قرى (العلوب والعلفقي) أكثر مناطق كرش حرماناً من الكهرباء

> استطلاع/ عنتر الصبيحي:

> ما تزال عدد من قرى كرش الصبيحة بمحافظة لحج، تعاني من الحرمان لأبسط المقومات والخدمات الأساسية التي تأتي في مقدمتها خدمة التيار الكهربائي الذي تم إيصاله إلى بعض القرى، واستثنيت منه قرى أخرى، حيث تعد قريتا (العلفقي والعلوب) من القرى التي جرى إسقاطها من مشروع الكهرباء، ولم يتم إمدادها حتى اليوم بالكهرباء على الرغم من وجود سيل من المناشدات والمراسلات التي لم تجد لها آذانا صاغية، الأمر الذي ولد حالة من الاستياء والتذمر وسط أهالي القريتين.
في هذا الاستطلاع السريع نسلط الضوء على أهم إشكالية، مازال أهالي المنطقة يعانون منها والمتمثلة بالحرمان من خدمة التيار الكهربائي،المشروع الوحيد الذي حظيت به بعض قرى كرش.
البداية كانت مع الشيخ أحمد محمد حميدة الذي تحدث عن معاناة المنطقة موضحاً: “لقد استبشرنا خيراً عند اعتماد كهرباء كرش حين بدأ العمل بها وكان من المقرر أن تشمل عددا من القرى التابعة لها، إلا أننا تفأجأنا أنه لا يشمل منطقتي (العلوب والعلفقي)”.
ويضيف: “ لقد قمنا بمتابعة المجلس المحلي وطالبنا بإدخال الكهرباء، وبعد عناء تحصلنا على خمسة عشر عمودا فقط، وهذه الأعمدة لا تكفي لتغطية المنطقة، وكانت هناك وعود بزيادتها لكن لم تنفذ”.
ويواصل بقوله: “عندما عين مدير جديد للمديرية، قام بالتواصل مع المقاول الخاص بمشروع كهرباء كرش الشريجة، الذي بدوره أكد للمواطنين أن منطقتي العلوب والعلفقي من ضمن المناطق المدرجة في المشروع، لاسيما وأنها قرى قد تم النزول إليها من قبل المهندس، وأجريت عليها دراسة لتحديد طبيعتها واحتياجاتها، ورفع تقرير بشأنها إلى المدير العام والى الجهات المعنية في المحافظة”.
ويكمل حديثه بالقول: “لكن للأسف كل هذه الأمور لم تنفذ وما يزال الأهالي يعانون أسوأ حالات الحرمان، في الوقت الذي تم فيه إنجاز جزء من المشروع والمتمثل بمد الأسلاك للقرى، باستثناء هاتين القريتين اللتين أدخلت إليهما الأعمدة دون مدها بخطوط للكهرباء،والتي لا تبعد عن الشبكة الكهربائية في الخط العام سوى كيلومتر واحد، ومع هذا مازال الأهالي يستخدمون الفوانيس،وكأنهم يعيشون خارج النطاق الجغرافي لهذا البلد، وهذا ما يولد الإحساس للمواطنين بأنهم يعاملون معاملة تشطيرية وإقصائية”.
* حرمان سببه السلمية
يقول المواطن شكيب علي قائد أحد أبناء المنطقة إن منطقتهم محرومة من كل الخدمات ولم تحظ حتى الآن بأي اهتمام من قبل الدولة.
ويضيف شكيب متحدثا عن معاناة أهالي قريته: “نواجه مشكلات عدة منها: حرمان الأهالي من خدمة الكهرباء التي جرى توفيرها في مناطق أخرى وعلى حساب منطقتنا رغم وصول أعمدة المشروع إليها”.
ويشير في كلامه إلى أن “السلمية التي يتسم بها سكان هذه المناطق في التعبير عن مطالبهم، جعلت هذا المشروع متعثراً، فالدولة في مثل هذه الحالات لا تسرع بإنجاز مشاريعها وإتمامها كاملة إلا إذا خرج الموطنون للتعبير عن مطالبهم بوسائل أكثر سخونة وفوضى”.
ويضيف بقوله: “إن الفانوس أصبح سمة سكان أهل القرية، وهو الوسيلة التي يستخدمها الأهالي لطرد الظلام”، مردفاً: “لكن هذه الوسيلة تكاد اليوم تنعدم بسبب ارتفاع أسعار مادة (القاز)،ناهيك عن سلبية ما يسببه استخدام الفانوس من أمراض شتى للأطفال نتيجة ما يخلفه من روائح سامة”.
وقال: “أحمل مسؤولية توقف مشروع الكهرباء وتعثر إدخال الخدمة إلى مناطقنا، أعضاء المجلس المحلي بالمديرية الذين لم يحركوا ساكنا إزاء إيصال ومتابعة شكاوانا”.
* لا نزال في القرون الغابرة
بدوره عبر المواطن أمير علي عن معاناته بقوله: “نحن لا نعرف في حياتنا سوى الفانوس والشمعة،بالإضافة إلى الظلم والتجاهل والتهميش الذي نلاقيه من قبل السلطات الرسمية”.
ويضيف: “نتجرع مرارة العيش والظلام الجاثم على قريتنا منذ سنوات طويلة، فأعمدة الكهرباء منصوبة فقط للرؤية والمشاهدة”، وتساءل أمير في كلامه: “متى سنرى النور في هذه القرى النائية؟، ومتى ستتحقق لأبنائها وسكانها مطالبهم واستحقاقاتهم الأساسية”.
أما الشاب صبري أحمد، أحد شباب المنطقة، فقد تحدث عما تعانيه منطقة العلفقي وأهلها من حرمان وتهميش” وقال: “قريتا (العلفقي والعلوب) لاتزالان خارج النطاق الجغرافي لليمن، فالظلم والظلام والقهر والمرارة أصبحت عناوين بارزة في هذه المنطقة، والمجلس المحلي لم يقم بتأدية دوره وواجباته على أحسن ما يجب تجاه هذه القرى وأهلها، سوى أنه ما يزال يغدق على سكانها بالوعود العرقوبية الكاذبة، وفي المقابل نجد الحكومة تتعامل معنا بنظرة تشطيرية منذ أن تحققت الوحدة”.
وقال مختتماً: “إلى متى سيستمر بنا الحال على ما هو عليه، لا خدمات أساسية ولا ماء ولا كهرباء ولا صحة؟، فضلاً عن التلاعب بالمخصصات الخاصة بمشاريع مناطق كرش وما يتبعها من قرى”.

صورة عامة لكرش
صورة عامة لكرش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى