ومضات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> * فضائل الدعاء
دعاء الله تعالى عبادة ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، فقد أمره الله بها، ووعده بالإجابة، قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” وجاء الترغيب فيه خلال آيات الصيام، وفي سياقها القرآني، في قوله جل شأنه: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، مما يدل على أن الدعاء في رمضان له مزية خاصة، والنبي صلى الله عليه وسلم، حين أورد مواطن إجابة الدعاء، ذكر منها دعاء الصائم وقت إفطاره، فقال: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”. رواه الترمذي.
وقال عليه الصلاة والسلام: “إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد”. رواه ابن ماجه، فحري بالمسلم الصائم، أن يحرص على اغتنام وقت إفطاره، بسؤال ربه ودعائه، عسى أن يوافق نفحة من نفحات الباري جل وعلا، لتحصل له السعادة في الدنيا والآخرة.
وإن المشاهد لأحوال الناس، يرى أن بعضهم يغفل عن مثل هذا، وبالأخص أولئك الذين يجتمعون على إفطارهم في المنازل، فإن هذا الوقت الثمين، أعني وقت ساعة الإجابة، حين يفطر الصائم، يهدره أمثال هؤلاء،. مما لا فائدة فيه، إذ يشغلون أنفسهم بالتهيئة لتناول الإفطار، ويضيع وقتهم في اللغو والحديث، وتبادل الكلام، فما يشعرون إلا وقد فاتهم الوقت النفيس، الذي حثهم المصطفى صلى الله عليه وسلم على اغتنامه، وشغله في الدعاء والإلحاح فيه.
لذلك فإن الصائم حين يفطر في مسجد من المساجد، يكون أقرب إلى الإكثار من الدعاء، وشغل نفسه به، وحين يفطر مع أهله وأولاده يذكرهم ويحثهم على اغتنام وقت الإفطار، بالانطراح بين يدي الخالق، وإظهار الخضوع له، وسؤاله من خيري الدنيا والآخرة، أما الإفطار الجماعي الذي يحصل من البعض، فإنه في الغالب يفوت على أولئك هذه الفرص الذهبية التي هي أرجى لإجابة الدعاء.
وليحرص المسلم الذي يأمل إجابة خالقه لدعائه، أن يكون مأكله ومشربه حلالا، فلا يتناول شيئا اكتسبه بطريق غير مشروع، وليكن غذاؤه حلالا خالصا لا شبهة فيه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين: “أن الرجل يمد يده إلى ربه، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك” رواه مسلم، وقال أيضا: “إن العبد ليقذف باللقمة الحرام في جوفه، ما يتقبل منه عمل أربعين يوما” رواه الطبراني.
فالمال الحرام، والمكاسب المشبوهة، من أعظم الموانع التي تحول دون قبول الدعاء، لذلك فإن المسلم ينبغي أن ينتقي غذاءه، ليكون كله حلالا لا مدخل للحرام فيه، ولا يجمع شيئا من كسبه من طرق ملتوية محرمة، فإن المال المشبوه والمحرم مهما كثر، ومهما أنفق المرء منه أو تصدق، فلن يقبل منه شيء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى