بالتحضير له بشراء بعض الاحتياجات والمستلزمات التي تأتي في مقدمة قائمتها التمور.
وعن هذه الاحتياجات وتكاليفها يقول عبدالسلام أحمد الصبيحي: " وهو صاحب محل لبيع التمور بالتفرقة، أن شهر شعبان يعتبر موسم خاص لبيع التمور، لهذا يستغل التجار الفرصة في هذا الموسم حيث يرتفع سعر (صندوق التمر الواحد) من 7500 إلى 10000 ريال، ونجد أنفسنا مضطرين بما يفرضه علينا تجار الجملة، حيث أنهم يوزعون علينا بالدين الآجل " .
ويضيف: " نحن كتجار للتمور نعاني من توقف السوق بسبب توقف الحركة التجارية وتدهور الحالة الأمنية، حيث إن أكثر زبائننا هم من أصحاب القرى الذين يتواجدون في عدن للعمل " .
عبده علي الزريقي صاحب محل لبيع التمر (جملة وتجزئة) يتحدث لـ"الأيام "عن ارتفاع أسعار التمور خلال شهر رمضان، حيث موسم الإقبال على شراء التمور، وقال: "نحن طوال السنة لا نبيع بنفس البيع باستثناء شهر شعبان حيث تجد الناس مجبرين على شراء التمور"، وأضاف: "لاشك المعيشة عند الناس صعبة جداً، واستغلال الموردين للتمور جريمة، حيث يتم بيع 10 كليو بسعر 12 كيلو وهذا الاستغلال من قبل الموردين يجبرنا كبائعي تجزئة على رفع السعر الذي يحدده التجار حيث تمنح لنا بسعر الدين، وهناك قلة من التجار يستوردون التمور ويتفقون فيما بينهم على السعر لهذا هم يحتكرون السوق ويتحكمون به " .
* أزمة الديزل ترفع الأسعار
يقول محمد عبده قائد صاحب محل لبيع المواد الغذائية: " سبب رفع الأسعار هو أزمة المشتقات النفطية، وهناك زيادة 5% في الحليب ومشتقاته بالإضافة إلى البقوليات بـأنواعها المختلفة، وبالنسبة للمواد الأخرى مثل الأرز والسكر فسعرهما مازال ثابت " .
ويضيف: "هناك تراجع كبير في نسبة المبيعات خلال هذا العام حيث إن الأعوام السابقة، كنت أبيع كثير من المواد الغذائية بسرعة كبيرة " .
ويشاركنا الحديث عمار أمين، صاحب محل لبيع المواد الغذائية، قائلاً: "نحن أصحاب المحلات التجارية الصغيرة أصبحنا نواجه صعوبة في البيع لعدة أسباب منها التخفيضات والإغراءات التي يقدمها ملاك المراكز التجارية الكبيرة، حيث يتجه الناس إلى هذه الأسواق، إضافة إلى أزمة المشتقات النفطية التي مازالت تعصف بالبلاد حيث جرى استغلالها من قبل الشركات الكبيرة في رفع بعض المواد الغذائية والاستهلاكية " .
* مشكلة ارتفاع الاشعار
أما المواطنة زهراء عبدربه، فتعتبر الوضع الحالي بأنه مكدرا للناس، وقالت: "إن ارتفاع الأسعار الغذائية خلال شعبان هو استغلال من قبل التجار لحاجات الناس، الذين لا يملكون قدرة شرائية قوية لتوفير كل الاحتياجات والمتطلبات " .
وأضافت: " شهر رمضان شهر الخير والبركة، وتكثر فيه حاجة الناس لعدد من الطلبات، والمفروض أن يكون التاجر مراعياً لظروف الفئات الفقيرة التي ليس لها قدرة على شراء المواد الضرورية، ويجب تخفيض أسعار اللحوم والألبان والتمور والخضروات حتى يتمكن الجميع من الحصول عليها وبما يكفيه وعائلته " .
يتحدث المواطن شهاب على محمد الشوذي: " رمضان شهر الاطمئنان إذ أنه يبعث بالفرحة والسرور في قلوب الناس" ويواصل: "في السابق كان الناس لديهم القدرة على اقتناء لوازم الشهر الفضيل، واليوم حدّث ولاحرج، فالتعاسة والبؤس أصبحا على وجوه الناس " .
المواطن صدام حسين، يصف أجواء رمضان بكونها أجواء معكرة حيث تتضاعف تكاليف الصرفيات فيه وقال: " أصبح المواطن يتحمل أعباء كثيرة، خصوصاً والأسعار مرتفعة وقلة دخل المواطن محدود".
ويضيف: " بالأمس كان يأتي رمضان وكل شيء رخيص، حيث يستطيع الفرد شراء كل أغراضه ومتطلباته، لكن اليوم أصبح المواطن البسيط يدخل الأسواق (ينظر ويتفرج) بعيونه، ثم يخرج وهو يعتصر ألما من الداخل" .
ويختتم صدام: " لكن يبقى الجزء الأكبر الذي ينغّص صيامنا برمضان، أوضاع الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة، فكل شعوب العالم تستقبل رمضان بالأهازيج، ونحن في هنا نستقبله بالشموع وبأصوات (المواطير) " .
* ضعف مستوى الشراء
وقال التاجر فيصل عبده: "إن أغلب المحلات التجارية في المدينة تعمل على طرح جملة من التنزيلات والعروض المميزة لجذب المتسوقين وتشجيعهم على الشراء" واصفاً قرار الحكومة بصرف رواتب العاملين في الدوائر الحكومية قبيل رمضان (بالمتأخر) كونه سيصرف قبل أيام قليلة من حلول الشهر الكريم، الأمر الذي لا يمنح المواطن فرصة كبيرة لشراء ما يلزمه من لوازم ومتطلبات، مؤكداً على ضرورة أن يتم صرف الرواتب في أسرع وقت ممكن، الأمر الذي سينعكس على زيادة النشاط التجاري في الأسواق وعدم اقتصاره على الأيام الأخيرة من الشهر" .
من جانبه قال منصور محمد بائع في أحد المحلات التجارية: "إن حركة البيع في المحلات التجارية تصل إلى أفضل مستوياتها في ساعات المساء، وذلك في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تشهدها المدينة خلال ساعات النهار" مشيراً إلى: "أن القطاع التجاري في المدينة يعقد آمالاً كبيرة في تعويض الخسائر التي لحقت به جراء الركود الذي خيم على الأسواق خلال الأشهر الماضية " .
* انتشار أصناف رديئة
في أحد المحال الخاصة بالمواد الغذائية التقت "الأيام " بعضاً من المواطنين المحملين بالسلع والمواد الرمضانية، حيث قالوا إن "الأسعار ولعت وبزيادة تجاوزت 40 % عن العام الماضي وخاصة السلع الأساسية كالقمح والزيوت والأرز والمواد الرمضانية وبنحو يثير جنون المستهلكين " .
واشتكى عدد من المواطنين الذين التقتهم"الأيام" من ارتفاع أسعار متطلبات الشهر الفضيل واستغلال التجار لموسمه بطريقة ذهبت ببهجة فرحة (شهر رمضان) لدى محدودي الدخل الذين يستعدون لاستقباله وسط ارتفاع غير مسبوق للأسعار وتآكل للرواتب".
وقال المواطن أحمد رشيد: "إن المواطنين من ذوي الدخل المحدود هم أكثر الفئات المتضررة من ارتفاع الأسعار التي تشهد خلال هذه الفترة تسارعاً كبيراً"، منوهاً إلى: "أن المواطن يبحث عن البضائع ذات الجودة العالية وبأسعار مناسبة، وهذا مالا تجده في أسواق المدينة الخاصة، حيث تنتشر البضائع ذات الأصناف الرديئة وبأسعار غير مناسبة واصفاً شراء البضائع الجيدة مطلباً (صعب المنال) في ظل ارتفاع أسعارها وتدني الرواتب " .
* التجار يستغلون الشهر
ويرى المواطن عبدالله علي: "أن قرار الحكومة بصرف رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين يشكل حلاً لمشاكل شريحة واسعة من المجتمع مما سيسهل عليهم استقبال شهر رمضان " داعياَ في الوقت ذاته المواطنين بشراء الاحتياجات الأساسية، وذلك لتجنب الوقوع في تبعات اقتصادية لاحقة سيجنيها المواطن بعد انتهاء الشهر كونه سينتظر 30 يوماً لحين موعد استلامه لراتبه الشهري.
وأكدّ المواطن عبدالناصر قيرع،: "إن ارتفاع أسعار حاجيات ومستلزمات رمضان لاسيما الأواني والمأكولات الرمضانية قد ارتفعت إلى الضعف، في إشارة إلى استغلال أغلب التجار حاجة المواطن إلى الشراء خلال هذه الفترة " .
ويتساءل لماذا لا تقوم الحكومة بصرف نصف رواتب الموظفين قبيل حلول رمضان، وترك النصف الآخر إلى ما بعد نصف رمضان ليتسنى للمواطن شراء متطلبات العيد وعدم الوقوع في مشاكل اقتصادية سيجنيها عليه تقديم صرف الرواتب عن موعدها المعتاد ؟ .
بائع أواني معدنية أكد لنا أن الأسواق تمر بحالة من الركود، وقال: "هناك قدرة شرائية ضعيفة لدى السوق لأن البطالة مؤثرة كثيرا على المواطن الذي ليس له القدرة على النزول للسوق، وشراء حاجياته منها ما عدا السلع الأساسية التى لا يمكن الاستغناء عنها فى الحياة اليومية وهى الخضراوات " .
وأضاف "الوضع الاقتصادى فى البلاد مهم جدا، ونحن فى سوق عام نتأثر كثيرا بالوضع الاقتصادى والأمنى خاصة، والسوق بشكل عام فى حالة ركود وليس هناك سوى أيام قليلة على حلول الشهر المبارك، ونحن أصحاب المحلات نشتكى جميعا من عدم الإقبال على الشراء لأن الحالة الأمنية غير مستقرة " .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى