النوبة ودخوله من باب اليمن الكبير

> أنور الحضرمي:

> مفجر الثورة الجنوبية ورائدها الأول العميد ناصر النوبة يفجر أكبر قنبلة موقوتة، ذلك حين قدم إلى صنعاء بصورة مفاجئة فاجأ بها الجميع، لم يتخيلها أي إنسان جنوبي..
إن العميد ناصر النوبة رئيس الهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب سيتوجه إلى العاصمة صنعاء ليفجر قنبلة بهذا العيار الثقيل وهو تأييده للحوار اليمني، الكل كان متوقعا أن العميد النوبة سيجلس على طاولة الحوار مع نظام الشمال في عقر داره بصنعاء.
العميد النوبة في فترة سابقة قلب الموازين رأساً على عقب وبسرعة البرق رفع مطالب الشعب الجنوبي من مطلب حقوقي إلى مطلب استعادة دولة الجنوب.
كيف لرجل بهذا الحجم أن يتغير بين ليلة وضحاها لقد امتدت إليه العديد من الطلقات النارية من قبل بعض محبيه طالما وجدوا فيه الرجل المخلص.
الوضع المضطرب في الجنوب وتنامي انتشار الجماعات المسلحة، وخلط الأوراق على الكل، وهي الورقة التي يراهن عليها الشماليون لاستمرار بقاؤهم في الجنوب، ونقل المعركة إلى الجنوب لاستمرار الشراكة المتفق عليها مع الغرب، لاسيما مع الولايات المتحدة الأمريكية (مكافحة الإرهاب)، وقد نجحوا في ذلك نجاحا كبيرا، وبدعم خليجي، ودولي، فهاهي الجماعت المسلحة قد وجدت لها بيئة خصبة وحاضنة في الجنوب، وتعتبر مركزاً لانطلاقها، بينما بقيت قيادات الحراك عاجزةً عن صد ذلك التنامي لهذه الجماعات، حيث وصل الأمر إلى عدم حماية الكوادر الجنوبية.
فبرغم الرسائل التي يوجهها الحراك السلمي الجنوبي من خلال المسيرات المتواصلة التي تعبر عن عدم صلة شعب الجنوب بالجمعات المسلحة إلا أن ذلك لم يسفر عن أي تعاطي من قبل الأمريكان ودول الخليج مع القضية الجنوبية رغم الإشارة لها في مؤتمر الحوار وحلها حلا عادلا.
هادي من استغل ذلك الوضع وأعلن حربه على تنظيم الجماعات المسلحة في الجنوب التي نفى عنه بأنه موطن ومنطلق الإرهاب وأشار بذكاء شديد إلى أن 70% من عناصر التنظيم غير يمنيين - تصريح صاعق لداعميه في صنعاء – ظهور التنظيم بقوة في الجنوب، أيضا هادي وجه بقوة حيث استخدم قيادات جنوبية بل ألوية جنوبية في حرب مفتوحة مع الجماعات المسلحة.
الأمر الذي لم يتوقعه المتحالفون في الجنوب والمتخاصمون في صنعاء، هذا الفعل أوجد ردت فعل في صنعاء وهو الاتفاق على إسقاط هادي، أدرك هادي ذلك الانقلاب كما يسمى بالانقلاب الأبيض ومن خلال الأيدي الخفية التي لم نفهما ولم يفهما الكل غير الرئيس هادي وهي (تحرك أنصار الله وتفجير الوضع في عمران).
الرئيس هادي في رسالة عاجلة إلى مفجر الثورة الجنوبية العميد ناصر النوبة الذي حلق في سماء اليمن كالنسر، ودخل اليمن من بابها الذي عجز الأتراك عن اقتحامه مرات.. وفي مكتب هادي والمصافحة الشهيرة وحمل العصا، وزيارة الأسير أحمد المرقشي لها دلالات كثيرة في المدلول السياسي، هادي أراد لهذه التركيبات المعقدة غلاف وهو (تأييد الحوار اليمني علنا)، وهي مقدمة توحي بقدوم قيادات جنوبية من الوزن الثقيل، فكان لهادي لما أراد، وماذا يريد النوبة ومن سيتبعه في الطريق؟ هل هو انقاذ ما يمكن انقاذه بعد فشل الحوار اليمني وبعد الركود الذي أصاب القضية الجنوبية على الصعيد الدولي من جانب، ودغدغة الشارع الجنوبي من قبل هادي باستمالة بعض القيادات الجنوبية لتهدأ الأمور في الجنوب؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى