في دائـرة الضـوء..حكاية أعرق أندية العالم!

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> * ليفربول:عمالقة أنفيلد لا يسيرون بمفردهم أبدًا
لولا أحد الأشخاص ما كان نادي ليفربول لكرة القدم قد وُلد فعندما ترك نادي إيفرتون ملعب أنفيلد نتيجة خلاف على عقد الإيجار عام 1892، صمم صاحب الأرض (جون هولدينج) أن يستمر لعب المستديرة الساحرة في المكان ، وبدعم من عدد من المشجعين وثلاثة لاعبين من فريق إيفرتون أسس نادياً جديداً إنطلاقاً من الصفر واختار له إسم (ليفربول) ، دون أن يدرك آنذاك أنه يخلق أسطورة في عالم اللعبة الجميلة.
وحتى هولدينج الأب المؤسس للنادي لم يتوقع النجاح المنقطع النظير الذي سيحققه مشروعه هذا على مدى عشرات السنين.. وفي الحقيقة فإنه لا يوجد أي نادٍ إنجليزي آخر بإمكانه مجاراته في عدد الألقاب: 18 بطولة دوري ، والمركز الأول سبع مرات في كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الدوري ، وبطل أوروبا خمس مرات ، وحامل لقب كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA في ثلاث مناسبات.
*** ولادة مؤسسة كروية
تأسس نادي "ليفربول إف سي" في 15 مارس 1892م لكن الإسم الرسمي الأول للنادي كان "إيفرتون آند أثليتيك جراوندز لمتد"، أو "إيفرتون أثليتيك" للإختصار، إلا أنه تم تغيير الإسم إلى ليفربول بعد أشهر قليلة نتيجة اعتراض الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم عليه..وتقدم ليفربول بطلب ليكون عضواً مؤسساً لدوري كرة القدم عام 1892، لكن هذا المسعى الطموح قوبل بالرفض لأن النادي لم يكن قد لعب أي مباراة في أي بطولة تنافسية .. وبدلاً من ذلك انضمّ الفريق إلى دوري لانكشاير، وفاز باللقب في النسخة الأولى من الدوري وتلت ذلك بعد عام واحد العضوية في دوري كرة القدم ، وفاز الفريق بأول لقب له في الدوري عام 1901/1900م.
*** صناعة أسطورة
يُعتبر 1 ديسمبر 1959 نقطة فارقة في تاريخ نادي ليفربول ففي ذلك اليوم تم تعيين بيل شانكلي مدرب نادي هدرسفيلد تاون كمدرب جديد لليفربول..وكان الريدز قد تعرضوا للهبوط من الدوري الأهم في البلاد عام 1954م وأصبحوا متعطشين للعودة إلى المنافسة في البطولة الإنجليزية الأعرق.
لم يكن أحد مدركاً آنذاك أن ليفربول يستهل بهذا أفضل حقبة في تاريخه ، حيث بدأ شانكلي يقلب مجريات الأمور بالنسبة إلى هذا النادي ففي عامه الأول مع الفريق، تخلّى عن 24 لاعباً وأعاد تشكيل الفريق بطريقة جديدة وعاد ليفربول إلى دوري الدرجة الأولى في موسم 1962/1961م وبعد ذلك بسنتين إحتفل بأول لقب له منذ 17 عاماً ، ورفع عام 1965 كأس الاتحاد الإنجليزي لأول مرة .. أما النجاح الأول على الصعيد القاري فقد أتى عام 1973 عندما هزم ليفربول نادي بوروسيا مونشنجلادباخ وفاز بأول لقب أوروبي ، وهو كأس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA.
وبعد ذلك بسنة إضطلع بوب بيزلي (مساعد شانكلي) بمنصب المدرب الأول للفريق وفي غضون تسع سنوات من إدارته لدفة الفريق ، تمكن ليفربول من الفوز ببطولة الدوري ست مرات ، ورفع كأس الدوري ثلاث مرات ، واقتناص لقب كأس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم مرة واحدة ، وكأس أوروبا في ثلاث مناسبات بعد تغلبه على بوروسيا مونشنجلادباخ عام 1977، وكلوب بروج عام 1978 ، وريال مدريد عام 1981.
وكما أتى بيزلي خلفاً لشانكلي سلّم بيزلي الراية لمساعده جو فاجان الذي كان في الثالثة والستين من عمره عندما أصبح مدرباً للنادي عام 1984/1983.. وفي الموسم الأول الذي تربع فيه على رأس النادي ، أصبح ليفربول أول نادٍ إنجليزي يفوز بأهم ثلاثة ألقاب في موسم واحد : الدوري وكأس الدوري وكأس أوروبا بعد التغلب على نادي روما.
ووصل الريدز إلى المباراة النهائية في كأس أوروبا مجدداً عام 1985 حيث التقى نادي يوفنتوس على ملعب هيسيل ، لكن هذه المباراة التي خسرها ليفربول بنتيجة 0-1 شابتها أحداث عنف قُتل بسببها 39 مشجعاً إيطالياً .. ونتج عن ذلك منع النوادي الإنجليزية من المشاركة في المنافسات الأوروبية لخمس سنوات ، وست لليفربول.
وتقدّم فاجان باستقالته كمدرب بعد الأحداث التي شهدها ملعب هيسيل ، وخلفه في منصبه كيني دالجليش ، الذي أصبح أول لاعب ومدرب للنادي في الوقت نفسه وتمكّن دالجليش من قيادة فريقه إلى الفوز ببطولة الدوري ثلاث مرات وكأس الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم مرتين ، بما في ذلك اللقبين في موسم واحد 1986/1985..كما أحرز ليفربول مع هذا المدرب آخر لقب له في الدوري المحلي وكان ذلك في موسم 1990/1989م.
*** النادي الآن
حافظ ليفربول على مكانته كقوة كروية أوروبية لا يُستهان بها منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1992، ونادراً ما أنهى المنافسات بعيداً عن الصفوف الأمامية للترتيب العام ، وتمكن في هذه الأثناء من اقتناص سبعة ألقاب هامة ، بما فيها إنجازٌ غير مسبوق بحصد الذهب في كأس الإتحاد الإنجليزي وكأس الدوري وكأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA عام 2001.
أما أحدث الألقاب الهامة التي أحرزها النادي فيعود تاريخها إلى مايو 2005 عندما هزم إي سي ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا UEFA بنتيجة ركلات الترجيح .. وكان ممثل الكرة الإنجليزية متأخراً بثلاثة أهداف نظيفة عند انتصاف المباراة ، لكن لاعبيه انتفضوا بقوة وهزّوا الشباك ثلاث مرات بعد انطلاق الشوط الثاني وخاضوا الوقت الإضافي ليفوزوا بالنهاية في دراما ضربات الجزاء.
*** الملعب
يعتبر ملعب أنفيلد أحد الميادين الأسطورية لكرة القدم في العالم ، وربما يعود سبب ذلك إلى الجو الإحتفالي الذي يسود فيه وتأثير الجمهور الذي يحتشد فيه ويُلقب باللاعب الثاني عشر في مباريات البطولات الأوروبية.. ويتمتع ليفربول بقاعدة شعبية عريضة ، بحيث تُباع عادة كافة تذاكر المباريات التي يخوضها النادي على أرضه.
وقد تم في عام 1906 رسمياً إعادة تسمية الجزء المسقوف من أحد جوانب المدرجات ليصبح "سبيون كوب" تيمناً بتلّ يحمل الإسم نفسه في إقليم ناتال في جنوب أفريقيا .. وقد كان التل موقع معركة سبيون كوب في حرب البوير الثانية قُتل فيها أكثر من 300 جندي من فوج لانكشاير (ينحدر الكثير منهم من ليفربول) .. وكانت الطاقة الإستيعابية القصوى لهذا المدرج تبلغ 28 ألف متفرج ، فكان بذلك أحد أكبر المدرجات المكونة من مستوى واحد في العالم .. لكن قدرته الإستيعابية تقلصت بشكل كبير بعد إعادة بنائه عام 1994، بحيث أصبح يمكنه حالياً استقبال 12390 شخصاً فقط .. ويتمتع هذا المدرج بشعبية كبيرة في أوساط جماهير النادي الذين غالباً ما يسمون أنفسهم "كوبايتس".
وفي ستينيات القرن الماضي كان الكوب هو الذي تبنى نشيد النادي "يو ويل نيفر ووك ألون" (لن تسير بمفردك أبداً) المستلهم بشكل رئيسي من مسرحية كاروسيل الغنائية للثنائي رودريجيز وهامرشتاين ، والمشهور بتسجيله لفرقة البوب في ليفربول "جيري آند ذا بيسميكرز" .. وقد تحوّل إلى النشيد الرسمي للنادي وتبنته أندية في كافة بقاع الأرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى