الدراجات النارية في الشمايتين .. سباق مع الفقر وحصد للأرواح

> الشمايتين «الأيام» محمد العزعزي:

> تزايدت الحوادث المرورية للدراجات النارية في مدينة التربة، والسمسرة، والمنصورة، والمركزفي مديرية الشمايتين بمحافظة تعز مؤخرا بصورة غير مسبوقة بعد منع استخدامها في أمانة العاصمة ومدن أخرى، حيث يستخدمها المواطنون وسيلة للمواصلات، ويلجأ إليها الشباب لمواجة البطالة، والتغلب على مصاعب الحياة.
وقال الدكتور عبد الرحمن أحمد صالح مدير عام مستشفى خليفة العام بالتربة لـ"الأيام": "تحولت الدراجات النارية من وسيلة للحياة والنقل إلى وسيلة للموت السريع في المديرية، واستقبلت المستشفى خلال العام 2013م 87 حالة إصابة وجرى إرسال 197 حالة في وضع خطر إلى مستشفيات المحافظة".
وأضاف مدير مستشفى خليفة "أن الحوادث المرورية للدراجات النارية في المديرية أودت بحياة 40 شخصا خلال العام الماضي".
وأكد أن انتشار الفقر والبطالة بين الشباب والخريجين في المديرية دفعهم إلى استخدام الدراجات لمواجهة الصعوبات المعيشية ومتطلبات الحياة.
في الوقت الذي يعتبر الكثير من سكان المديرية أن الدراجات النارية تحولت من وسيلة النقل الرخيص إلى وسيلة للحوادث والإعاقة والموت السريع، وتزايدت خطورتها أكثر من المركبات الأخرى في مديرية مترامية الأطراف، تعاني من طرق ريفية بدائية تساهم في زيادة الحوادث المرورية.
ويفيد الشاب أيمن أمين عبده حيدر البالغ من العمر (18) عاما "أنه استأجر دراجته بمبلغ 500 ريال يوميا للتغلب على صعوبة الحياة، حيث يحاول الحفاظ على سلامته، وسلامة الآخرين بعدم السرعة أثناء السير".
وفي المنطقة ذات تضاريس وعرة فإن الحوادث المرورية تزداد يوما بعد يوم، وترتفع نسبة الوفيات والإعاقات بين مستخدمي هذه الوسيلة، ونجد البعض يسوق تلك الدراجات بسرعة جنونية فيصبحون ضحية الحوادث المرورية.
ويقول الشاب عمير عبد السلام الأصبحي (طالب جامعي ): "قيادة الدراجة النارية في الشوارع والقرى أصبح من الأمور المألوفة، وهي وسيلة لكسب العيش الحلال في ظل غياب الاهتمام الحكومي بالشباب وإيجاد فرص عمل لهم، ولكن البعض يقود الدراجات بسرعة جنونية مع غياب المرور في هذه المديرية الذي يأتي يوما واحدا في الأسبوع.
وأضاف قائلا: "لجأت أنا واثنين من إخوتي للعمل على الدراجات للوفاء بمتطلبات الأسرة".
من جانبه قال أحد سائقي الدراجات عبدالجبار محمد ابراهيم (55)عاما: "أعمل بهذه المهنة منذ عام 1982 وأعول 7 أطفال، حيث اضطررت للعمل بالدراجة لانعدام الأعمال للوفاء بمصاريف البيت والأسرة وحاجات الأولاد".
وقد أشار إلى ذلك مدير المعهد المعهد المثالي الحديث بالتربة (آي إم آي) الأستاذ مفيد علي سيف الهويش حيث أكد أن استخدام الدراجات النارية أصبحت ظاهرة تحتل مركزا متقدما في قائمة الظواهر السلبية ومصدر ازعاج للمواطنين.
واضاف: "لم يتوقف خطرها على حوادث السير فقط لكنها تحولت إلى وسيلة للجريمة وارتبطت الدراجات بعدد من القضايا الجنائية المختلفة والشواهد في ذلك متعددة وأصبحت للمجتمع نظرة خاصة تجاه هذه الشريحة التي تعمل في قيادة هذه الدراجات على أقل تقدير".
وواصل حديثه قائلا :"هذه المشكلة تصنف اجتماعيا بالسلبية والحل ليس سهلا ويحتاج إلى تعاون جاد بين الجهات الحكومية ذات العلاقة والصلة ومنظمات المجتمع المدني وكافة المهتمين بسلامة المجتمع من أجل الارتقاء بهذه الشريحة المهمة وإعدادها ذاتيا وسلوكيا من خلال برامج تدريبية وتوعوية بمدى المسؤولية التي يحملها، وطبيعة العلاقة بالمجتمع، خاصة لأن أكثر هؤلاء يعولون أسراً وقد تكون الدراجة النارية هي مصدر الرزق الوحيد.
بين الفقر والبطالة ومتطلبات الحياة اليومية وانعدام فرص العمل في عواصم المحافظات بسبب الأوضاع التي يشهدها البلد تبقى الدراجات النارية في المديرية في تزايد مستمركمصدر رزق بديل يجلب الكثير من المخاطر للسائقين والمواطنين يتطلب التفاته من السلطات، والحكومة لمواجهة البطالة، واستيعاب الخريجين الجامعيين وإيجاد فرص عمل امنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى