في حوار مع مدير إدارة الصرف الصحي بأبين المهندس سالم صالح عباد:نطالب باعتماد موازنة مستقلة لنتمكن من تسيير أعمالنا على أكمل وجه

> حاوره/ جمال محمد حسين

> أجرت «الأيام» حوارا مع الأخ مدير إدارة الصرف الصحي بأبين المهندس سالم صالح عباد، حول أسباب غياب البنية التحتية للإدارة الخاصة بصيانة وتشغيل أنظمة الصرف الصحي، وتردي أوضاع العاملين فيها، كما تطرقت إلى اتفاقيات وتنفيذ المشاريع في مجال الصرف الصحي، وأسباب تعثر أعمال المشاريع الخاصة بالصرف الصحي في المحافظة، وأسباب عدم توفير الصندوق الاجتماعي المواد والمعدات الخاصة بالصيانة والتشغيل في الإدارة، ومطالب الإدارة للجهات المختصة.. فإلى ذلك الحوار:
- ما الأسباب التي أدت إلى وصول إدارة الصرف الصحي بأبين إلى الوضع المتردي التي هي عليه اليوم، ولماذا العاملون فيها وضعهم محزن.
أولا وضعنا كما لا يخفى عليكم وضع صعب جدا فعلا، وقد تم دمج الإدارة مع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في إبريل 2013م، وهي تعاني من غياب كامل للبنية التحتية الخاصة بصيانة وتشغيل أنظمة الصرف الصحي من سيارات وتجميع مخلفات وسيارات شفط وسيارات لنقل العمال وأدوات عمل ضرورية ولازمة لعمال لصرف الصحي، وكذلك قطع غيار المضخات لتشغيل محطة الكود وأدوات ومعدات أخرى خاصة بالعمل الفني والهندسي.
أما عن العمال المتعاقدين والموظفين فهم يفتقرون إلى أبسط حقوقهم الوظيفية كالرعاية الصحية والتأمين الصحي بحكم عملهم الخطير والمميت في نفس الوقت، وهم منذ أكثر من 19سنة متعاقدون مع المجالس المحلية في مديريتي زنجبار وخنفر، وبراتب لا يزيد عن 36 ألف ريال.. لهذا نناشد الأخوة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير المياه والبيئة، ومحافظ محافظة أبين أن يتعاونوا معنا في توظيف هذه العمالة التي لولاها لعشنا في مستنقع ملوث مليء بالأمراض والقاذورات والروائح الكريهة، التي قد تتسبب في هجرة السكان، كما نطالبهم باعتماد موازنة مستقلة لإدارة الصرف الصحي بأبين لنتمكن من تسيير أعمالنا على أكمل وجه، وضرورة إدراج برامج ومشاريع استثمارية لشبكات الصرف الصحي من قبل الحكومة.
- نسمع بين الحين والآخر عن اتفاقيات مشاريع وتنفيذ مشاريع في مجال الصرف الصحي والمياه يتكفل بتنفيذها الصندوق الاجتماعي للتنمية وبعض المنظمات الدولية.. ولكن المواطن لا يلمس أي تحسن في الخدمات، ويسأل أين تلك المشاريع؟
من المهم أيضا أن يتطرق الإعلام لمثل هذه المواضيع المهمة وينتقدها النقد البناء بما يسهم في الارتقاء بهذه المشاريع لتخدم المجتمع والبيئة.. ولو عدنا إلى سؤالك فهناك أعمال خدمية في مجال المياه والصرف الصحي يمولها المشروع الألماني (kfw) والذي قدم تمويل لإعادة تأهيل شبكتي المياه والصرف الصحي في مديريتي خنفر وزنجبار، وهذا التمويل سلم للصندوق الاجتماعي ويقدر بحوالي 12مليون يورو حسب إفادة وزير المياه والبيئة التي ذكرها في اجتماع خاص بمشاريع مياه الريف وسلم للصندوق وهو المسئول عن تنفيذ تأهيل شبكتي المياه والصرف الصحي في مديريتي خنفر وزنجبار وبمبلغ وقدره مليار ومائتي مليون ريال، وكان نصيب إدارة الصرف الصحي من هذه المشاريع 30%من إجمالي هذا المبلغ، وهناك مواد ومعدات لم يتم توريدها إلى اليوم ونفذ الصندوق الاجتماعي مشروع إعادة لمجاري جعار وزنجبار والكود بما يقدر بسبعة آلاف متر، حيث كان نصيب جعار2 كيلو متر وقسمت باقي المسافة بالتساوي بين زنجبار والكود، وكذلك تم تصفية شبكات الصرف الصحي الرئيسية والفرعية التي قام بها الصندوق وتحت إشرافه المباشر إضافة إلى توريد وتركيب ما يقدر بحوالي 300 غطاء مسلح حديدي في المناطق الثلاث مع تنفيذ أغطية مسلحة لكل من جعار وزنجبار، ومع ذلك المشكلة مازالت قائمة حيث تعاني إدارة الصرف الصحي من مشاكل الانسدادات والطفح في كل من جعار وزنجبار وتتطلب إجراءات سريعة لمعالجتها وهو ما ننتظر تنفيذه.. وما يتعلق بدعم المنظمات الدولية التي ذكرتها فنحن إلى يومنا هذا لم نلمس أي جديد، وهناك جهود تبذل من منظمة DRC والمنظمة النرويجية، وقد تشرفنا بالجلوس معهما ووعدانا بتنفيذ بعض الخطوط لإعادة تأهيل شبكات المجاري في القرى وخصوصا مناطق الدرجاج وباتيس والحصن والجول، ونتعشم أن تساعد هذه المنظمات في حل بعض المشكلات التي تؤرق المواطن.
- لماذا توقفت أعمال المشاريع الخاصة بالصرف الصحي، ولكم الآن أكثر من عشرة أشهر؟
أولا نود أن نحيطكم علما أننا منذ أغسطس 2013م إلى يومنا هذا ونحن نتابع الصندوق الاجتماعي لتنفيذ بعض المشاريع التي يجب أن نعطيها الأولوية، ولكن الصندوق للأسف لازال يماطل تحت مبرر آلية الصندوق تارة واعتراضنا على بعض المقترحات التي تمس احتياجات الإدارة المعنية تارة أخرى.. فمثلا نحن في المؤسسة قبل نصف عام ذهبنا إلى الصندوق وطلبنا منهم توضيح لنا مسألة التمويل المتبقي من الدعم الألماني فأجابونا أنه لا علاقة لنا إلا بما هو متفق عليه مع المؤسسة والمخصص المحدد بمليار ومائتي مليون ريال، ومع أننا أوضحنا لهم أننا في إدارة الصرف الصحي نعاني من مشاكل كثيرة وذلك في ظل غياب بنيتها التحتية من مواد ومعدات وآليات وصيانة وتشغيل النظام، إضافة إلى ما يتعلق بالتدهور الحاصل في شبكات المجاري وانتهاء عمرها الافتراض لبعض الخطوط والتي تسبب لنا مشاكل كبيرة من طفح دوري ومتكرر الذي يتطلب تمويل أكبر وغيرها مع كل ذلك رفض الصندوق الاجتماعي أخذ طلباتنا بعين الاعتبار فرفض مدير عام المؤسسة المحلية للمياه بأبين التوقيع على متبقي المشاريع التي يراد تنفيذها من قبل الصندوق، الأمر الذي دفع به للذهاب إلى صنعاء لعرض المشكلة على الجهات المعنية في الوزارة ونتج عنه استدعاء طاقم الصندوق إلى صنعاء وكذلك تم استدعاء المدير العام وتمخض عن هذا اللقاء طلب الصندوق الاجتماعي من المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بأبين رفع مذكرة رسمية يتم فيها تحديد كل الاحتياجات الضرورية واللازمة إدارية وفنية وخدمية تتضمن البنية التحتية كاملة، التي ستساعد بالنهوض بالعمل المؤسسي والبيئي والصحي لإدارة الصرف الصحي ورفعت للمدير العام، واعتمدت وقدمت للصندوق، ونتمنى أن يسرع الصندوق في توفيرها، علما أن هناك طلبات سابقة خاصة بالصرف الصحي وهي مواد ومعدات عاجلة لم يوفرها الصندوق وهي معتمدة ذات أهمية لأنها خاصة بالصيانة وتشغيل شبكات الصرف الصحي.
- هل خلافكم الجوهري مع الصندوق سببه عدم توفيره لكم المواد والمعدات الخاصة بالصيانة والتشغيل والمعتمدة سابقا؟
الاختلاف مع الصندوق ليس فقط على المواد والمعدات التي يفترض أن يكون قد وفرها لنا قبل عام وفيها محضر يلزم الصندوق بتوفيرها خلال أسابيع وإنما خلافنا أيضا يكمن في تأهيل الشبكات التي تحتاج إلى تمويل أكبر والصندوق لم يعتمدها وذهب بأكثر من مليار وثمانمائة مليون ريال لمديريات المحافظة الريفية، فيما إدارة الصرف الصحي ومؤسسة المياه في أمس الحاجة إلى تسخير هذه المبالغ واستثمارها لإصلاح البنية التحتية سواء في إمدادات المياه أو في شبكات الصرف الصحي المتدهورة في عاصمة المحافظة التي تفتقر إلى مشاريع استراتيجية تتناسب وحجم التطور السكاني والمعماري والاحتياج المستقبلي للسكان والتنمية، لكن الصندوق للأسف أوقف الأعمال المتبقية، وكذلك اعترضنا على مشروع مجاري الكود الذي تقدر مسافته بحوالي خمسة كيلومترات طولي وهو مشروع جديد لشبكة مجاري رئيسية وفرعية، وكان لنا رأي وهو عدم تمرير هذه المناقصة قبل مراجعتنا للدراسة، وكانت لنا أراء ومقترحات فنية قدمناها للصندوق واستجاب لتعديلها وقريبا سينفذ وتقدر تكلفته الإجمالية بحوالي 75 مليون ريال.
تعاني الإدارة من مشاكل الانسدادات
والطفح المستمر
في جعار وزنجبار
تعاني الإدارة من مشاكل الانسدادات والطفح المستمر في جعار وزنجبار
- هل تعتقد أن هناك فائدة من عدم توقيع مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي بأبين على المشاريع المتبقية لكم عند الصندوق؟
أعتقد أن عدم توقيع الأخ مدير عام المياه والصرف الصحي بأبين قد نتج عنه مراجعة حسابات داخل صنعاء الذي أثمر طلب الصندوق الاجتماعي ـ مثلما أوضحت سابقا ـ منا في المؤسسة مذكرة رسمية نحدد فيها جميع احتياجاتنا، وهذا يعني أن هناك دعم آخر متمثل في المليار والـ 800 مليون ريال المتبقية، أو أن هناك تمويل جديد يعوض المؤسسة عن المبالغ المفقودة.
- ما موقف المحافظ والمدير العام تجاه توقيف هذه المشاريع الذي يفترض أن تكون نفذت.. وهل حددت فترة زمنية لتنفيذها؟
المحافظ تحدث مع الصندوق كثيرا وفي أكثر من اجتماع على ضرورة توفير أهم مقومات العمل الخدمي الذي يرتقي بعمل الإدارة وكذلك الأخ المدير العام كتب أكثر من رسالة يحث الصندوق على سرعة توفير المواد والمعدات العاجلة وتنفيذ المشاريع اللازمة ولكن الأخوة في الصندوق يبررون أن هذه آلية الصندوق.
- كلمة أخيرة لك؟
شكرا لك ولصحيفة "الأيام".. وسعدنا كثيرا بعودة صدورها، وأناشد الأخ محافظ أبين جمال العاقل ومدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بأبين المهندس صالح بلعيدي بالضغط على الصندوق الاجتماعي لتنفيذ المشاريع والاحتياجات التي رفعناها لهم في المذكرة الرسمية التي طلبوها لما فيه من مصلحة عامة للسكان في أبين.
حاوره/ جمال محمد حسين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى