الفنان المسرحي (أبو بكر القيسي) بين إبداع الماضي وأوجاع الحاضر

> وليد الحيمدي

> ليس أقسى على الفنان من أن يشاهد ما قدمه من إبداع لوطنه يذهب سدى، وأن يمضي خريف عمره يقاسي المرض والأسى، دون أن يحظى ولو بلمسة تكريم أو رعاية مستحقة.
وهذا ما ينطبق على حال الأستاذ التربوي والفنان المسرحي ورائد مسرح الطفل في عـدن (أبو بكر أحمد القيسي) الذي أمضى حياة حافلة بالنضال الوطني، والعمل التربوي، والعطاء المسرحي، وبعد أن بلغ به الداء والكمد مبلغاً، وامتزجت ملامحه بين طموح الماضي وتجاعيد أوجاع الحاضر، وتخلى عنه الجميع وتناسوه حين كان المعلم الذي علم تلاميذه في مدارس (الشيخ عثمان) في ستينيات القرن المنصرم، بل أصبح بعض تلامذته لهم رصيد سياسي ويتمتعون بمناصب عليا في الدولة، وبعضهم صار له مكانة ووجاهة اجتماعية.
هو أيضاً الممثل المسرحي الذي رسم على براءة الأطفال البهجة والمرح، وأسس لأجلهم أهم إنجاز حين خطط لبناء مسرح تثقيفي لهم، وتقلد إدارته ما بين الفترة (1976م/1982م)، وكان من أبرز أعماله أن قدم للأطفال وللمشاهدين أول مسلسل تربوي تلفزيوني، جسد فيه شخصية (العم بشبوش) في مسلسل (بشبوش وأبو الريش) بمعية زميلة (عبدالله الخارمي) والذي تم عرضه في تلفزيون عـدن عام 1990م، وكذلك مشاركته في إخراج أوبريت (زائر من الأرض) في عام 1972م، الذي كان من تأليف وأشعار وألحان الفنان الفقيد (محمد سعد عبدالله)، ناهيك عن بعض الأعمال المسرحية والأعمال الدرامية التلفزيونية التي قدمها لأكثر من أربعة عقود، وأشترك فيها مخرجاً وممثلاً ومعداً ومقدماً لبرامج الأطفال في إذاعة وتلفزيون عـدن.
وللتعريف أكثر بشخصية (أبو بكر القيسي) فهو من مواليد عـدن عام 1943م، حاصل على (دبلوم عال) في التربية عام 1961م، وتلقى دورات عدة في المجال التربوي الذي عمل به لأكثر من 28 عاماً مدرساً في مدارس عـدن، كما له دورات وورش عمل كثيرة في مجالات التمثيل والإخراج المسرحي، وحصوله على شهادة (دبلوم) مسرح الأطفال من جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى تلقيه دورات في تحكيم لعبة (كرة القدم) وانخرط في مجال التحكيم بملاعب (كرة القدم) لمدة عام، وتحديداَ في عام 1970م.
هذا الاسم البارز في الحركة التربوية والمسرحية يعاني حالياً أوضاعا مرضية عدة، منها داء (هشاشة العظام) الذي أجبره أن يحبو- عند تحركه- من شدة ما يعانيه من ألم، ونصحه الأطباء أن يغادر إلى (الهند) لصعوبة توفر علاجه بالداخل، لكنه وبرغم ألمه الشديد لم يستجد أحداً في إعانته للعلاج، وما أنفكّ ينظر بصمت وعتاب لوطن قدم له الكثير ولم ينال منه غير الجحود والنكران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى