ومضات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> * من فضائل الصيام
شهر رمضان،موسم عظيم فاضل للطاعة، ووقته محدود، فجدير بالمسلم أن لا يفوت شيئا من لحظاته، إلا وهو في قربة لخالقه تزيد في حسناته، وما أجمل الطاعة في كل وقت، ولكنها في رمضان تفضل على الطاعات في الأوقات الأخرى، كيف لا، ونحن جميعا نعرف الخصائص التي ميز الله بها هذا الشهر عن غيره من شهور العام، وها هو المصطفى عليه الصلاة والسلام، يوضح لأمته أنها سمت على غيرها من الأمم، فوهبت خصائص هذا الشهر الكريم، فاقت بها غيرها من الأمم السابقة، روى أبو هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطهن أمة قبلهم، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك،وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا،ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول:يوشك عبادي الصالحون، أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل يا رسول الله: أهي ليلة القدرا؟،قال: لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله”. رواه أحمد والبيهقي. ما أعظم هذه الخصائص، وما أكثر ما فضل الله به هذه الأمة على غيرها؟ عباد الله المخلصون تقوى عزائمهم، وتنشط قواهم، وتتحفز هممهم للطاعة، فهم يتسابقون إلى ميادين الطاعات، فالمؤمنون يزداد إيمانهم، والمنافقون تتضاعف حسراتهم، روى ابن خزيمة في صحيحه أنه عليه الصلاة والسلام، قال: “أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه، ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه، إن الله ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاءه قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يعد فيه القوت من النفقة للعبادة، ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين، واتباع عوراتهم، فهو غنم يغنمه المؤمن”.
وهكذا فإن المؤمنين يتلذذون فيه بطاعة ربهم، ورد عن بعض السلف قال: “بلغنا أنه يوضع للصوام مائدة يأكلون عليها، والناس في الحساب، فيقولون: يا رب، نحن نحاسب وهم يأكلون، فيقال: إنهم طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم”. وقال مكحول: “يفوح من أهل الجنة رائحة، فيقولون: ربنا، ما وجدنا ريحا منذ دخلنا الجنة، أطيب من هذه الريح، فيقال: هذه رائحة أفواه الصوام.
حري بكل واحد منا أن يضاعف طاعته لله، ويكثر من كل ما يقربه لمولاه، فقد كان الأخيار السالفون، يداومون على صيام النافلة، ولا يخصون الصيام بشهر رمضان فقط، ورد أن قوما من السلف باعوا جارية لهم، فلما قرب شهر رمضان، رأتهم يستعدون له بأنواع الأطعمة، فسألتهم عن ذلك، فقالوا: نستعد لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لاتصومون إلا رمضان، لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، ردوني عليهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى